الثلاثاء، 31 يناير 2012

رحلات الدكتور عبد الهادي التازي.




عنوان الكتاب: رحلة الرحلات مكة في مائة رحلة مغربية ورحلة
المؤلف: عبد الهادي التازي
المحقق: عباس صالح طاشكندي
الناشر: مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي
سنة النشر: 1426 - 2005
عدد المجلدات: 2
الحجم (بالميجا): 840
     

   






 الصين بين الأمس واليوم, الدكتور عبد الهادي التازي.
                              


رحلتي الأولى إلى فرنسا 1952
لقاء في الرباط حول كتاب للأستاذ عبد الهادي التازي
نظمت أخيرا مؤسسة أومنيوم شمال أفريقيا (أونا)، بالرباط، لقاء مع المؤرخ والدبلوماسي والكاتب عبد الهادي التازي عضو أكاديمية المملكة المغربية حول كتابه "رحلتي الأولى إلى فرنسا 1952".
وفي كلمة بمناسبة هذا اللقاء، الذي احتضنته فيلا الفنون، قال الأستاذ التازي إن "الرحلة عنصر قوي جدا في تكوين الإنسان" باعتبارها "تعرف المرء بالآخرين وتجعله دائما على صلة بواقع الآخرين".
وأكد الأستاذ التازي أن أدب الرحلة "سيظل مهيمنا على باقي أنواع الأدب أو الكتب" باعتباره "يقدم الشخص الراحل ويكشف عن ذوقه وشخصيته" داعيا إلى ضرورة الاهتمام بكتابات الرحالة قبل رحيلهم.
وبحس لا يخلو من الطرافة، استعرض الأستاذ التازي الدوافع التي كانت وراء أول رحلة له إلى فرنسا، وعددا من الوقائع التي تخللتها.
وفي تصريح للصحافة، اعتبر الأستاذ عبد الكريم غلاب عضو أكاديمية المملكة المغربية الأستاذ التازي "رحالة مهما جدا، أمتعنا بذكريات طيبة وقيمة وممتعة من حياة الفرنسيين الذين شعر آنذاك (1952) أنهم يختلفون عن الفرنسيين الموجودين بالمغرب والمستعمرين له".
وقال إن صاحب الرحلة "لجأ إلى إبراز بعض اللقطات الشعبية والاجتماعية من داخل المنازل التي زارها أكثر مما اتجه إلى الحياة العامة التي يراها أي شخص" مشيرا إلى أن هذا اللقاء شكل مناسبة "تذكرنا بالرحالين الكبار الذين سجلوا تاريخ الدول من خلال هذه اللقطات الاجتماعية التي لا يلتفت إليها الكثيرون".
ويحكي كتاب "رحلتي الأولى إلى فرنسا 1952"، الذي صدر في 144 صفحة عن (دار الحرف) سنة 2008 متضمنا عددا من الصور الفوتوغرافية الخاصة، وقائع الرحلة التي قام بها عبد الهادي التازي إلى فرنسا بدعوة من أسرة فرنسية بعد الصدى الطيب الذي خلفته معاملة أسرته لبعض أفرادها أثناء مقامهم في المغرب.
وقد شغل الأستاذ التازي، المزداد بتاريخ 1921، منصب سفير للمغرب لدى كل من ليبيا والعراق وإيران والإمارات العربية، ومنصب مدير المعهد الجامعي للبحث العلمي. وساهم في تأسيس اتحاد كتاب المغرب وأكاديمية المملكة المغربية.
وهو عضو في مجموعة من الهيئات الثقافية العالمية من ضمنها المجمع العلمي العراقي (1966)، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة (1976)، والمعهد العربي الأرجنتيني (1978)، ومجمع اللغة العربية الأردني (1980)، ومجمع اللغة العربية بدمشق (1986).
من أعماله (تفسير سورة النور)، و(آداب لامية العرب)، و(أعراس فاس)، و(في ظلال العقيدة)، و(ليبيا من خلال رحلة الوزير الإسحاقي)، و(صقلية في مذكرات السفير ابن عثمان).
يشار إلى أن هذا اللقاء يندرج في إطار المقاهي الأدبية التي تنظمها مؤسسة (أونا) من أجل تشجيع الجمهور على التعاطي مع الأدب المكتوب باللغة العربية.






"التحليق إلى البيت العتيق"
الدكتور عبد الهادي التازي
***
عبد الرحمن بن محمد العقيل
هذا الكتاب فاتحة سلسلة دورية من الكتب القصيرة في مجالات التاريخ والآداب تحت عنوان «كتاب الدّارة»، وهو الاصدار السادس عشر بعد المئة من مجمل نشاط دارة الملك عبد العزيز، ذلك النشاط المتفرد في العناية بتاريخ الجزيرة العربية بعامة، وتاريخ المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص.
وينتظم هذا الاصدار من جهة اخرى ضمن كتب ادب الرحلات التي صدرت عن دارة الملك عبد العزيز مثل: ترجمتها ليوميات رحلة المستشرق الالماني يوليوس او ينتج الى شمال الجزيرة العربية عام 1883 - 1884م بعنوان «رحلة داخل الجزيرة العربية»، ورحلة احمد مبروك «رحلة الى بلاد العرب» سنة 1355هـ/1936م، «الرحلة اليابانية الى الجزيرة العربية»، سنة 1357هـ/1939م، ورحلة فؤاد اسماعيل شاكر «رحلة الربيع» عام 1360هـ، وترجمتها للرحلة التي قام بها فيليب لبنز مع كل من هاري سنت جون فيلبي وكونزاك ريكمان وجاك ريكمان الى وسط الجزيرة العربية سنة 1371هـ/1951م بعنوان «رحلة استكشافية في وسط الجزيرة العربية» وغير ذلك.
قام المؤلف برحلته المكية سنة 1378هـ/1959م - ابان حكم الملك سعود رحمه الله - ضمن الوفد الرسمي الذي يمثل الملك الراحل محمد الخامس ملك المغرب في حج ذلك العام، وهي اول حجة مغربية بعد استقلال المغرب.
والجميل في الرحلة انها لم تتأثر بالصفة الرسمية للزيارة، فقد سجل المؤلف - الى جانب المقابلات والاحداث الرسمية - مشاهدات وتجارب حية متنوعة للجوانب الدينية والثقافية والاجتماعية، وكان تسلسل الاحداث مزيجا من كل ذلك، فهو تارية في زيارة رسمية، واخرى ينقل مشاهدات اجتماعية وثقافية، وما شابه.وهذه الرحلة ايضا هي ثالث رحلات التازي بالطائرة، وقد سجل في مقدمته هذه العبارة: «وقد فضلت ان تبقى هذه المذكرات كما كتبتها اول يوم، حتى تبقى ذكرى للأسلوب والحدث، وحتى نعرف عن رحلات الرفقة وظروفها وصروفها.
فعسى أن يجد فيها القارىء ما كنت أؤمله من جعله - وبكل عفوية - في الصورة التي عشتها، إن الكاتب عندما يأخذ قلمه لا يكتب من أجله هو، ولكنه يكتب على أمل أن يشاركه القراء في الظروف التي كان يحياها.
ذلك كان حافزي وانا اسجل مذكراتي في جميع الرحلات الجوية التي قمت بها عبر العالم، وقد وصلت اليوم الى ما يناهز الفا وسبعين رحلة، فهل ستعيشون معي في هذه الرحلة التي فضلت أن أعطيها اسم «التحليق الى البيت العتيق»؟
وقد فضل المؤلف نشر مذكرات رحلته - طوية - كما كتبها من أول يوم من أيامها، لتبقى ذكرى للأسلوب والحدث، فترك ألفاظه كما كتبها أول مرة من غير تكلف.
وان كان هذا الامر قد أعطى الرحلة مزية التلقائية والبساطة، فهو من جهة اخرى ترك فيها بعض العيوب والهنات! فبعد انتهاء مشاعر الحج وتوجه الوفد المغربي - مع غيره - الى جدة يقول المؤلف «ص 100»: وان اهم ما نلاحظه وقد وصل الناس الى هذه المراحل ان الحجاج أخذوا يتسابقون الى مغادرة مكة، زرافات ووحدانا، لكن الخروج صعب وكما يقول المثل المغربي «ماشي بحال دخول الحمام بحال خروجه»..؟!
فهذا المثل لا يليق بأي حال استعماله مع مكة شرفها الله، وهو عينه المثل المصري «دخول الحمام مش زي خروجه»، ولاستخدام الأمثال آدابها، كما لا يخفى.
هذا من هنات التلقائية والبساطة وعدم المراجعة والتنقيح، ومثلها الكلام المستقذر عن المرحاض «ص 101»، ومثل ذلك ما جاء في «ص 72».
ولم يخل اسلوب المؤلف من الطرافة وخفة الروح، وقد يوظف حكاية صغيرة توظيفا فكاهيا لطرد الملل، فيعيدك الى الحكاية عند الحاجة، ومن ذلك دعوة ابن المؤلف الصغيرة لوالده «ص 40»: «الله يعطيك هدة» يريد «حجة»!، حرّفها لصغره، ويتذكر المؤلف هذه الدعوة كلما توعك او أصيب باعياء كما في «ص 52، 53، 100، 114».
وبدأ المؤلف في وصف رحلته بأسلوب تلقائي جذاب بعيدا عن التكلف والصنعة، منذ عرضت عليه دولته المشاركة في عضوية الوفد، مثنيا بنص الرسالة المغربية الملكية للحجاج وتوصياتها.وبالأسلوب ذاته يعرض المؤلف خبرات الحاج المغربي في تدابيره قبل الرحلة، وما نشأ من عادات - عارضا لمساوئها ومحاسنها - مما قد يكون اختص بها الحاج المغربي كيوم «الخَرْجة» الذي يتحمل الحاج تكاليفه اثناء خروجه للحج، ومظاهر الحفاوة العامة بالحجيج ووداعهم.وكذلك يصف «واعظ الرَّكْب» تلك الشخصية المزعجة غريبة الأطوار، وكانت مثار تندر التازي في مذكرات رحلته كلما سنحت الفرصة للحديث عنها. ومن ذلك قوله في اثناء وصف رمي الجمرات: «.... وفي الناس من يصر على رمي الحجارة، ولو انه يعرف انها لا تصل الهدف، وقد سمعتُ رنَّة حجر اخطأت هدفها وضربت رأس واعظ الركب».
وهكذا يمضي في وصف رحلته بتلقائية وبساطة، حتى انتهاء الرحلة والعودة الى ارض الوطن.
والرحلة ثرية بمشاهدات المؤلف وملاحظاته واقتراحاته، ومنها مقترحات وامنيات حققتها الدولة السعودية في مشاريعها في توسعة الحرمين، والافادة من لحوم الاضاحي «انظر: ص 86، 87»، ومن تلك المشاهدات والوقفات المثيرة:
«ص38» الكلام على المجاورين في الحرمين.
«ص 39» وصف الطبيعة العمرانية في المدينة المنورة.
«ص 42، 43» كثرة المتسولين في مكة.
«ص 78، 86، 103» السرقات في مكة.
«ص 42» حليب العقر.
«ص 49 - 51» وصف دخول الوفد المغربي الروضة الشريفة.
وتبقى ملاحظة للناشر دارة الملك عبد العزيز، فان صغر حجم «كتاب الدارة» ومثل هذه الاصدارات امر ييسر خدمته الخدمة الكاملة، وتقديمه بصورة علمية يُسهِّل للباحث تناولها والافادة منها من خلال الفهارس العامة كفهرس الآثار وفهرس الأعلام «الآدمية والمكانية»، وغير ذلك.
التحليق إلى البيت العتيق
الدكتور عبد الهادي التازي
المملكة العربية السعودية - الرياض: دار الملك عبد العزيز «سلسلة كتاب الدارة: 1». ط1، 1422هـ/2003م «144ص».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق