الاثنين، 30 يناير 2012

الرحلة الحجازية لمحمد الحنفي بن أبي بكر الحيوني الدرعي



جوانب من الحياة الاجتماعية والاقتصادية
بمكة والمدينة
من خلال رحلة الحيوني
في أواسط القرن الثالث عشر الهجري، التاسع عشر الميلادي


للأستاذ: أحمد البوزيدي
كلية الآداب- ظهر المهراز- فاس


مقدمة:
دأب علماء« الزواية الناصرية» بتامكروت بتدوين أخبار رحلاتهم الحجية،[1] وقد سار على نهجهم عدد من العلماء الذين تخرجوا من هذه الزاوية[2].
وإذا كان هدف تدوين هذه الرحلات هو تسجيل ما ناوله من إجازات علمية من علماء الحرمين الشريفين، وعلماء مصر، ومناظراتهم الفقهية، وما كانوا يتلقونه من أسئلة فقهية، وما يقترحونه من الإجابات لها على ضوء مذهب الإمام مالك، فإن جل هؤلاء العلماء كانوا يحرصون على رصد الأحوال الاجتماعية والظروف الاقتصادية للأقوام الذين خالطوهم أو عاشروهم إبان رحلاتهم من المغرب إلى الحجاز.
وسنحاول في هذه العجالة تحليل بعض الجوانب الاجتماعية والاقتصادية بمكة والمدينة في أواسط القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي، من خلال « رحلة الفقيه سيدي محمد بن أبي بكر الحيوني»
أولا- التعريف برحلة الفقيه الحيوني:
1-  صاحب الرحلة:
كاتب هذه الرحلة هو محمد الحنفي بن أبي بكر الحيوني، ينحدر من أسرة متواضعة من سكان « قصير بني حيون»[3] ولد على ما يرجح في السنوات الأولى من القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي.
ورغم أننا لم نتمكن من الحصول على المعلومات الكافية لتحديد نشأته العلمية، فلا شك أن أباه قد أرسله منذ نعومة أظفاره إلى الفقيه المدرس بمسجد القصر ليتعلم مبادئ القراءة والكتابة.
وبعدما حفظ القرآن الكريم، أظهر رغبة في تعلم الفقه، فأخذ مبادئ اللغة العربية، وأوليات« المنون الفقهية» على بعض فقهاء « قصور لكناوة»[4].
انتقل سيدي محمد الحنفي إلى « زاوية تامركوت» لإتمام تعلميه، فأخذ عن ثلة من العلماء المتصدرين للتدريس بالزاوية من أمثال: الفقيه العلامة سيدي محمد ابن علي السملالي، والفقيهة سيدي أحمد بن طلحة الناصري، وعلامة وقته سيدي محمد بن علي الناصري، وهو عمدته في الفقه.[5]
عاد سيدي محمد الحنفي بعد تخرجه من « زاوية تامكروت» إلى مسقط رأسه بقصر بني حيون، فانتدبته القبيلة إمام مشارطا بالمسجد، وكانت هذه المهمة تجعل منه بالضرورة المدرس الذي يسهر على تحفيظ سور القرآن الكريم لأطفال القبيلة وعدلا يكتب رسوم معاملاتها، وحكما شرعيا يفصل في القضايا التي كانت تطرأ بين سكان القصر.
وبعد تجربة قصيرة في ممارسة الأحكام الشرعية، بدأ الفقيه الحيوني يتضايق من وضعه كفقيه، ذلك أن بعض العامة من سكان« قصير بني حيون» كانوا يعترضون على أحكامه، ويرفضونها، إذا لم تساير أهواءهم، إلا أن علاقاته الوطيدة بشيخ القبيلة في وقته محمد البشري[6] جعله يكتم امتعاضه من وضعه، وبتحين الفرصة ليرحل من« قصر بني حيون».
اهتدى الفقيه الحيوني بعد تفكير طويل إلى طريقة تسمح له بالتخلص من التزاماته مع « قبيلة بني حيون» عامة، ومع ولي نعمته الشيخ « محمد البشري» بصفة خاصة، فقرر أن يرحل إلى المشرق لأداء فريضة الحج، وفي نيته المجاورة بالأزهر الشريف لإتمام تعليمه.
كان المشكل الكبير الذي يواجه الفقيه الحيوني لتنفيذ رغبته في السفر إلى الحج هو قلة ذات اليد، وموقف والده الذي يعترض سفره، إلا أن تدخل الشيخ محمد البشري فذلل هذه المصاعب، حيث تكفل بتغطية كل النفقات النقدية والعينية التي تتطلبها الرحلة، كما نجح في إقناع والده الفقيه بالسماح له بالسفر لتأدية فريضة الحج.
وهكذا ظل الفقيه الحيوني يتحين وقت خروج شيخ « زاوي تامكروت» في وقته سيدي أبو بكر ابن علي الناصري إلى الحج[7].
ومن سوء حظنا أن الفقيه الحيوني قد أغفل كلية تاريخ خروجه إلى الحج ضمن ركب الحاج الذي انطلق من تامكروت[8] ومن الإشارات التي سمحت لنا بالتحديد التقريبي لزمن الرحلة هو تاريخ الانتهاء من التحرير النهائي« للرحلة» في أواسط ذي الحجة الحرام عام 1263هـ.
كان هذه الفقيه الحيوني من الحرص على الانضمام إلى ركب الشيخ الناصري هو الاستفادة من حرمة الشيخ
بين القبائل، والضيافات الفخمة التي كان موكب الشيخ يستقبل بها على طول الطريق من درعة إلى مراكش، ونستشف من بعض الإشارات في الرحلة أن الحيوني كان يحرص دائما ليندس بين المقربين للشيخ الناصري[9].
2-   التعريف بالرحلة :[10]
حدد الفقيه الحيوني في مقدمة « كتابه» دواعي كتابة هذه « الرحلة» بقوله:
«وبعد فهذه رحلة محتوية على ما طرق سمعي، وشاهدته بالعينين... مخبرا به القسورالسيد محمد البشري... قاصدا إعلامه ببعض الغرائب والعجائب التي قصر عليها ذهنه من أجل عدم الإتيان إلى أماكنها»[11].
وهكذا يتضح أن الفقيه الحيوني قد جمع أخبار « رحلته» إلى المشرق نزولا عند رغبة ولي نعمته الشيخ محمد البشري، وكان يلقبه في كل مراحل الرحلة بـ:« سعد الدين»،[12] وهذا ما يجعلنا نثير جملة من الملاحظات حول هذه « الرحلة».
1- أن « رحلة» الفقيهة الحيوني تختلف من حيث المبنى والمضمون عن الرحلات السابقة التي أنجزها علماء« الزاوية الناصرية» أو الذين قلدوهم من العلماء المتخرجين من « زاوية تامكروت»،[13] ومن الراجح ألا يكون الفقيه الحيوني قد سبق له أن أطلع على « الرحلات الناصرية» وغيرها، وسواء تمكن من الاطلاع عليها أم لا فإنه ظل ملتزما بالخط الذي رسمه لنفسه، هو الإخبار بما طرق سمعه أو شاهده بالعينين، ونقل ذلك بالدقة اللازمة والوضوح التام للشيخ محمد البشري:
« فاعلم يا أخانا سعد الدين- وفقنا الله وإياك لطاعته- أني أخبرك بخبر ما رأت عيني بمكة كأنك أنت الناظر بنفسك، وإن زدت عليك قولا فالله حاسبي».[14]
وحتى يفي بهذا الالتزام، فقد حرص منذ غادر داره بقصر بني حيون، أن« يحضر ذهنه وباله الحقائق المسائل، عينه تنظر، ولسانه يسأل».[15]
2-خالف الفقيه الحيوني في كتابه« رحلته» الأساليب التقليدية في كتابه« الرحلات الحجية، التي يعتبر رائدها أبو سالم العياشي في «ماء الموائد»[16] وسار على نهجها الشيخ« أحمد بن ناصر الخليفة»،[17] والعلامة الحافظ « محمد بن عبد السلام الناصري»[18] وكل الذين
 قلدوهم في ذلك، خاصة الفقيه أحمد الهشتوكي أحوزي[19]، وأبو ميدن الدرعي[20].
فقد كان الفقيه الحيوني يصف مشاهدته بأسلوب واضح وبسيط، وبلغة عربية سليمة على العموم، وكان يكتب بعفوية تامة، حيث يتجنب التقعر في التعبير عما أراد، ويبتعد عن الجمل البيانية، والتراكيب البلاغية، التي نصادفها عادة في « الرحلات الحجية» لعلماء« الزاوية الناصرية» وكان أحيانا يستعمل بعض الألفاظ والعبارات المتداولة في اللهجة المغربية الدارجة بالجنوب المغربي مثل:« الله يكافيك» و«الذهب الأحمر المشحر»،« وطال الكلام والغوات» وغير ذلك من العبارات التي تسمح للشيخ محمد البشري أن يستحضر المشاهد، وبعض اللحظات الهامة في « الرحلة » كأنه حاضر فيها بنفسه.
3- يتضح من خلال نصوص « الرحلة» أن الفقيه الحيوني لم يقم بالتحرير النهائي للرحلة إلا بعد استقراره بمصر للمجاورة بالأزهر الشريف لإتمام تعلميه، ومن القرائن باللهجة المصرية المتداولة في التخاطب اليومي بالمجتمع القاهري مثل:« الشيال، والمطرح، والعربية، والسكة، والبشبشة، وغيرها، مما يوح أنه قد تمرس بالحياة اليومية في المجتمع المصري.
4- نستشف من بعض إشارات الفقيه الحيوني أنه كان أثناء غيابه في المشرق يوجه بعض الرسائل الإخبارية إلى الشيخ محمد البشري، وأن الأخبار التي دونها في هذه الرسائل هي الصيغة الأولية لنصوص « الرحلة» ويتضح ذلك من خلال ما كان يذكره بقوله: « كما أخبرناكم».... أو « كما كتبنا لكم...» إلخ.
وزمن« الرحلة» كما يتضح ذلك من خلال تاريخ تحرير النسخة الأصلية هو أواسط القرن الثالث عشر الهجري/ 19 م[21] وقد سافر الفقيه الحيوني من مدينة آسفي عن طريق البحر، مرورا بمضيق جبل طارق إلى الأسكندرية، ومن الأسكندرية إلى القاهرة، وفي القاهرة استخار الله في تحديد طريق الرحلة، إما بحر عبر البحر الأحمر، أو عبر سيناء والعقبة إلى الحجاز، ووقع اختياره على السفر عبر البر[22]
قسم الفقيه الحيوني« رحلته إلى مقدمة قصيرة، وسبعة أبواب، وكل باب تحته فصول، خصص الباب الثالث بفصوله الثلاثة في الإخبار عن مكة، والباب الرابع للمدنية المنورة، وتحته أربعة فصول.
وقد برع الفقيه الحيوني في وصفه للمسالك البرية التي سلكها الركب من مصر إلى الحجاز، وتحدث كعادته بعفوية تامة عن المتاعب التي اعترضت الحجاج، والأخطار التي كانت تواجههم، إذ لا يكاد الكرب بتخلص من لصوص الطريق حتى يجد الحجاج أنفسهم في مواجهة وباء الطاعون،« فأنت ترى الرجل فوق جمله فلا تشعر به حتى يسقط، فمات الأول والثاني والثالث.... فطارت العقول
للحناجر، وروجفت القلوب، ويبس الريق من أفواه الرجال[23].
ولم يفته أن يسهب في ذكر الخيرات التي تتوفر عليها بعض المحطات عبر البراري الحجازية، وكانت آخر محطة توقف بها الركب قبل الدخول إلى مكة هي «وادي فاطمة»، للاستراحة، فنزل يتجول في فدادين هذه الواحة، فلاحظ أنهم كانوا يحصدون البشتة« الذرة»، وبها ساقيه منهمرة، ونخل يشبه نخل بلده بني حيون، وذكر أن أهل مكة استقبلوا الركب بالفواكه والتمر واللحم وأنواع الأطعمة، وأن شريف مكة « محمد بن عوف» قد أرسل عسكرا إلى « وادي فاطمة» ليصحب الركب أثناء دخوله إلى مكة.
ثانيا: أحوال مكة من خلال هذه الرحلة:
1- الدخول إلى مكة:
بعد يوم من الراحة « بوادي فاطمة» التحق الركب الشامي بالركب المغربي، ويصف الفقيه الحيوني لحظة الانطلاق من « وادي فاطمة» استعداد للدخول إلى مكة السعيدة، فذكر أنه لما بقي من الليل إلا لحظة ما « تقلعت الأركاب، وصاروا قاصدين مقام إبراهيم عليه السلام، الذي قال فيه الله تعالى )ومن دخله كان آمنا([24].
ويصف هذا المشهد الرائع والمؤثر... ليستحضر بذهنه هذه اللحظة التي التقى فيها الحجاج بأهل مكة فيقول:
« فو الله يا سعد الدين لو حضرت ذلك لتعجبت فيما وقع للركبان من الفرح والنشاط والسرور.. فمتى وقفت على جماعة من أهل مكة تلقوك بالتلبية:« لبيك اللهم لبيبك...»، فترد أنت عليهم:بـ:« لبيك اللهم لبيك...» فلا تعرف يا سعد الدين- أيدك الله ووقاك- شاميا من مغربي من مكي، وهكذا حتى دخلنا مكة عند طلوع الفجر...»[25]
وبذهنه الحاضر حرص الفقيه الحيوني على مراقبة ما يجري حوله في أول يوم بمكة المكرمة، فيسهب في ذكر حرارة الطقس في النهار، وشدة البرد في الليل، وذكر أن أيام حجه كانت في الليالي،[26] وتساءل لو وقع الحج في الصيف« والعياذ بالله» ما يظن كيف يرى السلامة؟
وانتقل بعد ذلك إلى وصف لباس أهل مكة، وعلاقة هذا اللباس  بطبيعة المناخ القاري السائد بالمنطقة، فذكر بأن السكان« لا يلبسون إلا الحزازيم،[27] وتبقى ضلوعهم عارية، وكل واحد على رأسه خمار كالمرأة، لكن فيه تفصيل فمنهم من يجعله سبنية[28] وهو الغالب، ومنهم من يتخمر السبنية أولا على رأسه ثم عليها العمامة، ومنهم من يتخمر بخرقة صوف، ومنهم من يلبس الأملف والكتان، وكل واحد خنجره على بطنه، محزم عليه، ويده للناحية اليسرى...[29]
وينتقل بعد ذلك إلى لباس النساء، فبشير إلى أن لباسهن في الغالب هي القشاشيب[30]المصبوغات، إما خضراء أو سوداء، ومنهن من يجعل خرسا من نحاس
أو فضة في نيفها للناحية اليمنى أو للناحية اليسرى تجعلها في خنفرتها[31].
وينبهر للجمال الذي أودعه الله في سكان مكة ومن حواليها، فيؤكد أنك لا ترى أحدا منهم« إلا وأحبه قلبك من أجل الحسن، والصفاوة، والصقالة، التي أعطوها،[32] ويعلل ذلك بكون هذه الأرض هي مهبط الوحي، وبزوغ الرسولr ومنشأه، وأجداده، وأصوله، وفروعه... ويقارن قبائل محيطه« بلكتاوة» فيعتقد أن« قبائل أولاد دليم»[33] هي القبائل التي تشبه في الحسن والجمال سكان مكة.
2- أسواق مكة:
ذكر الحيوني أنه لم يبق بمكة إلا ثمانية أيام، قام خلالها بتأدية المناسك، وأفاض في ذكر أحوال الكعبة المشرفة والوقوف بعرفات وغيرها من المشاعر.
وقد أسهب في وصف أسواق مكة،  ولاحظ أن بيوت التجار تمتد على طول الصفا والمروة بعض مستند إلى جوار المسجد الحرام، وصفا آخر من هذه البيوت في الواجهة المقابلة، وتنتشر البضائع بهذا السوق إلى جانب الإبل والحمير، والخيل، أما الصرافون فيضعون بين أيديهم عرمات من المال بين ريال وذهب وغيره.
أما السوق الثاني الذي زاره الفقيه الحيوني فهو « سوق العطر» وفيه أنواع الروائح من مسك، وغالية، وغير ذلك من العطور التي لم يعرف أسماءها، إلا أن أهم ما يباع في هذا السوق هو الإيماء والعبيد.
وتوقف طويلا في وصف الإيماء المعروضات للبيع في سوق النخاسة، وميز بين الإيماء السودانيات، والحبشيات، وأبرز طرق العرض لإغراء الراغبين في امتلاك الإيماء،« فالفائقات منهن فقد أدخلوهن في مطرح داخل السوق، وأما المتوسطات ففي الخارج، وجعلوا على وجه كل واحد شريبة حمراء، وينظر المشتري ما أحب[34].
وقد أعجب الفقيه الحيوني بالإيماء الحبشيات، فذكر أنه كان « ينظرهن قاعدات في أماكنهن منتقبات بالشرابي، لهن عيون، فتبارك الله أحسن الخالقين، كأعين الغزال: سوداوات واسعات، والغالب عليهم الدقة.... ولونهن الغالب فيه الحمرة التي تميل لبياض، ولهن شعر أسود... والجمال فيهن موصوف»،[35] ثم حدد ثمن هذا الصنف من الإيماء ما بين مائة ومائتي ريال.
أما العبيد من الأحباش فقد ذكر أن الإنسان يستحيي ليقول: أن هذا عبد، لما أودع الله فيهم من الجمال، وحسن الصورة، وهم أجمل من الإناث.
ويقارن بين سوق الإيماء الحبشيات ومثيلاتهن من السودانيات فيذكر أن السودانيات لا إقبال عليهن[36]
وينتقل بعد ذلك إلى سوق الأثواب فيلاحظ أن المحتكرين لهذه التجارة من الهنود، وأن هؤلاء يجلبون الكتان من بر النصارى، خاصة من بلاد الإنجبيز، ومن بر الأتراك.
ويختم مشاهداته عن الحركة التجارية بأسواق مكة بوجود الخيرات من كل الأصناف، حيث يعيش الناس
في رخاء تام. إلا أن الأمر الذي شوش على الحجاج بمكة هو انتشار الوباء الذي فتك بالمئات من الحجاج، سواء بمكة، أو بجبل عرفات[37].
ثالثا- أحوال المدينة المنورة:
1- السفر من مكة إلى المدينة:
توجه ركب الحاج من مكة المكرمة إلى « وادي فاطمة»، وفيه أصيب الفقيه الحيوني بوباء
« الطاعون»،[38] وما كاد الركب يصب إلى « أخليص» حتى اعترض قطاع الطرق من العربان، واندلعت معركة حامية بين المهاجمين والحجاج المغاربة.
وبفضل شجاعة حجاج « بني مكيلد » تمكن الركب من الانفلات سالما من قطاع الطرق، وقد اشتد الكرب بالناس لشدة حر الشمس، وما يصحبه من عطش، وترقب قطاع الطرق في كل لحظة، ووباء الطاعون الذي يفتك كل يوم بعدد من الحجاج.
وبالرغم من شدة وطأة المرض على الفقيه الحيوني فإنه كان يراقب ما يجري حوله، وقد تذكر بعض مشاهداته عبر القرى والمداشر التي توجد على طول الطريق من مكة إلى المدينة،[39] وكان يستحضر الحركة التجارية النشطة بين قبائل العربان وركب الحجاج، ولم يخفف من وطأة المخاطر أثناء الطريق إلا حب الرسول r الذي غلب على قلوب الناس، وأنساهم ما هم فيه من الخوف من قطاع الطرق، ووباء الطاعون.
فلما لاحت لهم المدينة قام البشير في الناس « بالزغاريت» وإرسال طلقات البارود في الهواء، وعم الفرح والسرور، وقد حط ركب الحجاج المغربي بباب المصري في المدينة المنورة[40].
وبعد أربعة أيام للاستراحة باع الفقيه الحيوني الجمل الذي سافر عليه من مكة، واتصل بالحاج« علي الصبيحي»،[41] الذي اكترى له بيتا برواق سيدنا إسماعيل الخاص بالمغاربة، وقد اشتد به المرض، فانتفخ بطنه مثل القربة، وانتفخت رجليه، وأصبح ينتظرأن تخرج روحه كل يوم، واشتد به الكرب حتى آيس من نفسه، إلا أن رجلا صالحا بشره بأن الرسول وقف عليه وأخبره بأن يقول للفقيه الحيوني ألا يخاف من الموت، وظل على هذه الحالة مدة شهر وهو يبكي، ليلا ونهارا، ويتوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأن يفك سراحه.[42]
2- الحياة الاجتماعية بالمدينة المنورة:
نستشف من خلال « رحلة» الفقيه الحيوني، أنه قضى بالمدينة المنورة مدة أطول بكثير من الأيام التي قضاها بمكة المكرمة، وهذا ما سمح بأخذ فكرة واضحة عن الحياة العامة لسكان المدينة، وتجميع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن ظروف العيش، وسلوك الناس بالمدينة المنورة.
وقد سجل لنا عدة مشاهد عن الحياة الاجتماعية بالمدينة، تتميز بالدقة، مما يوحي أنه تمكن من استيعاب
ما يروج حوله، وأول ما آثار انتباهه هي ظاهرة « التكايا[43] لإطعام الجوعي والمعوزين، بتقديم وجبات غذائية مجانية لمساكين المدينة المنورة الذين حدد عددهم في حوالي أربعمائة مسكين.
وقد سجل لنا وصفا دقيقا لنظام تقديم الوجبات في« التكية»، المنسوبة إبانه لمحمد باشا المصري[44] فذكر بأنه يشرف على تسييرها خدامون بقائدهم من العبيد وغيرهم.
ففي كل صباح يقوم المشرفون على « التكية» بإدخال المساكين من باب. فيعطونهم مغرفة من
« العصيدة» للواحد، وخبزة مقدار ما يغذيه ثم يخرجونهم من باب آخر، وفي يوم الخميس يعطونهم بدل العصيدة الروز المطبوخ بالسمن[45].
أما « تكية رجل من الهند» فإن المشرفين عليها، يطبخون في قدور الروز واللحم، ويتكلف البوابون بتنظيم الدخول إلى« التكية» فتدخل طائفة من المساكين وتخرج أخرى، وتتكرر هذه العملية من الصبح إلى الظهر، وكل من دخل يأكل حتى يشبع.
ويذكر الفقيه الحيوني أنه دخل يوما مع المساكين، فاشتد الزحام حتى كادت ضلوعه أن تتكسر، وقد سقط على الأرض فداسه الناس بأقدامهم، ولم يجرؤ بعد ذلك إلى معاودة الدخول إلى « تكية الرجل الهندي» مع المساكين.[46]
وقد أشاد بكرم أهل المدينة خاصة مع المساكين، حيث كانوا يطعمونهم الخبز وهو غالب الأكل عندهم[47]
ولاحظ الحيوني أن من عادة سكان المدينة المنورة زيارة بعض القبور، وبعض المآثر النبوية خارج المدينة، فقد كان سكان المدينة يخرجون كل خميس لزيارة قبر سيدنا حمزة « رضي الله عنه» « بجبل أحد» على بعد ثلاثة أميال من المدينة، وكانوا يلعبون بالخيل بأحد.
ومن المآثر النبوية التي تزار خارج المدينة « مسجد الفسح»، [48] و« غار أحد» وغيرها.
وتوقف طويلا عند زيارة نساء المدينة لقبرهr  ليلة الجمعة وليلة الإثنين، وقد وصف هذه الزيارة بقوله:
« فيفزع إلى زيارته r جل نساء المدينة، حرائر وإيماء، فيأتين بقوة الروائح ناحية المواجهة، ونحن هنالك في غالب أحوالنا نقرأ القرآن.. وتراهن طائفة بعد أخرى يزرن منتقبات، يجعلن على وجوههن خرقة من كتان أبيض، ويخرقن أمام أعينهن، فترى عين المرأة كلها في تلك الخرق وحشمها وفمها مستور بتلك الخرقة ويلتحفن بحياك الحرير الأسود على غرار نساء مكة، ويلبسن الخفوف من الجلد الأصفر، ثم فوق الجلد الريحية أي « الشربيل» من الجلد الأصفر، كذلك فلا ترى أبدا للمرأة قدما، ولا ساقا، في المشرق « رضي الله عليهن» فو الله يا سعد الدين، ما قط نظرت إلى واحدة منهن أبدا سواء في الليل أو في النهار...»[49]
وتتم زيارة « البقيع» كل يوم جمعة، ومن عادة أهل العراصي[50] أن يأتوا بالنعناع، والروائح الطيبات،[51]
حيث كان كل من يحب أن يزور قبرا من القبور أن يشتري من تلك الروائح ليضعها فوق القبر، ولاحظ أن عدد النساء في زيارة « البقيع» يفوق عدد الرجال، ويأتين معهن بالصدقات يتصدقن بها على الموتى[52]. وهناك أسماء بعض المدفونين بالبقيع من آل النبي r وكبار الصحابة رضي الله عنهم.
3-  الأحوال الاقتصادية
يرتبط النشاط الاقتصادي بالمدينة المنورة من خلال « رحلة الفقيه الحيوني»، بالظروف الطبيعية، حيث تقع في منطقة حياها الله بثروات مالية جوفية مهمة، وبأراضي خصبة، ساعدت على قيام نشاط زراعي منذ عشرات القرون.
ويفيدنا الفقيه الحيوني بأن هذا النشاط الزراعي يعتمد على الآبار، حيث تستخدم الدواب في سحب الماء من الآبار للري، ولاحظ التشابه الكبير بين الأنشطة الزراعية في أجنة المدينة والمناطق المجاورة لها، ومثيلاتها بواحة لكتاوة، وهكذا حيث يقول:
« وعراصي أهل المدينة كعراصي آل نصراط،[53] مثلا كل جنان يحيطه وبابه، وفيه أشجار ونخيل وغلة، والماء في الأبيار، يستقون على البهائم ويحرثون الزرع والغلة بالبهائم، وكل غلة بوقتها، والخضر على الألوان يبيعونها بأقداح جعلوها مكيالا، وحيثما خرجت « للفدادين» فلا تمر إلا في سكك الجنانات كبلد نصراط وعندهم الأثل[54] والنخيل كثير، ويذكرونه « يؤبرونه»، والنخل في الغالب قصير[55].
بعد ذلك تحدث عن أنواع التمور بالمدينة فلاحظ أن الغالب عليه هو الخلط[56] لا جهلة فيه، ولا فقوسة، ولا جعفرية، ولا أكليدة، ولا يسكرية»،[57] وهو كالتمر الموجود بواحة لكتاوة أو أشد منه حلاوة، فلا يقدر الإنسان أن يأكل منه ربع مد بمد بلدنا»[58]
ولاحظ الحيوني أن أهل المدينة يكترون عراصيهم للأعراب، فيسكن المكتري بأولاده في العرصة، ويستغلها كيفما شاء، وعندما ينضج التمر يستغله، ولا دخل لصاحب العرصة فيه لأن عاداتهم من اكترى جنانا يأخذه بأرضه وتمره.
ومن عادات أهل المدينة أنهم ينظمون أياما للنزهة في عراصيهم، وغالبا ما يكون ذلك في موسم نضج التمور، إذ في كل عرصة دار في غالب الأحوال، ينزل فيها رب العرصة مع أولاده، فإذا انتهى من قطع ثمره عاد على المدينة... وتمتد العراصي المحضية « المسيجة» من المدينة إلى سيدنا حمزة بجبل أحد.
وبالرغم من أن الفقيه الحيوني قد أكد غير ما مرة على كثرة الخيرات، فإنه يشتكي من شدة الجوع بالمدينة، وكيف لا، وقد قال الرسول r:« من صبر لحر مكة وجوع المدينة ضمنت له الجنة»[59]


ويظهر أن تشابه الظروف الحياتية بالمدينة ومحيطها بمثيلاتها بواحة لكتاوة، جعل الفقيه الحيوني يهتم كثيرا في تدوين مشاهداته بالعراصي، والنخيل، وأنواع التمور، وأغفل الحياة التجارية داخل المدينة، واقتصر فقط في إشارات خفيفة على ذكر سوقين بالمدينة المنورة: السوق البراني يعرف « بسوق لملخ»، وسوق داخلي» يمتد من باب الحرم الشريف إلى السوق البراني، وجل ما يباع في السوقين المواد الاستهلاكية: كالتمر، والشعير، والأرز، والقمح، وسيتورد الأرز من بلاد الهند،  أما القمح فإنه يستورد من مصر عن طريق ميناء الينبع،[60] ثم يحمله الأعراب على الدواب إلى المدينة.
ويختم الفقيه الحيوني مشاهداته عن المدينة المنورة بإشارة هامة عن السكان فيؤكد أنهم أقل عددا من سكان مكة المكرمة، وان غالبيتهم العظمى من أصول : مغربية، وتركية، وهندية، ويملكون أعدادا كبيرة من العبيد الجواري خاصة من الأحباس وغيرهم.
وفي الختام يمكن القول، بأن الفقيه الحيوني ظل ملتزما في « رحلته» بالخط الذي رسمه لنفسه منذ انطلاق الرحلة، وهو نقل صور حية من مشاهداته لولي نعمته وصديقه الشيخ محمد البشري.
وقد كان الفقيه الحيوني يبسط لغته، وأسلوب سرده ليقرب الصورة بالدقة المطلوبة إلى ذهن القارئ والمستمع، وكثيرا ما كان يتوسل بعناصر من بيئة وطبيعة واحة لكتاوة التي تشبه إلى حد كبير الظروف الطبيعية بمكة والمدينة لتحفيز همم القراء من أهل بلده ليزوروا الحرمين الشريفين.
وتبقى هذه « الرحلة» إضافة علمية مهمة في سلسلة« الرحلات الحجية» التي أنجزها العلماء المغاربة، وترجو أن تسمح لنا الظروف بإتمام تحقيقها وطبعها، لتعم فائدتها بحول الله وقوته.

[1]  من الرحلات الحجية التي خلفها الناصريون « رحلة الشيخ سيدي أحمد بن ناصر الخليفة « توفي سنة 1129»، وقد طبعت هذه الرحلة بفاس على الحجر في جزءين سنة 1322هـ، ورحلة الحافظ محمد بن عبد السلام الناصري « تـ : 1239 »، وتعرف هذه الرحلة « بالرحلة الكبرى» أنجزها سنة 1196 هـ تمييزا لها عن « رحلة صغرى» كتبها سنة 1211هـ وما تزال « رحلة » محمد بن عبد السلام الناصري مخطوطة بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم د: 2327، و« نسخة أخرى» بالخزانة الحسنية تحت رقم 5658.
[2]  من الرحلات التي كتبها علماء تخرجوا من« الزاوية الناصرية» نذكر على سبيل المثال لا الحصر:« رحلة» أحمد بن داوود الهشتوكي أحوزي« تـ 1127هـ» وتوجد نسخة» منها بقسم الوثائق خ.ع/ تحت رقم ق. 147/ والرحلة أبو مدين الدرعي « تـ 1157هـ»، وتوجد « نسخة» منها بقسم الوثائق :خ.ع تحت رقم : ق.297/ وأخيرا « رحلة الفقيه الحيوني، وسنعرف بها.
[3]  يقع « قصر بني حيون» في الضفة الغربية لنهر درعة بواحة لكتاوة، ويعتبر من القصور المهمة بهذه الواحة، وقد اشتهر هذا القصر بشكل خاص في العهد السعدي كمحطة تجارية بدرعة.
[4]  من القصور التي اشتهرت بتدريس العلم « بواحة لكتاوة»خلال القرن الثالث عشر الهجري« قصر بني صبيح» و« زاوية سيدي صالح» بالإضافة إلى« قصر بني حيون».
[5]  انظر ترجمته عند : المهدي الصالحي:« أعلام درعة»- البيضاء- 197ص.
[6]  ينحدر « محمد البشري» من أسرة متنفدة بقصر بني حيون، وقد ظلت هذه الأسرة تتمتع بنفوذ واسع« بلكتاوة» طيلة القرن 13هـ وردحا من القرن 14هـ ولم ينته دورها السياسي ونفوذها القوي إلا بعد السيطرة الفرنسية على « درعة» في أواسط ق 14هـ/20م.
[7]  ترجم له المراكشي في « الإعلام»: الرباط 1977/ج: 8- ص: 326.
[8]  انظر ما ذكره الهستوكي في « قرى العجلان»خ.ع/ق.147-ص: 42-44 عن تجمع الحجاج من درعة، والصحراء، وسوس بتامكروت قبل الانطلاق للحج.
[9]  كثيرا ما كان الحيوني يشكو مما كان يتعرض له من الاستخفاف من بعض المرافقين للشيخ.
[10]  سبق للدكتور مولاي هاشم العلوي القاسمي أن عرف بهذه الرحلة ضمن مقالته المهمة عن بلاد الحجاز والحرمين الشريفين بعيون الرحالة المغاربة في ق13هـ/19م بمجلة الحق الغراء العدد 348- رمضان 1420- من ص: 24 إلى ص: 38.
[11]  الفقيه الحيوني :« الرحلة » ص: 1.
[12]  ذلك ما حدده الحيوني بقوله في « الرحلة» ص: 2، وحيث أشرت بسعد الدين فالمراد به السيد محمد البشري.
[13]  أكد أبو مدين الدرعي في « رحلة» له بالخزانة العامة رقم: ق 297 ص: 22:« أنه يقتفي في غالب أقواله بما ذكره الشيخ أحمد بن ناصر... إلخ
[14]  الحيوني« الرحلة» ص: 58.
[15]  نفسه:« الرحلة» ص: 18
[16]  طبعت « رحلة العياشي» طبعة ثانية مصورة بالأوفسيط بعناية الدكتور محمد بعناية الدكتور محمد حجي بالرباط في جزءين سنة 1977، وكانت هذه الرحلة النموذج الذي اقتدى به عدد من علماء الحجاج، خاصة علماء الزاوية الناصرية، وأهم ما قلد العياشي في « رحلته» الشيخ أحمد بن ناصر الخليفة.
[17]  قام الشيخ أحمد بن ناصر ما بين 1096 و 1112 هـ بتدوين أخبار بعضها، وهي التي جمعت وأعطت « الرحلة الناصرية التي طبعت على الحجر بفاس سنة 1322 هـ.
[18]  قام العلامة محمد بن عبد السلام الناصري برحلتين إلى الحج، الأولى : سنة 1196، وخلالها كتب « الرحلة» التي تعرف « بالرحلة الناصرية الكبرى»، والرحلة الثانية: سنة 1211، وأنجزها خلال « رحلة حجية».
[19]  سافر« أحمد بن داوود الهشتوكي» إلى الحج صحبة أحمد بن ناصر سنة 1121، وقد كتب« رحلة حجية» سبقت الإشارة إلى وجودها مخطوطة بقسم الوثائق والمخطوطات بالخزانة العامة.
[20]  قام أبو مدين الدرعي برحلة إلى الحج سنة 1152 هـ، وخلف « رحلة» مكتوبة أشرنا إليها سابقا.
[21]  تاريخ الرحلة التي بين أيدينا يرجع إلى شهر رجب سنة 1275 هـ وقد نسخ بقصر بني حيون عن النسخة الأولى التي حررت في شهر ذي الحجة سنة 1263 هـ.
ورغم أننا قمنا بجهود كبرى للحصول على النص الأصلي، سواء بلكتاوة أو قزواطة، فإننا لم نتمكن من العثور عليه، ونشكر بالمناسبة الأستاذ أحمد الجعفري الذي سمح لنا بتصوير النسخة التي بين أيدينا.
[22]  الفقيه الحيوتي:« الرحلة» ص: 5-6-7.
[23]  الفقيه الحيوني:« الرحلة» : ص: 12.
[24]  سورة آل عمران- الآية 97.
[25]  الحيوني :« الرحلة» ص: 17
[26]  تدخل الليالي يوم 12 دجنبر الفلاحي، وتنتهي يوم 20 يناير الفلاحي، وتتميز أيامها بشدة البرد، وقساوة الطقس.
[27]  الحزازيم: ج: حزامة، وهو عرف المغاربة ما يلبس على الخاصرة أثناء الأشغال.
[28]  سبنية : غطاء الرأس، وهو عند المغاربة خاص بالمرأة
[29]  الفقيه الحيوني: « الرحلة»  ص: 17.
[30]  القشاشيب:ج قشابة، وهو لباس فضفاض، ويعرف أيضا بالتشامير.
[31]  الفقيه الحيوني: م.س.ص: 18.
[32]  نفسه: ب.م.ص: 18
[33] « قبيلة أولاد دليم» قبيلة  تنحدر من بني معقل، وتنتشر تجمعاتها في عدة جهات من المغرب، خاصة بالصحراء وسيدي قاسم، وقد اندمجت بعض بقاياها في قبائل القصور بوادي درعة خاصة بالمحاميد ولكتاوة.
[34]  الحيوني :« الرحلة» ص: 20.
[35]  نفسه :« الرحلة» ص: 21
[36]  نفسه:« الرحلة».
[37]  نفسه : الحيوني: « الرحلة» : ص: 20-23
[38]  يظهر من المواصفات التي حددها الفقيه الحيوني للمرض الذي أصابه أنه يشبه مرض « الكوليرا»
[39]  من القرى التي ذكرها الفقيه الحيوني على طول الطريق من مكة إلى المدينة:« وادي فاطمة ، بير الدفلة، أخليص، الصفر والقديمة، الصفرو الجديدة، بدر، بيار علي« الرحلة:ص: 24».
[40]  من أبواب المدينة آنذاك« باب المصري، باب البقيع، باب الشامي».
[41]  على الصبيحي نسبة إلى « قصر بني صبيح» القريب من بني حيون« بواحة لكتاوة»، وقد ذكر الحيوني أن عددا من أهل درعة قد استوطنوا المدينة المنورة.
[42]  الفقيه الحيوني:« الرحلة» ص: 26.
[43]   التكابا: ج تكية، وهي المكان المعد لإطعام الفقراء والمعوزين، وقد انتشر تداول هذه الكلمة في المشرق مع الأتراك.
[44]  محمد علي باشا تولى الحكم  بمصر باسم العثمانيين بعد انسحاب جيش نابليون سنة 1799، وظل يحكم المنطقة إلى آن توفي سنة 1849م، وقد تمكن من بسط نفوذه على بعض مناطق شبه الجزيرة العربية.
[45]  الفقيه الحيوتي:« الرحلة» : ص: 25.
[46]  اعترف الفقيه الحيوني من خلال بعض الإشارات في « رحلته» أنه ضعيف البنية الجسدية، وأنه نحيف جدا.
[47]  الحيوني :« الرحلة »: ص: 25.
[48]  سمي« بمسجد الفسح» لأن فيه نزلت الآية الكريمة ( إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس فافسحوا) الآية 11 من سورة المجادلة.
[49]  الفقيه الحيوني : « الرحلة» ص: 32.
[50]  العراصي: ج عرصة، وهي كما في« اللسان ج:7- ص: 52» وسط الدار وفناؤها، وكل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء، وفي عرف المغاربة هي الفدان المسيج
[51]  لا شك أنه يقصد بالروائح الطيبات حزمات الورود والأزهار « المشموم».
[52]  الحيوني :« الرحلة»  ص: 34.
[53]  قصر نصراط: من القصور الكبرى المهمة بواحة لكتاوة.
[54] الأثل: شجر معروف بمناطق الواحات، وله أهمية خاصة حيث ينتج « حبة التاكوت» التي تستعمل منذ القرون الوسطى في دباغة الجلود.
[55]  الفقيه الحيوني: « الرحلة» من ص: 27 إلى 30.
[56]  يطلق اسم الخلط بمناطق الواحات على أنواع التمور المشتقة من  الأنواع الرئيسية، ويتم ذلك بزرع النواة مباشرة، وليس باستعمال الفسيلة.
[57]  الأنواع الرئيسية والجيدة من التمور بدرعة، وهي ذات قيمة غذائية وتجارية عالية..
[58]  المدة مكيال معروف بمختلف جهات المغرب، وسعته تختلف من ناحية إلى أخرى، والمد بواحة لكتاوة، إناء خشبي طوله 33 سم، وعلوه 10 سنتميرات، وقد ضبطه الفرنسيون فلاحظوا انه يساوي نصف عبرة أي 10 لترات.
[59]  لم نتمكن تحت الظروف الضاغطة من التشبث من صحة هذا الحديث
[60]  بقع ميناء الينبع في الضفة الشرقية للبحر الأحمر، ويعتبر البوابة البحرية والتجارية للمدينة المنورة، وقد أفاض الفقيه الحيوني في « رحلته» في وصف الأحوال الاجتماعية والاقتصادية لميناء الينبع. انظر « الرحلة» ابتداء من ص: 35.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق