الاثنين، 30 يناير 2012

رحلة عبد الرحمان بن عبد الله الجامعي الفاسي



التاج المشرق الجامع ليواقيت المغرب والمشرق[1]:
هي الرحلة الأولى لعبد الرحمان الجامعي[2] نزيل الجزائر ثم تونس. وهي رحلة خص فيها الحديث عن شيوخه الذين لقيهم واستفاد منهم في فاس، وفي رحلته المضطرة إلى الجزائر.
وهي منطقة تعتبر بالنسبة للمغرب مشرقا. ولذلك جاء عنوان الرحلة، وقد جمع "يواقيت المغرب والمشرق". وقد أحال الجامعي على رحلته هذه، وعين موادها المذكورة في بعض كتاباته المتأخرة حين تحدث عن فاس ورجالها، فقال:
"فأما مدينة فاس عمرها الله بدوام ذكرها وأمنها من مكره، وإن كانت الذخائر إليها ترفع وتجلب، فالعلم، خوصا الأدب، كنز من غير جدرانها لا يخرج ولا يطلب. وقد كنت ألفت بها عيون أعيان، ممن يشار إليهم في البيان بالبيان، ألممنا بذكر بعضهم في رحلتنا المسماة: بالتاج المشرق الجامع ليواقيت المغرب والمشرق"[3].
ولا تمتد أحداث الرحلة إلى الحرمين، والحديث عن الحج، لأن الجامعي وهو يحيل على رحلته هاته يدعو الله أن يكملها بذكر رجال الحرمين، فقال عقب تسمية رحلته المذكورة: "كمل الله ترصيع تاجها بآل الحرمين، وجمع فيها ما تفرق في البرين والبحرين[4]".
وبذلك كانت مواد الرحلة عند حدود مواد الرحلة الداخلية، ولا تتعداها إلى الحجاز فتحسب من رحلاته، وإن كانت رغبة الجامعي ترمي في البعيد إلى ذلك.
ولا أعرق من هذه الرحلة أكثر مما ذكرته. وإن كنت لا أستبعد أن تكون هذه الرحلة وقد قامت على ناحيتين:
الناحية الأولى: اختصاصها في الحديث عن حياة الجامعي في فاس والجزائر، فتتحدث عن نشاطه في مرحلة الطلب وهو يجلس إلى شيوخ فاس ويلازم حلقاتهم فيعرف بهم وبطريقة تدريسهم، ويسجل ما استفاده من المصنفات والعلوم بحضرتهم. يؤكد هذا ما ورد من تفاصيل حول شيوخه في التي خصه بها صاحب ذيل بشائر الإيمان[5].
وربما تحدث في ذلك عن نشاطه الأدبي في المغرب واتصاله ببعض من خاطبهم بأدبه من الأمراء والأشياخ وغيرهم على عادة معاصريه من الأدباء.
وقد كان للجامعي نشاط كبير في المغرب سجلته ببعض الكنانيش الدفينة[6]. ولا أستبعد أن يكون الجامعي – وهو من بين الأسماء الأدبية التي ضرب عليها ستر من الصمت والسكوت في كتب التراجم ومصنفات الأدب في هذا العصر –ممن لحقه ذلك بسبب انتمائه إلى حاشية الأمير محمد العالم. فتكون محنه التي ألجأته إلى مفارقة المغرب والنزول بالجزائر هي نفسها المحن التي طالت حاشية الأمير المذكور حينما فشلت ثورته بمقتله عام 1118.
يؤكد هذا إلى حد ما أن ظروف الرحلة الاضطرارية التي وصل فيها الجامعي إلى الجزائر قد تزامنت مع الأحداث الأخيرة من هذه الثورة.
وتتحدث بعض المصادر الجزائرية المعاصرة عن رحلة الجامعي الاضطرارية هذه، فتصف حالته وقد التجأ إلى الجزائر "فرارا من نار المحن، وهي تحمله وتقعده، ومطارق النكبات تنتظر قبضه وترصده[7]... " ولا منزل له يأوي إليه، ولا مال له يعول عليه.
وغير بعيد أن يكون الجامعي قد تحدث عن ذلك في رحلته التاج المشرق، وهو يخلص للحديث عن شيوخه بتلمسان والجزائر، فيعرف بظروف تنقله إلى الجزائر، ودوافع هذا التنقل قبل أن يأتي على ذكر حلقات العلم والدرس في كل من الحاضرتين المذكورتين، ومع أشياخه فيهما.
أما الناحية الثانية: فهي في طريقة الكتابة التي بنى بها الجامعي رحلته هذه. ولا شك أنها لا تختلف كثيرا عن الطريقة التي كتب بها رحلته الثانية الآتي ذكرها بعد قليل، إذ احتفل بصياغتها وتجميل أساليبها باتخاذ طريقة الازدواج وتسجيع القرائن، وبتنويع موادها ترسيلا وشعرا، مما يجعلها قطعة مهمة في كتابه الرجل و ترسيله.

2- نظم الدرر المديحية[8]:
وهي الرحلة الثانية لعبد الرحمن الجامعي. وقد اعتبرهما –الأولى والثانية- معا الشيخ عبد الحي الكتاني نصا واحدا، حينما نقل في فهرس الفهارس ما يتعلق بترجمة ابن ساسي البوني، مصدرا النقل بقوله: "ترجمه الأديب أبو زيد عبد الرحمن الجامعي الفاسي في رحلته المسماة بنظم الدرر المديحية في محاسن الدولة الحسينية، والتاج المشرق الجامع ليواقيت المغرب والمشرق، قال[9]..." ثم أورد الترجمة التي عقدها الجامعي لشيخه في نظم الدرر...
وقد تقدم أن التاج المشرق غير نظم الدرر المديحية، بدليل ما تقدم من إحالة الجامعي نفسه على كتاب التاج في أثناء عرض مواد نظم الدرر. مما يؤكد أنهما كتابان منفصلان، وأن كلا منهما يسجل رحلة خاصة.
ولا تختلف رحلة نظم الدرر في سياقها عن الرحلة الأولى التاج المشرق. إلا أنها تختص بتسجيل ظروف تنقل المؤلف بين الجزائر، وعنابة، فتونس، للوصول إلى الحضرة الحسينية.
ولذلك كانت أحداث هذه الرحلة حسب تسميتها، وحسب النص الوارد منها، لا تتجاوز الحضرة التونسية، مما يجعلها ضمن الرحلات الداخلية.
ورغم أن قصد الرحلة في نظر المؤلف هو التقرب إلى باي تونس وتسجيل أمداحه فيه، مما يطابق تسميتها بنظم الدرر...
إلا أن المؤلف قد اهتم بتسجيل مراحل هذه الرحلة، وعملية التنقل، منذ ركوبه البحر من الجزائر إلى حين نزوله بعنابة بنونة. ومنها إلى حضرة تونس برا. وأثناء ذلك يخصص حديثه للتعريف برجال العلم والأدب ممن لقيهم المؤلف في رحلته هاته.
ولذلك كانت الرحلة من هذه الناحية تنتمي إلى الرحلة الفهرسية وتمثل استمرار ما سجله المؤلف في الرحلة الأولى التاج المشرق.
وهكذا حسب الموجود من الرحلة يتحدث الجامعي عن الأديب محمد بن علي، ووصف له، ولقائه إياه، وما تبادلاه من مراجعات شعرية[10].
ويتحدث عن لقائه بالشيخ أحمد بن قاسم[11] البوني من علوم ومصنفات بعد أن سجل إعجابه بما ألفه الرجل من تآليف كثيرة[12]. ويختم ترجمته بإيراد نص الاستدعاء الشعري الذي رفعه إلى الشيخ المذكور في شأن إجازته. وهو نص شعري جيد وطويل يجري فيه الجامعي على عادة معاصريه من الطلبة الأدباء، كما فعل قبله ابن زاكور وغيره، بصياغة الاستدعاء صياغة أدبية مؤثرة. والأبيات الصريحة في طلب الإجازة هي[13]:
يا إماما به أعـاد لنــا اللــه

علوما بهن يطاع الرسـول
لك خضت العباب مقتبسـا مـن

نور علمك الزمان بخيــل
فاسمحـن بإجـازة بعـد سـرد

للنهاية إذ سواها يطــول
واعمل الفكر بعد ذا في شؤونـي

فهي شيء له تطيش العقول

ومن جملة من تحدث عن لقائه بهم في تونس، المؤرخ محمد الوزير المعروف بالسراج[14] صاحب الحلل السندسية. فقد وقعت بينهما بعد التعارف "مذاكرة قامت لها سوق الأدب على سوقها، وتبايعنا فيها مبايعة لا تزال إن شاء الله قائمين بحقوقها. فكنت بعد ذلك أزوره بدكانه، لأتنزه في بيانه وبنانه، فلم يزل يؤنس وحشتي، ويسلي غربتي[15]...
وتشترك رحلة نظم الدرر مع رحلة ابن زاكور، نشر أزاهر البستان الآتية    بعد، في وصف البحر وأمواجه ورحلة السفينة و أهوالها على اعتبار أن الرحلة تتم بحرا[16].
ولا يخفى ما تمثله هذه الرحلة من مادة أدبية على عادة الجامعي في كتابته بصياغة أسلوبه وبنائه على طريقة ازدواج الأسجاع، وما يتبع ذلك من صياغة بيانية ترتفع به إلى مستوى التحفة الأدبية. زيادة على ما يورده من نصوص الشعر المختلفة له ولغيره. ولذلك كان نص الرحلة تحفة أدبية رائعة، وقطعة من الترسل الفني يقارب به كتابة الأندلسيين من أمثال ابن عميرة وابن الخطيب.  

عبد الرحمن الجامعي الفاسي
حامل راية الأدب على مستوى المغرب الكبير ..
                                                للأستاذ محمد المنوني

عرفت المائة الهجرية الحادية عشرة مجموعة من الادباء المغاربة، و كان بينهم اديب لم يستمر في اقامته بالمغرب، و انتقل لبث معارفه بالجزائر فتونس، و هذا هو عبد الرحمن بن عبد الله الجامعي الفاسي.
و نتبين من نسبه انه ينتمي الى فريق اولاد جامع: القبيلة العربية النازلة شمال فاس [17]، حيث يتنقل اوزاع منهم للسكنى داخل نفس المدينة، و بالضبط قد يكون ذلك بفاس الجديد، التي يبدو انها كانت مستقرة المترجم و مكان ولادته عام 1087 ﻫ / 1676 – 77 م، غير ان المصدر المعني بالامر [18] يكتفي بالاشارة الى ولادته و دراسته بفاس دون تحديد.
و حسب المتعارف انذاك فقد تناولت دراسة المترجم على اساتذته – القران الكريم، و علوم اللغة العربية، و الفقه ، و الحديث، و التفسير، و كان تفوقه اكثر في المواد اللسانية، و المعارف الادبية.
و الى هنا ستقف معلوماتنا عن حياة المترجم بفاس و المغرب و سنلتقي به – بعد هذا –بالجزائر، دون ان نعرف – بالتحديد – تاريخ انتقاله الى المغرب الاوسط، غير انه نفسه يشير الى اقامته بتلمسان

اوان الفتح الاول لمدينة وهران، وقد وقع اوائل عام 1119 [19] ﻫ / 1707 م.
و لا ندري على وجه التحقيق –سبب انتقال صاحبنا عن المغرب، و قد تشير لذلك فقرة وردت في مكتوب خاطب به الداي الجزائري: محمد بكداش، وهو يقول فيه: "وجدير بمن شحدت سبيكته الذهبية المحن الزمانية فخلصت من الشوب، و اذابت كورته التركيبية فابرزت نضارتها من لباب الذوب، ان يستعمل تدبيره في انقاذ عبد ما زال فرارا من نار المحن وهي تحله و تعقده، و مطارق النكبات تنتظر قبضته و ترصده " [20].
و يبدو ان حرفة الادب لاحقت الاديب الجامعي وهو في مهجره الاول، فما كاد يطيب له العيش بالجزائر حتى ينتقل عنها الى تونس اواخر عام 1122 ﻫ / [21] 1711 م، و لاشك ان هذا الارتحال ناشئ عن حادث مقتل الداي بكداش في نفس العام [22] بعدما صار المترجم يعيش في كنف رعايته.
و في تونس ينتهي المطاف بالرحال المغربي، و قد صار من المؤكد انه اتخذ منها دار قرار، و من الاشارات في هذا الصدد انه في عام 1126 ﻫ نظم بيتين من الشعر ليؤرخ بهما تمام المدرسة الحسينية الكبرى [23] ، و هذه من مشيدات مدينة تونس، يضاف لهذا سياق ترجمته في "ذيل بشائر اهل الايمان" ، و سنعرضها من بعد، حيث يتبين ان النزيل المغربي حين كتابة الترجمة كان لا يزال بقيد الحياة، مع ملاحظة ان هذا المصدر انما فرغ منه مؤلفه عام 1137 ﻫ  [24].
و بعد هذا يبدو ان وفاة الجامعي وقعت في نفس الحاضرة التونسية، وهو ما يمكن ان نستفيده من رثائة من جهة اديب تونسي بقصيدة على روي العين من بحر الكامل [25].
و الان – بعد هذا العرض – فان المصادر المغربية المعروفة اهملت – بالمرة – ذكر المترجم، و لا يستثني من هذا سوى اشارات قليلة وردت في مؤلف للجامعي نفسه، و لحسن الحظ فان بعض المصادر الجزائرية و التونسية تلقي اضواء على ثقافة صاحبنا، و بالخصوص عن نشاطه الادبي في مهجره بالمغربين: الاوسط و الادنى، بعد ما كان لمصادرهما فضل الكشف عن جوانب اخرى من حياة اديبنا المغربي.
و هكذا : فان المترجم اشتغل في تلمسان، بتدريس مادتي النحو و البيان [26] ، و في مدينة الجزائر كتب شرحا على ارجوزة الحلفاوي في فتح مدينة وهران، كما صدر عنه الشعر الرائع، و الترسيل البليغ، بمناسبة هذا الفتح، او في مطارحته مع اديب الجزائر: محمد بن محمد الشهير "بابن علي" [27] القلغلي، المفتي الحنفي.

و من العلماء او الادباء الاخرين الذين عرفهم بمدينة الجزائر او غيرها:
محمد بن احمد الحلفاوي التلمساني مفتيها، وهو ناظم ارجوزة فتح مدينة وهران، و يحليه بشيخنا [28] .
ثم الشيخ محمد مصطفى الرماصي القلعي، حامل راية الفقه المالكي في عصره و مصره [29] .
و محمد بن ميمون الزواوي ثم الجزائري [30] ، مؤلف التحفة المرضية، في الدولة البكداشية".
و رابعا: ابو العباس احمد بن قاسم البوني عرف بابن ساسي ، زاره بمدينة بونة: (عنابة)، و استجازه فاجازه [31].
و سوى هذا فان ثقافة المترجم الادبية بهرت المعنيين بالامر في الجزائر، وهو ما يشهد به مؤلف "التحفة المرضية" [32]، في فقرة مطولة نقتطف منها ما يلي:
".. الكاتب اللوذعي ، العالم الالمعي، ابو زيد: السيد عبد الرحمن بن عبد الله الجامعي نسبا، الفاسي منشأ، الجزائري دارا، وهو رجل وحيد الدهر، بل فريد العصر، لا اعلم اني لقيت مثله في طريق الاداب، و لا اشد كاهلا منه في الانتخاب ... صدر عنه الشعر المعجب ان لم نقل المعجز، و النظم الذي هو لوعد صدق براعته منجز".
و حينما انتقل المترجم الى تونس اشتهرت معارفه اكثر، و صار له درس حفيل بجامع الزيتونة، و الف – في الفترة نفسها – "نظم الدرر المديحية في محاسن الدولة الحسينية" : دولة الباي حسين بن علي بن تركي، كما وضع شرحا على خطبة شرح تلخيص القزويني لسعد الدين التفتازاني، و من ادباء (الحاضرة) الذين اتصل بهم: محمد بن محمد الاندلسي الوزير السراج، مؤلف "الحلل السندسية، في الاخبار التونسية" [33].
وقد عقد له المؤرخ التونسي حسين خوجة الحنفي ترجمة [34] كشفت عن جوانب من حياته بفاس ثم بتونس، و سنثبت معظمها فيما يلي:
".. العالم العارف، جامع العلوم و المعارف، الاديب اللبيب، الوجيه، صاحب العقل الرجيح، الشيخ سيدي عبد الرحمن بن عبد الله الشهير بالجامعي، تزايد بمدينة فاس سنة 1087، و حفظ بها القران العظيم.
و نشا في طلب العلم عن والده، و عن غيره من مشايخ العصر، و حصل على علوم شتى.
و اخذ النحو عن الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عمران الفاسي [35].
و لازم الشيخ محمد العرافي [36].

و سمع من الشيخ محمد الكماد القسطنطيني [37]، و اخذ عنه ابوابا من مختصر الشيخ خليل، و مجالس من صحيح البخاري، و التفسير مع كبار من مشايخه تطفلا و خدمة بين ايديهم.
و قرأ مختصر الشيخ خليل – ملازمة و مراجعة – على فقيه العصر و الاوان، منذ سنة 1100، الى الان: الحافظ ابي علي الحسن بن رحال [38]، فسح الله في عمره امين و سمع عنه التفسير.
و اخذ صحيح البخاري عن الشيخ محمد بن سليمان الاندلسي [39] على رواية ابي ذر الهروي.
و دراية عن خاتمة امناء العلماء: الشيخ عبد السلام بن الطيب القادري [40]، و عنه – ايضا – شمائل الترمذي.
و سمع مجالس صالحة من صحيح البخاري على الشيخ محمد بن محمد الفلالي [41] امام جامع المولى ادريس ، من سنة 1105، الى سنة 1108.
و اخذ شفاء القاضي عياض – رواية و دراية من اوله الى اخره الا مجالس قليلة – على لسان العرب ابي عثمان سعيد بن احمد العميري التادلي [42]. و غيرهم.
و قدم الى مدينة تونس، و تصدر للتدريس بالجامع الاعظم: جامع الزيتونة، و كان له درس عظيم، و محفل حسيم، و مدحته العلماء و شكرته الطلبة و اثنوا عليه.
له معرفة و اطلاع على الكتب الغريبة ، و استخراج النكت العجيبة، و له معرفة بارعة في اللغة و علم التاريخ و اخبار الناس.
و له ولوع بالمقامات الحريرية و قلائد العقيان و ديوان الشعراء الستة، بالاخذ عن مشايخ: اجلهم خاتمة الادباء: الشيخ محمد بن قاسم ابن زكور [43] و غيرهم.
صاحب قريحة جيدة في نظم الشعر البليغ لا يضاهى، فريد عصره في زماننا هذا، له مهارة في جميع الفنون.
قليل الكلام ليس بمهذار، لا يتكلم الا بمقدار اذا سئل اجاب، و اذا قال اصاب، و تكلم بفصل الخطاب، حسن القامة، جميل الصورة، له ميل الى الانقطاع و الخلوات، صبور لا يتاسف على ما فات، حمول لتكدرات الدهر و تقلبات الزمان .."
هذه ترجمة الجامعي في كتاب "ذيل بشائر اهل الايمان"، وهي نفسها صارت موضوع تحليل لبعض جوانبها من جهة محمد الشاذلي النيفر [44]، و كان ذلك بمناسبة استعراض المؤرخ التونسي للبارزين اعلام البعثات التلقائية، الوافدين من جامع القرويين بفاس، الى جامع الزيتونة بتونس، حيث كانت مساهمة المترجم كبيرة في بعث المدرسة الادبية بالقطر الشقيق، و هكذا يعقب مؤرخ الخضراء و يقول:

"..و في مقدمة رجال هذه المدرسة الشيخ عبد الرحمن الجامعي، الوافد على تونس في ثلث القرن الثاني عشر ، بعد تمتين معارفه و دراسته على جلة من علماء القرويين ..
و اعتنى بالادب عناية خاصة، واخده عن شيخ الادب في المغرب: محمد بن قاسم ابن زاكور، محيي الطريقة الادبية القومية، و باعث الكتب الادبية الدسمة بعد الاندثار و الاهمال، حتى اخذ الادب العربي الصحيح مكانه من اصوله المعتمدة في الدراسة الادبية في القرويين، و بذلك تمثلت دراسة عصور الادب في مختلف بعض عصوره.
و كان هذا البعث من الشيخ ابن زاكور باعتنائه بأصول الأدب، اذ شرح ديوان الحماسة ، و سماه: "عنوان النفاسة"، كما شرح قلائد العقيان و سماه: "مقباس الفوائد بشرح ما خفي من القلائد".
و نقل هذه الطريقة الى تونس الشيخ عبد الرحمن الجامعي، فاعتنى مزيد الاعتناء – بثلاثة كتب هي من امهات الادب العربي، و هي : "ديوان الشعراء الستة"، و "المقامات الحريرة"، و "قلائد العقيان" ..
و المنتقي لهذه الاشعار للشعراء الستة هو الاعلم الشنتمري ... و المدرسة السنتمرية تنوسيت، فجدد العهد بها باحياء هذا الكتاب في تونس الشيخ الجامعي .."
و تبعا لثقافة المترجم الادبية يبدو انه ثاقن الادب الزجلي ان لم يكن نظم على قوافيه، كما يظهر انه يعرف قواعد الشعر الملحون، و يقدر قيمته و بالخصوص من الوجهة التاريخية، و سنستشف هذا من اشارات وردت خلال شرحه لارجوزة الحلفاوي في فتح وهران، فهو يلاحظ عند تقديم قصيدة زجلية انها على طريق كلام المشارقة [45]، بينما يميز اخرى بانها قصيدة عروبية من الملحون [46] .
و عن قيمة شعر الزجل يقول اثناء كلام: ".. كما ننقل – ان شاء الله – من النظم الملحون الذي قيل في هذا المعنى ما تدعو الضرورة اليه، و ما في ذلك من باس، فانه في هذا القطر (الجزائر) لسان الكثير من الناس، و قد عاب الحافظ ابن خلدون على كثير من مؤرخي عرب افريقية المستعجمة، حيث تركوا رواية اشعارهم لما دخلها من اللحن و العجمة، فكان في ذلك تضييع انسابهم و ايامهم، و طمس اخبارهم و اعلامهم" [47].
و الان نعرض مؤلفات المترجم في شيء من التفصيل، مع تخمين ترتيبها حسب التسلسل التاريخي لوضعها.
و نذكر – اولا – "شرح ارجوزة الحلفاوي في فتح مدينة وهران"، و قد جاءت هذه المنظومة المشروحة من 72 بيتا تتفرع الى خمسة فصول:
في ذكر دولة الداي الجزائري محمد بكداش.
و انظمته العسكرية.
مع وصف حصار وهران.
و ذكر مصير المعركة.
و خامسا: فصل ختامي: في الثناء على المنعم الاعلم الشنتمرى ... و المدرسة الشنتمرية تنوسيت، الناظم.
و تبرز اهمية هذا الشرح في التعاليق التي تحلل الفصول الثلاثة الاولى وهي تستوعب معظم الكتاب، مما جعل هذا القسم مصدرا هاما لسبرة الداي بكداش و فتح مدينة وهران عام 1119 ﻫ، مع افادات اخرى عن حياة المؤلف، و عن اسماء ادبية عاصرها بالقطر الشقيق.
و قد جاء التنويه بهذا الشرح في "التحفة المرضية" [48]، ثم في ذيل بشائر اهل الايمان"


[49] ، و كان من اوائل الذين اعتمدوه محمد ابو راس الناصري المعسكري[50] .
لا يزال هذا الشرح مخطوطا في نسختين بالمغرب و الجزائر ، و نسخة ثالثة في المكتبة العبدلية بتونس رقم 4454، و يذكر انه مترجم الى الفرنسية.
اما الموضوع الثاني للمترجم فهو رحلته التي تحمل اسم : التاج المشرق، الجامع ليواقيت المغرب و المشرق" ، و لا تعرف الا من خلال اشارة المترجم لها في موضوعه الذي ياتي ثالث هذه اللائحة وهو : "نظم الدرر المديحية، في محاسن الدولة الحسينية" : دولة الباي التونسي: حسين بن علي بن تركي [51]، و لحد الان لا يعرف هذا الكتاب بكامله، و الموجود شذرات منه اختلطت مع مختارات من ديوان الاديب الجزائري: محمد بن محمد المعروف بابن علي، و من غيره، و تشتمل على الجميع قطعة ضمن مجموع ، خ ع. ك 1387، ص 66 – 134.
و قد صدرت هكذا : "و من رحلة الاديب .. عبد الرحمن الجامعي المغربي ، التي ترجمها بنظم الدرر المديحية، في محاسن الدولة الحسينية"، و لاول مرة يبدو ان القطعة كلها مقتبسة من الرحلة الجامعية، و بعد قراءة النص و تتبعه يتبين ان اكثره اجنبي عن نظم الدرر المديحية، و الذي منها هو اقله، و هنا رجعت الى الموجود من رحلة احمد بن عمار الجزائري، وهي – بدورها – تقتبس بعض محتويات النص المشار له دون ان تحدد المصدر في اغلب الحالات، و مرة واحدة ينقل ابن عمار شذرات واردة – بعينها – في هذه القطعة ، و يعزوها الى تاليفه: "لواء النصر في فضلاء العصر" [52] ، و من هنا قد نتبين ان القطعة المتكررة الذكر، ماخوذة – باجمعها –من كتاب ابن عمار، و بهذا يترجح ان هذه العملية قد ادت الى نعرفة قسم مهم من كتاب لواء النصر، بعدما كان يعتبر مفقودا فيما اظن.
و من الجدير بالذكر ان القطعة المعنية بالامر، يوجد ببعض هوامشها تعاليق قصيرة بامضاء ابن عمار نفسه [53] .
و الى هنا سنصل الى الموضوع الرابع و الاخير للمترجم، وهو الذي يقول عنه خوجة الحنفي [54] اواخر الترجمة الجامعية: "و له شرح على خطبة السعد البياني" وواضح من هذا التعبير انه يشير لشرح سعد الدين التفتازاني، على تلخيص المفتاح للقزويني، غير ان هذا الف شرحين على التلخيص: مطول و مختصر، و هذا ما لم يوضحه المصدر المشار له، و يوجد في فهرس مخطوطات المكتبة الاحمدية بتونس [55]، ذكر شرح خطبة المطول على تلخيص القزويني دون تسمية المؤلف، فهل يكون هذا هو شرح المترجم المشار له ؟
و بعد هذا سنذيل هذه الدراسة بتقديم نماذج من ادب المترجم، و نذكر – اولا – قصيدة في غرض التهنئة بفتح وهران عام 1119 ﻫ:
تلت رسل البشائر يوم عيد
                     علينا سورة الفتح السعيد
فاحيت من رسوم البشر رسما
                     عفا بالشرك مذ زمن مديد
و اصبح وجه دين الله طلقا
                    ووجه الكفر حزن الفقيد
و يا ربما تبسم ذا ازدراء
                  بنا و يسومنا سوم العبيد
و قد نفذ الوعيد فكان عيدا
                   لاهل الحق تنفيذ الوعيد
فيا حادي الرسائل مسفرات
                  بفتح الثغر مستحلي الورود
بحقك ان وردت عليه قبل
                 مباسمه عن الصب البعيد
و قل "وهران" يهنيك افتكاك
                   و انقاذ من الاسر الشديد
لك البشرى و للاسلام اخرى
                  بمنعك من يد الكفر العنيد
تذكر حيث كنت مناخ شرك
                  فعدت مقام شكر للحميد
و كنت مقام تتليث فاضحى
                  يقرر فيك توحيد المجيد
و بدلت النواقس في الزوايا
                باذان و ذكر من مجيد
جزى جيش "الجزائر" كل خير
                اله الخلق ذو الملك العتيد
هم المستنقذوك و قد احاطت
               بك الاعداء تطمع في المزيد
و ها انت المجار فلست تخشى
                      عداة الدين اخوان القرود
فقد ذهبوا و ما يرجون عودا
                      اليك فعش هنيئا في خلود
و كيف وقد غدوا و الرعب يجري
                      بهم بين الطريدة و الطريد
و لولا الليل جهنم لاضحوا
                     نهارا في مغلغلة القيود
و لولا انهم شردوا بليل
                     لكان القتل اجدر بالشريد
و قد ظنوا بان لهم نجاة
                    بمرسى الثغر من بعد الشرود
و هيهات النجاة لمن احاطت
                   به نار و بحر في صعيد
ولو اغنى التحصن عن قتيل
                  و حال السور من قدر المريد
لما فتحت بروجهم و هدت
                   معاقلهم بصاعقة الرعود
ولو عقلوا لما لجأوا لشيء
                    سوى دين التحية و السجود
و ان لم يسجدوا لله طوعا
                   لقد سجدوا بمصلته الهنود
و ان فروا سندركهم قريبا
                 باندلس جنود من اسود
اسود غابها السمر العوالي
                 و موردها دماء ذوي الجحود
اذا غرسوا الرماح جنوا سريعا
                ثمار النصر من ورق الحديد
عليهم من شذا الازهار اذكى
               سلام لا يعقب بالنفود
(ختام نده يهدي) الغوالي
                 مؤرخ ذلك الفتح السعيد [56]
1119 ﻫ
و يقرب من هذه الجريدة قصيدة اخرى للمترجم نقتطف منها ما يلي:
"لقد فتكت بالقلب فتك البواتر
                     عيون الظباء الانسات الجاذر
وقد بقد السمهري حشاشتى
                      ففاضت عيوني بالدما و محاجري
رعى الله ظبيا قد رعى حب مهجتي
                     و لم يرع في نجد عرارا و حاجر
و ما زلت ارعاه و يحسب انني
                    اخون له عهدا فيصبح هاجري
و يظهر احساني اليها اساءة
                      و بالعكس ما يبديه يبدو لناظري
بذا حكم الحسن البديع له ولي
                       و ما حاكم الحسن البديع بجائر
و اني و ان ابدلت عذري في الهوى
                       فما عاذلي فيما اروم بعاذري
ايحسن عذل في ظباء عيونها
                      ظبي شرعت فتك الاسود الخوادر
تهز قدودا في دعوص [57] كانها
                     بنود تثنت في جنود "الجزائر"
جنود بها الاسلام عز مناله
                      على كل جبار عنيد منافر
حموا بالصفاح البيض من كل عابث
                       حماه قلم يعبث به كف فاجر
فكم كسروا ثغرا به كانت العدا
                     تبسم في وجه من الدين كاشر
فيا حادي الاظعان حث براكب
                    يؤم حماهم رغبة في الذخائر
و سر بي الى ذاك الرباط فانه
                     ذخيرة ساع للجهاد و زائر
و انك مهما جئته جئت روضة
                     مؤرجة ارجاؤها بالازاهر:
ديار بني عثمان – حيث تالقت
                    ضباب [58] و نور – مستقر المسافر
بلاد براس الغرب تاج مكلل
                    و خلخال سوق الشرق غير ضوامر
بدت بمنصات الزمان كانها
                    عروس تجلت في اعالي المنابر
و قد قلدت من بحرها بموشح
                    و صيغت لها الامواج خلخال حاسر
و لاح بها باب الجزيرة مثلما
                    تبسم ثغر في وجوه البشائر
كأن مجاز البحر معصم غادة
                  تحلى سوارا واكتسى بجواهر
و لله ابراج بشاطئ بحرها
                 تحاكي النجوم الزهر في عين خازر
كان ارياض الخضر محدقة بها
                ذوائب اصداغ الوجوه النواضر
غصون و انهار و تلك لهذه
                تحن فتحنو لاستسلام الغزائر
فتبدو و قد حاك النسيم برودها
               نصال رماح في زرود مشاجر
و لله ما ضمته من كل منظر
                حلاوته ما مر تلفى بخاطر
فدعني من غرناطة و ربوعها
                و شنيل فالحسن انتهى للجزائر
فما تفضل الحيراء بيضاء غادة

                 مقرطفة [59] بالبدر ذات غدائر
و من لربوع بالجمال و قد غدت
                       كخط زبور في قديم الدفاتر
 و هذي ربوع حاطها باحاطة
                       مؤلفة من ستره خير ساتر [60]"
و بعد القصيدتين الوهابيتين، هاهي مختارات من رحلة "نظم الدرر المديحية ..".
" .. فاما مدينة فاس عمرها الله بدوام ذكره، و امنها من مكره، و ان كانت الذخائر اليها ترفع و تجلب، فالعلم – خصوصا الادب – كنز من غير اساس جدارها لا يخرج و لا يطلب ، و قد كنت الفت بها عيون اعيان، ممن يشار اليهم في البيان بالبنان، الممنا بذكر بعضهم في رحلتنا المسماة ب "التاج المشرق، الجامع ليواقيت المغرب و المشرق" ، كمل الله ترصيع تاجها بال الحرمين، و جمع فيها ما تفرق في البرين و البحرين.

و اما مدينة الجزائر، فاول بلد لقيت بها مثل من فارقته من اداء بلدي، و بها تذكرت بعض ما كان نسيه خلدي، لاجتماعي بها بالاديب الماهر، الدال وجوده على صحة القول بوجود الجوهر الفرد في سائر الجواهر، اديب العلماء، و عالم الادباء، محيي طريقة لسان الدين ابن الخطيب، الامام الخطيب، بن الامام الخطيب ، بن الامام الخطيب، ذي القدر العلي، ابي عبد الله محمد بن محمد المعروف بابن علي [61]، ابقى الله وجوده بالالطاف محفوفا ، و بالنفحات الادبية منقوحا متحوفا.
ر أيته اول ما لقيته و ان لا اعرف مسماه، فرايت صورة تدل على حقيقة الادب و معناه، فبادرني بسلام يوذن بعرفان سابق، و يشهد بحب لاحق، فشاهدت منه لطافة لو تجسدت لكانت ماء زلالا، و عاينت فيه ظرافة لو تعالت لود النسيم ان يكون لها اعتلالا، فتصافحنا مصافحة الاغصان و الانهار، و افترقنا و قد تحاتت ذنوبنا تحات ورق الاشجار، ثم انشدني بعدما بنفسه عرفني:
رقة الجسم و اهتزاز القضيب
                   خيرا منك عن اغر نجيب
ادب بيننا تاكد منه
                 نسب و الاديب صنو الاديب
و البيتان انشدهما لشهاب القاضي الافاندي عند لقاء شيخ شيوخنا: ابي العباس المقيلدي، بالقاف المعقودة بالكاف [62] ، فحضرني – بعد انشاده ما ذكر – في الحال، قول من قال، و اظنه من مقولاتي، لا من منقولاتي:
و اذا الاديب مع الاديب تذاكرا
                          كانا من الاداب في بستان
ثم افترقنا بعد الدعاء و الفاتحة، على ان لا تكون خاتمة – ان شاء الله – لهذه الفاتحة، ثم بعث لي بعدما فارقني قصيدة له، نسجت على منوال رائية ابن زمرك التي مطلعها:
نفسي الفداء لشادن مهما حطر [63]
تخيرها من حر كلامه، و بعثها الي لاقف على محله من البلاغة، و اعرف قدره بين ارباب البراعة اذكرها هنا ليعرف الواقف عليها ان بالسويداء رجالا، و ان بالزوايا خبايا، وهي هذه:
بابي غزالا سيف مقلته شهر
                    قاسيت فيه من الصبابة ما اشتهر
خنث الكلام و لا تخنث غادة
                   فمرية الاوصاف خامرها الخفر
بعث الصدود الى المنية باعثا
                    فاذا علي قضى – تنصل و اعتذر
يدنو و يناى مثل ما الف الرشا
                   حذرا فان رمت الوثوب به نفر
طعن الفؤاد بسمهري قوامه
                  و بصارم الالحاظ صال و لا مفر
عجبا له رشا تحكم في الهوى
                 خفقت له الاحشاء واصل او هجر
ما لاح ينتهب القلوب جماله
                 الا و قال الناس: ما هذا بشر

فضح الغزالة و اللاليء و النفا [64]
                       مهما تطلع او تبسم او خطر
من لي به قمرا قضى قمر السما
                      بالحسن – مقتصرا- لطلعته و قر
يبدو مرصع خده كزبرجد
                     قد سال في صفحات هاتيك الدرر
عاصيت فيه عواذلي و احلت ما
                     القاه من حكم الغرام على القدر
و انا الذي جهل الحقيقة اولا
                    فأجال بادرة اللحاظ و ما شعر
فارقت فيه نفائسا و جنيت منـ
                   ـه وساوسا و رويت عن طرق الفكر
و العشق ربتما يلذ به الفتى
                  وهو الجهول بما سينتجه النظر
حتى اذا عكفت عليه رباحه
                 و لى وقد الف الكابة و السهر
يا روضة ما كنت احسب ظلها
                 يضحى و دمعي في جوانبها نهر
مسح – فديتك- ماء جفني انه
                 مهما استمر على منابته اضر
و لقد علمت بان حبك قاتلي
                لكن اذا نفذ القضا عمي البصر
فارحم عزيزا مات فيك صبابة
                و غني قوم للخضوع قد افتقر
و كتب بعدها ما نصه: فليطالعها مولانا بعين الشفقة الادبية، فانها من حر الكلام، الذي اتبعت فيه الخواطر، و السلام.
قلت: لو حكمت في قوله: للخضوع، لقلت بدله: للسؤال، للمناسبة اللفظية و المعنوية [65].
و لما راقتني بدائع هذه القصيدة ، خاطبته عنها بقولي، و ان كان دون طوله مرماي و طولي:
خمائل الازهار هبت في سحر
                    ام نفثه من شادن عقلي سحر
ام نفحة شحرية من نشرها
                    نشر النسيم عن الهوى طي الخبر
بل غادة ضربت عبير خمارها
                      بمقطر الهندي في ماء الزهر
و غدت تجر ذيولها حول الحمى
                     فتارجت دارين من ذاك المجر [66]
اكرم بها من غادة لو انها
                   لم يكسها انسان عاشقها الخفر
خطرت و بين وصالها و غريمها
                   بحر الهوى فركبت فيه على خطر
و رمت لنا عن وجه صبح مسفر
                 ليل الخمار فقلت ما هذا بشر
بل دوحة مطلولة بل قطعة
                شعرية ماء البديع بها انهمر
و افت تذكرني الصبا فاجبتها
               اني – وحقك – لي بعيش قد غبر
ما شمت بارقه لرشف عذيبه
                 الا و كان عقيق دمعي لي مطر
و اتت تعاطيني حديثا دره
                 نثر القضا من لبتي فيما نثر
ايه فديتك هاته و كانه
                 كأس العقار متى تلذ به عقر
و متى يصخ سمعي الينا فغنه
                  بابي غزالا سيف مقلته شهر
هذا الذي ارضى – وحقك – في الهوى
                  نظما يشرف في النحور على الدرر 

ما كل من نظم القريض موفيا
                        في حقوقه في عين من عرف النظر
و دليله انشاد ذاك وقوله
                      نفس الفداء لشادن مهما خطر [67]
و من هذه الرحلة الجامعية بع كلام كثير ما نصه: و قد اعتقدت السفر اعتقادا جازما، و الغيت من الهوامل ما كان لفعله جازما الا اني لم ازل اقدم في ركوب البحر رجلا و ااخر اخرى، حتى رايته – لقصور النفقة – بي اولى و احرى، فاستبدلت الفجاج و العجاج، بانتجاج العجاج، و اقتحمت امتطاء مطي كافر [68] جامح، للسلامة غير جانح، و نسيت ما قال فيه ناعته، لا يستغرب من البحر الا سلامته، لا جرم ان الدر لا يلتقط دون غوص البحار ، و من استسهل الصعب ادرك المنى، و دون اجتناء العسل ما جنت نحله ، و لا يقطف الرطب الا من شاكه نخله
فركبنا من مرسى الجزائر حرسها الله على بلقاء حاتمية الجؤجؤ و الاضلاع ، ذات اجنحة مثنى و ثلاث و رباع، يلعب بها الريح فتطاوعه مطاوعة الاراكة للنسيم، و يسقم بها الصحيح فلا يتمكن من التسقيم، كانها حبشية [69] تصارع من عباب البحر ثعبانا، و كان شراعها شيب قوديها مما اذاقها عتوا و طغيانا، فامهلتنا ريتما قرانا اية نوح، و طفق من احرقته من الاحباب لوعة البين ينوح، ثم مدت اجنحتها للدبور الهبوب، و طارت بالاجساد و خلفت القلوب، فبقيت بايدي المودعين خافقة الجوانح، كما انتفضت الطرائد في مخالب الجوارح، فانشدت في ذلك اقول، وهو في معناه من بديع المقول:
اعان علي البين و البين قاتلي
                     غراب و لكن بالشراع يطير
من الزنج مبيض السوابق سابق
                     لا غرابة الاعراب [70] حيث يسير
لعمرك ما مد النوى و اطالها
                      سوى الفلك في لج البحار تخور
و ليس غراب البين الا غرابها
                       و لا ذنب عند العبس حين تثور
فكم بين مرجو اللحاق و سابح
                     يسير فلا يرجو لقاه مغير
فلم يزل الهوى يخفضنا تارة و تارة يرفعنا، و يدفعنا طورا الى الهلاك و منه حينا يمنعنا ، حتى هيج من البحر عبابه، و قد اقام الليل عمود بيته الاسود و ارخى اطنابه، فبتنا بين محوقل وداع ، و رافع صوته بالاستحلال و الوداع، حتى انقض بازي الصباح، و كسر من غراب الليل القوادم و الجناح، فصار البحر يسكن بنا تارة و تارة يموج، و طورا يميل بنا الى حيث يميل الانس و يعوج حتى امتد من نور شمس اصيل اليوم الثاني مريء بهيج، و كان ماء البحر ذائب فضة سال فيه من النضار خليج فاطللنا على اطلال بونة، ثم راينا بيوتا انتظمت ذات محاسن غير منهوكة و لا مخبونة .[71]، اوجدنا الله برؤيتها من العدم ثانيا، و خرجنا من البحر اليها خروج الجنين من الرحم و انيا قد خلتها اما دار الشيخ الرباني، العالم العرفاني، الذي بنيت في هذه الرحلة المباركة على قواعد بركته اساسي ، ابي العباس احمد بن الولي الصالح، البر الناجح، ابي عبد الله قاسم، بن الولي الصالح، ابي عبد الله محمد المعروف ساسي، رحمه الله عددهم، وقوى مددهم فتيسر في الحال لقاؤه، و دل على فرحه بملاقاتي مبالاته و اعتناؤه، فحيى، طلق المحيا، و انزلني بمنزل لاكرم اضيافه عليه مهيا، فاقمت عنده

ينزهني كل يوم في رياض تالفيه الحديثية و غيرها ، و ينثر على كل ساعة من فرائد قوائده ما تبخل به على الغائصين قعور بحرها، و كنت احضر اثناء تلك المدة مجلس رواية الصحيحين بين يديه، مع مشايخ بلده وولديه، و مما رويت عنه فسح الله في اجله و اسهب، ان تاليفه بلغت ما ينيف على المائة ما بين مختصر و مسهب ، و لما وقفت منه في علم الحديث على البحر العباب، و العجب العجاب، سالته الاجازة فيما وقفت عليه و غيره من تاليفه [72] بقصيدة، مستشيرا له فيها مع ذلك في شان هذه الرحلة المباركة لهذا الامير المبارك وجب علي ذكرها هنا لذلك، فقلت:
عن حديث العذول سمعي عدول
                          و شهود الغرام فيك عدول
مرسل الدمع و اصطبار ضعيف
                          و فؤاد مقسم و عليل
لم ازل لك يا عزيز ذليلا
                        و قبيح جفاك عندي جميل
صل و لا تهجر المحب و الا
                        طاب لي لسواك عنك الرحيل
و اذا ما عضلت اني لراطـ
                       ـب لداء العضال منك نزيل
شيخ بونة احمد الحبر ذي الفهم
                      الذي يرتقي اليه النبيل
و اخي البذل و التفضل و الجو
                     د علي من به يضيق السبيل
ان تشأ الصدق فيه بونة مصـ
                   ـر و بحر نداه و العلم نيل
ذو تاليف ذات نظم ونثر
                 و سناد علا و نقل يصول
برعت اذ سعت لاحياء دين
                 باحاديث صححتها الفحول
سيرة المصطفى و اصحابه الغـ
                 ـر عليه الصلاة ما قيل قيل
و علوم بها الى الله يدري
                 طرق الرشد من مناه الوصول
ببراهين كالسيوف على الاعـ
                 ـداء وهي لطالبيها للاصول
يا امامنا به اعاد لنا اللـ
                 ـه علوما بها يطاع الرسول
لك خضت العباب مقتبسا من
                 نور علمك و الزمان بخيل
فاسمحن باجازة بعد سرد
                للنهاية اذ سواها يطول
و اعمل الفكر بعد ذا في شؤوني
                  فهي شيء له تطيش العقول
و لتشر بالذي بدا لك فيها
                  فعلي لما تشير القبول
و عليك السلام ما قال صب
                   عن حديث العذول سمعي عدول
و من نفس الرحلة عن مدينة تونس:
فلم ازل اسير في عمارة متصلة المسارح و المزارع، مامونة المراتع و المرابع، الى ان اشرفنا على منازل الخضراء في اليوم الرابع، فراينا مرأى تقف دون وصفه الاقلام و الالسن، فيه ما تشتهيه الانفس و تلد الاعين: ابراج لها في سماء الحسن طلوع و شروق، محفوفة ببساتين يطيب فيها الصبوح و يحمد بها الغبوق، في ارض كان ترابها مسك و زعفران، نشر الربيع عليها مطارف خزه و كلل على رؤوس هضابها التيجان، ذات دواليب تثير افلاكها من تخوم الارض عذبا زلالا، و تنشر جواهره فتستحيل في مجاريها صلالا، فلما سرحت طرف طرفي في ميادين هذه الربوع الرابعة، و اجلته في مجال ابراجها الشاسعة الواسعة، رايت

برجا ملأ الفضاء ارتفاعا و امتدادا، و زاحمه قبة الجوزاء فكان لها عمادا، فعلمت انه منزل صاحب السعادة الابدية، و دار امير الحضرة العلية، فكبرت اجلالا و تمجيدا، و انشدت مخاطبا لنفسي تبشيرا و تجريدا [73]:
خليلي هذي تونس وديارها
                     دنت بعدما قد شط عنك مزارها
و هذي ربوع طالما كنت تشتهي
                    تواصلها بانت فبان نفارها
سريت لها هل تحمد اليوم عندها
                    سراها و هل يثني عليك قرارها
و خضتلها بحرا عميقا و من يشأ الـ
                   ـجواهر لم تعظم عليه بحارها
و خاطرت في اخطار بيداء لو مشت
                    بها الغول يوما افزعتها قفارها
و سنجتزي بهذه المطالع من القصيدة التونسية، مقتبسات الرحلة الجامعية بفقرة عن الاديب التونسي محمد الوزير السراج، و هي تبتدئ هكذا:
".. و في اليوم المذكور، جمع الله بيني و بين ناظم الحضرة و ناثرها ، اديبها الذي احيا الله به من رياض الادب مواتها ، و اجرى بها من بلاغته نيل محاسنها و قراءتها، و شد لها سروج الالفاظ على متون جياد المعاني فركبها، و بسط بها جواهر بدائع المحسنات في صدور الطروس و ركبها الاديب الشهير ، ابي عبد الله محمد بن محمد الملقب بالوزير المعروف بالسراج، ادام الله بوجوده الابتهاج ، فوقعت بيننا – بعد التعارف – مذاكرة قامت لها سوق الادب على سوقها، و تبايعنا فيها مبايعة لا نزال – ان شاء الله – قائمين بحقوقها، فكنت بعد ذلك ازوره بدكانه، لاتنزه في بيانه و بنانه، فلم يزل يونس وحشتي، و يسلي غربتي، حتى قدم الامير – نصره الله – من غيبته ، و استهل هلال طلعته في سماء حضرته، و كان ذلك اوائل محرم سنة 1123..".
الرباط – محمد المنوني





هي رحلة تعتبر اليوم في حكم المفقود.
[1]- تقدمت الإحالة على مظان ترجمة عبد الرحمن الجامعي.
راجع المنوني: 84 – دعوة الحق – عدد 5,4 مزدوج –  سنة16 – نقلا عن الدرر المديحية.
[1]- راجع المنوني: 84 – دعوة الحق – عدد 5,4 مزدوج – سنة16 – نقلا عن الدرر المديحية.
[2]- راجع ذيل بشائر الإيمان: 255.
[3]- راجع عن أنشطته الأدبية وأشعاره في كل من: كناشة بنسودة: مخ خ ع: د163 – ومجموعة مخ خ ح 200 حيث يحتفظ بالكثير من أشعاره.
[4]- التحفة المرضية لابن ميمون: 198.
[5]- توجد قطعة من نظم الدرر مخطوطة مختلطة مع أشعار لابن علي الجزائري ضمن مجموع مخ خ ع: ك 1387- فتقع بين صفحتي: 66 – 71 وبين صفحتي 113 – 1134.
[6]- فهرس الفهارس 1/236.
[7]- راجع نظم الدرر المديحية: 67 مخ خ ع: ك 1387 – وراجع المنوني: 85 – دعوة الحق عدد 5 ، 4 مزدوج – سنة 16- راجع علي ابن علي مجموع مخ خ ع: ك 1387 حيث أخباره والكثير من أشعاره – ورحلة ابن عمار الجزائري: 86 – وتعريف الخلف: 2/417 – ومعجم أعلام الجزائر 161.
[8]- راجع ترجمة البوني في: تعريف الخلف 2/522 عند ترجمة ولده – فهرس الفهارس 1/236 –  شجرة النور 329.
[9]- وضع البوني فهرسة خاصة بتعداد تآليفه، أسماها التعريف بما للفقير من تآليف – وقد نقل لائحة مؤلفاته الكاملة في: تعريف الخلف 2/523.
[10]- راجع المنوني 88 – دعوة الحق، وقد أورد نص الاستدعاء كاملا.
[11]- راجع عن السراج الوزير الأندلسي وكتابه الحلل السندسية: مقدمة التحقيق للكتاب المذكور – إنتاج الدكتور محمد الحبيب الهيلة1/35 وما بعدها
[12]- المنوني: 89 – دعوة الحق نقلا عن نظم الدرر.
[13]- المنوني: 87 – دعوة الحق – عدد 5,4 مزدوج – سنة 16.
* - كانت هذه المجلة نشرت دراستين لصاحب هذا المقال كالتالي:
- "ملامح الحركة الادبية في العصر العلوي الاول": العدد الاول، السنة 15 – ص 82 – 89
- "ملامح الحركة الادبية في العصر العلوي الثاني" العدد الثامن، السنة 15 – ص 84-87.
و تعتبر هذه الدراسة الجديدة تكملة للموضوع الاول.
1- انظر عن هذا القبيل و تفرعاته : مخطوطة ارجوزة الاقنوم للفاسي، عند "باب: العرب المستعجمة من بادية زماننا".
 - "ذيل بشائر اهل الايمان، في فتوحات ال عثمان"، للمؤرخ التونسي حسين خوجه الحنفي، المطبعة الرسمية بتونس، عام 1326 ﻫ /  1908 م – ص 165 – 166، مع الرجوع الى مخطوطة نفس المصدر، بالمكتبة الملكية رقم 9153.[15]
 - "شرح المترجم لارجوزة الحلفاوي في فتح مدينة وهران"، وهو مخطوط سنتحدث عنه من بعد : نسخة خاصة – ص 115 مع ص 85.[16]
 4 - ورد النص الكامل لهذا المكتوب في : "التحفة المرضية. في الدولة البكداشية" ، تاليف محمد بن ميمون الجزائري، و تحقيق الدكتور محمد بن عبد الكريم، نشر دار الثقافة ببيروت – ص 196 – 198.
 - هذا التاريخ يستفاد من رحلة المترجم المعنونة "بنظم الدرر المديحية .." و سيرد التعريف بها، مع عرض مقتطفات منها في ذيل هذه الدراسة.[18]
 - انظر عن هذا الحادث: مقدمة "التحفة المرضية" – ص 31[19]
 - "ذيل بشائر اهل الايمان" – ص 66.[20]
 - المصدر الاخير – ص 246.[21]
 - وردت الاشارة الى هذه المرثية: في "فهرس مخطوطات المكتبة الاحمدية بتونس". نشر دار الفتح ببيروت –ص 60.[22]
 - شرح المترجم لارجوزة الحلفاوي : نسخة خاصة ص 115.[23]
11 - سيرد في ذيل هذه الدراسة طائفة من مختارات ادب المترجم الذي صدر عنه وهو بمدينة الجزائر، و انظر عن مصادر ترجمة ابن علي ك التعليق رقم 45 .
- شرح المترجم لارجوزة المذكور : المخطوطة المتكررة الذكر ص 3.[25]
 - المصدر الاخير ص 53، و انظر عن ترجمته: "شجرة النور الزكية"، ص 334.[26]
 - نفس المصدر ص 44.[27]
15 - "نظم الدرر المديحية" للمترجم، في فقرة سيرد  نصها بذيل هذه الدراسة، و قد نقل بعضها في "فهرس الفهارس" بمناسبة ترجمة البوني – ج 1 ص 169-  172 ، و انظر عن ترجمته ايضا شجرة النور الزكية ص 329 – 330.
 - ص 184 – 187.[29]
 - انظر المقتطفات الواردة بذيل هذه الدراسة من نظم الدرر المديحية للمترجم، مع ذيل بشائر اهل الايمان – ص 167، و انظر عن ترجمة الوزير السراج، و مصدرها، مقدمة الطبعة الجديدة لتاريخه: الحلل السندسية، الدار التونسية، الجزء الاول .. القسم الاول – ص 36 – 124، و يحسن ان يضاف لهذا الترجمة ما جاء عن الوزير السراج في المعروف من ((نظم الدرر المديحية)) للمترجم.[30]
 - ذيل بشائر اهل الايمان – ص 165-167.[31]
 - ترجمته في "سلوة الانفاس" – ج 1 ص 372 – 373، حيث يرد اسمه هكذا: عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عمران السلاسي .[32]
 - يظهر انه يشير لمحمد – بفتح اوله – بن ادريس العراقي الحسيني، الذي توجد ترجمته و مراجعها في : سلوة الانفاس ج 2 ص 28 -29.[33]
 - ترجمته و مراجعها في المصدر الاخير – ج2 ص 30-31.[34]
 - ترجمته في "نشر المثاني" – ج 2 ص 134 -  135.[35]
 - الصواب احمد بدل محمد، وهو ابن العربي بن سليمان الغرناطي ثم الفاسي حيث توجد ترجمته و مرجعاها في "سلوة الانفاس" ج 1 ص 291 – 292.[36]
 - "نفس المصدر" – ج 2 ص 348 – 350.[37]
 - و هكذا ورد نسبه – بالفاء – في مخطوط المكتبة الملكية من هذا المصدر، و في المطبوع ورد الهلالي بالهاء، و الغالب ان الكل تصحيف عن الدلائي، و هنا نتساءل، هل المعني بالامر هو محمد بن محمد الشاذلي الدلائي ؟ و قد اثبت الكتاني ان مدفنه بفاس، حسب سلوة  الانفاس – ج 2 ص 89.[38]
 - ترجمته في نشر المثاني – ج 2 ص 117.[39]
 - ترجمته و مراجعها في "سلوة الانفاس" ج 3 ص 180.[40]
 - "الكتاب الذهبي لجامعة القرويين، بمناسبة ذكراها المائة بعد الالف" – ص 222 – 223.[41]
 - شرح ارجوزة الحلفاوي: المخطوطة المتكررة الذكر – ص 41.[42]
 - المصدر الاخير – ص 120.[43]
 - نفس المصدر – ص 8.[44]
 - ص 259.[45]
 - ص 167.[46]
 - "الخبر المعرب، عن الامر المغرب، الحال بالاندلس و ثغور المغرب" -  عند اوائله، خ.[47]
 - انظر عن دولته: "اتحاف اهل الزمان" لابن ابي الضياف، المطبعة الرسمية بتونس – ج 2 ص 85 - 116[48]
 - "نحلة اللبيب، باخبار الحلة الى الحبيب"، مطبعة فونتانة في الجزائر، عام 1323 ﻫ / 1904 م – ص 40[49]
 - انظر ص 93 . 95 . 99 من القطعة المشار لها.[50]
 - "ذيل بشائر اهل الايمان" – ص 167.[51]
 - ص 196 – 197.[52]
 - "التحفة المرضية" – ص 260 – 261.[53]
 - في "القاموس": "الدعص بالكسر، و بهاء: قطعة من الرمل مستديرة، او الكئيب منه المجتمع او الصغير.."[54]
 -  قد يكون ما هنا تصحيف عن تالقت قباب بالقاف في الكلمتين.[55]
 - يبدو ان الحيراء في هذا البيت تصحيف عن الحمراء بالميم، و القرطفة : القطيفة التي لها خمل.[56]
 - التحفة المرضية – ص 187 – 192.[57]
45 - الى جانب مستفادات هذه القطعة التي نعلق عليها، انظر عن ترجمة ابن علي: "رحلة ابن عمار" الانفة الذكر – ص 35-85، مع مقتبسات يسيرة منها: في كتاب "تعريف الخلف.برجال السلف" تاليف ابي القاسم محمد الحفناوي، مطبعة فونتانة بالجزائر – القسم الثاني منها ص 86 – 87. و مقتبسات اخرى من نفس الرحلة مع اضافات جديدة .. في كتاب (صفحات في تاريخ مدينة الجزائر) تاليف نور الدين عبد القادر، مطبعة البعث بقسنطينة ص 196 – 198: 200- 201.
 - القاضي الافاندي: هو قاضي القضاة شهاب الدين الخفاجي المصري. احمد بن محمد بن عمر الحنفي، حسب ترجمته في خلاصة الاثر – ج 1 ص 331 -343، اما ابو العباس المقيلدي، فهو احمد بن سعيد قاضي فاس الجديدة و غيرها، انظر عن ترجمته و مراجعها . سلوة الانفاس ج 3 ص 206.[59]
47 - قصيدة ابن زمرك المشار لها: اثبتها ابن عمار في رحلته ص 86 -87 ، و قبله ذكرها المقري في كل من "ازهار الرياض" ج 2 ص 122 – 125 ، مع  نفح الطيب" المطبعة الازهرية المصرية – ج 4 ص 325-2-327
 - النقا بفتح اوله مقصورا: الكثيب من الرمل المجتمع الابيض.[61]
 -  بعد هذه الفقرة بالذات، تنقل القطعة التي نعلق عليها الى موضوعات ادبية اجنبية عن الرحلة الجامعية ، و بعد فصل كثير تاتي قصيدة المترجم في الرد على زميله الجزائري، و قد اثبتت هنا اثر الاولى اعتبارا بالاتصال الواضح بين موضوعي القصيدتين.[62]
 - دارين اسم لموضعين : بالشام. و بالبحرين، و المراد ان نشر ذيولها يفوح الى الجهات البعيدة.[63]
51 - ابتداء من قول هذه القطعة: و اما مدينة الجزائر .. الى هنا: كله ورد عند ابن عمار منسوبا الى رحلة الجامعي، حسب نحلة اللبيب ص 81- 85، و من الجدير ان هذه القصيدة الاخيرة و التي قبلها، وردتا في هذا المصدر متصلتين دون فاصل اجنبي بينهما.
 - الكافر من اسماء البحر.[65]
 - في القاموس : و الحبشية من الابل الشديدة السواد.[66]
 - يقصد بذكر الزنج ان معظم المركب كان لونه السواد، و قوله سابق لا غربة الاعراب : اشارة الى ان هذا المركب كان للافرنج.[67]
 - تلميح الى لقبين عروضيين: فالبيت المنهوك: هو الذي ذهب ثلثاه ، و الخبن: حذف ثاني الجزء ساكنا.[68]
56 - من قول هذه القطعة: فدخلتها اما دار الشيخ ... الى هنا، ورد نقله  - ببعض تصرف – في "فهرس الفهارس" ج 1 ص 169 غير ان هذا المصدر يجمع في نسبة هذه الفقرة بين رحلتي المترجم: نظم الدرر المديحية ، و التاج المشرق، فهل وقف مؤلف فهرس الفهارس على رحلة التاج المشرق ؟.
 - تلميح الى التجريد، من المحسنات البديعية المعنوية، و يمثل هنا حيث جرد الشاعر من نفسه شخصا يعيش في مثل وضعيته، و صار يخاطبه.[70]
[71]  - منها مخطوطة أصيلة تضم المجلد الأول فقط بخزانة القرويين رقم 258 – ومنها مصورتها على الورق مخ خ ح: 10896 – ومنها أخذت نسخة خ ح: ز 1428 – وقد نشر الأستاذ الدكتور عبد الهادي التازي القسم الخاص بليبيا تحت اسم: أمير مغربي في طرابلس. راجع عن هذه الرحلة: الأستاذ الدباغ في: الوزير محمد الشرقي الإسحاقي، 93، دعوة الحق، عدد 255 – ركب الحاج المغربي: 15-20-28-32 – والمصادر للمنوني 1/189.
[72]  - لا تعرف للشرقي ترجمة مكتملة منظمة. يرد ذكره وأخباره في: رحلته: كلها مخ خ ح: ز 1428 – كناشة بنسودة 41 مخ ح ع: د 163 – نشر المثاني 4/208 – البدور الضاوية: 405 – الإتحاف لابن زيدان 1/248 وقد نقل من رحلته – دليل بنسودة 2/347 – المصادر للمنوني 1/189 – مقدمة التحقيق لرحلته: أمير مغربي في طرابلس 103 من إنجاز الدكتور عبد الهادي التازي – الدباغ في: الوزير محمد الشرقي 93، دعوة الحق، عدد 255 – وتوجد كناشة الشرقي كاتب الأمير زيدان مخ خ ح: 5958. والأغلب أنها للشرقي الإسحاقي هذا – ولا أدري علاقة الشرقي هذا بالشرقي الشاعر الذي ترجم له في الأنيس المطرب: 51.
[73]  توفي : 1119هـ 1707م.
ترجمته في : ل. بروفنسال،« مؤرخو الشرفاء»: 201-202، تعريب:ذ- عبد القادر الخلادي، والعلامة المؤرخ ابن زيدان،« إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس» ج:4/61 والأستاذ الباحث محمد الفاسي،« الأدب المغربي»: 535. والمؤرخ الفقيه ابن سودة،« دليل مؤرخ المغرب الأقصى« : 2/344. والأستاذ الباحث د. محمد الأخضر، الحياة الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية»: 156-160.

هناك تعليق واحد: