الأحد، 25 مارس 2012

Mon grand-père, ambassadeur à Paris: 1909-1910

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان: Mon grand-père, ambassadeur à Paris: 1909-1910
المؤلف: Mohammed Fassi-Fihri ;Préface: Jean-François Thibault
المحقق:
الناشر: Rabat :Editions Marsam ,2008
الوصف: 1 vol. (191 p.) ;24 cm
رمز الوثيقة:
التحميل: من هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأحد، 18 مارس 2012

الرحلة الحجازية , محمد ابن الطيب الشرقي الفاسي



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان: الرحلة الحجازية
المؤلف: شمس الدين محمد بن الطيب محمد بن محمد بن محمد الشرقي الصميلي الفاسي
1110 - 1170 هـ / 1698 - 1756 م
الناشر:
الوصف: مخطوطة جامعة لايبزيك بفيينا تحث رقم: 746. بخط مشرقي.
رمز الوثيقة:
التحميل: من هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



إفحام اليهود وقصة إسلام السموأل ورؤياه النبي صلى الله عليه وسلم



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان: إفحام اليهود وقصة إسلام السموأل ورؤياه النبي صلى الله عليه وسلم
المؤلف: السمؤال بن يحي المغربي "الحبر شموائيل بن يهوذا بن آبوان"
المحقق: د. محمد عبد الله الشرقاوي
الناشر: دار الجيل – بيروت, الطبعة الثالثة، 1990
الوصف: ورقي غلاف عادي، حجم: 24×17، عدد الصفحات: 216 صفحة. 
رمز الوثيقة:
التحميل: من هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


هذه قصة إسلام السموأل العلامة المغربي الطبيب الرياضي الذي كان يهوديا فأسلم وكتابه إفحام اليهود, وقصة وقوفه على نبوءة في التوارة بشأن النبي من بني إسماعيل:
(أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ)سفر التثنية: 18
قبل أن نبدأ بقراءة قصة إسلامه بقلمه من كتابه إفحام اليهود نقرأ ترجمة موجزة عنه من بعض كتب التراجم:
هو السموأل بن يحيى بن عباس المعـروف بالمغربي. عالم بالرياضة والطب من أصل مغربي واشتغل بالعلم بالمشرق الاسلامي في القـرن السـادس الهجري / الثاني عشر الميلادي.
ترعـرع السـموأل في فاس في أسرة يهودية، ثم انتقل مع أسـرته إلـى الشطر الشرقي من الدولـة الإسـلامية، واستقر ببغـداد. لكـن اسـتقراره في بغداد لم يطل كثيرا، إذ انتقل إلى مراغة بأذربيجان حيث قضـى بقية عمره، إلى أن توفي في مراغة حوالي 570 هـ / 1175 م، بعدما أشهر اسلامه وكتب في إنتقاد اليهودية ونقض دعاواها. كان السموأل من العلماء المسلمين القلائل ذوي الأصل اليهودي، كما انه نموذج للعلاقات العلمية والثقافية بين المغرب وبلاد المشرق الاسلامي. فهو من أصل مغربي، ولد وتعلم بفاس وهاجر الى الشرق الاسلامي حيث تفتحت قريحته العلمية وأثرى بعطائه التقليد الرياضي الاسلامي. خلف السموأل مصنفات كثيرة بلغت 85 مصنفـا مـا بيـن كتـاب ورسـالة ومقالـة فـي شـتى المجالات، منها "كتاب إعجاز المهندسـين"، و"كتاب الباهر في الجبر" و"كتاب في الحساب الهندي" و"كتاب في المياه" و"كتـاب الموجـز فـي الحساب"، و"كتاب المفيد الأوسط في الطب"، و"كتاب غاية المقصود في الرد على النصارى واليهود" وغير ذلك. كان السموأل حاذق الذهن، بلغ في الجبر والمقابلة الغاية القصوى. درس في بغداد كتاب الأصول لأقليدس، وكذلك جـبر أبـي كـامل شـجاع ، و جـبر الكرجـي حـتى بدأ يكون آراءه الخاصة في الرياضيات وهو في سن الثامنة عشر من عمره. وبدأ تأليف كتابه الشهير الباهر في الجبر وهو في سن التاسعة عشر من عمره. عـرف السـموأل أنـه مـن العلمـاء الموسـوعيين واسـعي الاطلاع ، فلم يكن من الذين يقصـرون جـهودهم على الموضوع الواحد ولا يقنعهم التخصص الضيق بل اجتهد في كافـة العلـوم. ولقـد أحـاط بـالعلوم الرياضية في عصره حتى صار حجة في علمـي الجـبر والحسـاب. كمـا درس الطـب حتى أصبح طبيبا ماهرا. ولقـد طـور السموأل المغربي الطريقة التحليلية في علم الجبر، واستطاع وبكل جدارة أن يوسع مفهوم العدد بمحاولات غير مباشرة. لذا بلور فكرة استقلال العمليـات الجبرية عن التمثيل والتصور الهندسي الذي كان سائدا في ذلك الوقت، وكان هذا الاكتشاف تقدما مهما في الفكر الرياضي وممهدا لاكتشـاف الجـبر الحـديث، فـي وقـت كـان أكـثر العلمـاء فـي الرياضيات يهتمون بالحلول الهندسية لمعظم المسائل الجبرية.
- الأعلام للزركلي، 3، 205. - المرجع : طبقات الأطباء لأبن أبي أصيبعة، ص. 471



محمد باهي : الرحلة البهية إلى باريس السرية



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان: محمد باهي : الرحلة البهية إلى باريس السرية
المؤلف: محمد باهي, عبد الرحيم مؤذن
المحقق:
الناشر: منشورات التوحيدي, الرباط 2010
الوصف: 88 صفحة.
رمز الوثيقة:
التحميل: من هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


رحلة البهية إلى باريس السرية، تركيب سردي بين محمد باهي وعبدالرحيم مؤذن




عن منشورات التوحيدي بالرباط، صدر في طبعة أولى هذه السنة للكاتب عبدالرحيم مؤذن كتاب «الرحلة البهية الى باريس السرية» عن نصوص للراحل محمد باهي. يقع الكتاب في 88 صفحة. ويضم الى جانب التقديم ـ التأطير النظري للكاتب عبدالرحيم مؤذن 10 نصوص.
تدخل هذه النصوص للفقيد «محمد الباهي حرمة» في سياق السرد الرحلي المتميز بغنى تجاربه، وتعدد أنماطه، استنادا الى مكوناته البنائية ـ سردا ووصفاـ التي لا غنى عنها في النص الرحلي، الذي يوازي، ويتقاطع مع السرد عامة، دون أن يمنع ذلك من استقلاله أجناسيا من غيره من النصوص السردية المتعددة.
ورحلة محمد باهي الباريسية هي ارتحال في أحشاء باريس السردابية، الرحلة الى باريس رحلة مستمرة، في الزمان والمكان...يشير الباحث مؤذن الى أن الكتابة عند المرحوم محمد باهي حفرا أركلوجيا في الذات والمكان معا، ولعل هذا ما يفسر طراوة «المحكي» عند الكاتب، وكأنه لم يقع إلا البارحة بالرغم من انتسابه الى أزمنة متباعدة.


صدر مؤخرا للقاص والباحث عبد الرحيم مؤدن مؤلف بعنوان " محمد باهي : الرحلة البهية إلى باريس السرية " .و هو في الأصل تركيب سردي ، لنصوص من تركة المرحوم محمد باهي ، قيلت بشكل غنائي متشظ في باريس وبها . وقد حاول القاص عبد الرحيم وضع إطار لتك النصوص الباريسية ؛ قصد تقديم إضاءات عديدة في تلك النصوص تركيبا ورؤيا . وهو بهذا الصنيع البديع يصنف إبداع باهي المنتقى في نص الرحلة المتعدد الصياغة والرؤى. وبالتالي فالنص الرحلي يتقاطع مع السرد بشكل عام ، لكنه يحافظ في العمق على استقلاليته . ولا غرو أن باريس كانت قبلة للعديد من الكتاب والرحالة العرب؛ نظرا لجاذبتها وشرطها المكاني. وأكيد أن باريس تتعدد بتعدد أثر العابرين وبصماتهم وبالأخص المنفلتين والباحثين عن فضاء للحرية والحياة بالمعنى الأعمق . أما رحلة محمد باهي كما يقول القاص عبد الرحيم مؤدن في مفتتح كتابه هذا " في رحلة محمد باهي إلى باريس سنتعرف على منظور جديد لباريس تجاوز ثنائية المنظور الرحلي السائد عند معظم الرحالين العرب عامة ، والمغاربة خاصة. وأقصد بذلك ثنائية الكفر والإسلام، التمجيد والتسفيه، الغموض والوضوح، القوة المادية والضعف الأخلاقي.. أما بالنسبة لمحمد باهي فإن منظوره لباريس كان ثلاثي الأبعاد: باريس التي في خاطري، باريس المرئية، باريس غير المرئية " . إن هذه الإضاءة بإمكانها أن تسامر القارىء وهو يتفاعل مع رحلات باهي الباريسية والتي كلما عبرت على شيء أو معلم ( النهر ، المترو ، المقبرة ، الفضاءات والساحات ..)إلا وحولته أو عجنته بين الواقع والمتخيل ضمن لغة مشبعة بالإيحاء ومحاورة النصوص الأخرى للتعزيز والتعميق . كل ذلك يمنح للنص الرحلي امتداداته وتقاطعاته مع النصوص التي تغني التأمل وتحدد المعلم (أدب ، فكر ، تاريخ..) . هنا قد تحول زاوية النظر في هذا الحجم المكان إلى أداة بحث في الحياة والوجود والكتابة نفسها؛ بغية خلق ذاك التوازي بين الجسد والمكان في رحلة سارية في الزمن، ليغدو كلاهما امتدادا طبيعيا للآخر: في تداخل وتحاور خلاق. يقول القاص عبد الرحيم مؤدن في المفتتح دائما : " في هذا السياق الذي جعل من باريس صحراءه الثانية بعد أن أتاحت له العيش..فيها كما كان يعيش في الصحراء.." الرحلة عبر هذا التركيب السردي تحاول تقديم باريس ككائن على قدر كبير من التقاطع مع مدن أخرى وأمكنة كذلك ، وبالتالي غدت باريس رقعة إنسانية عير مؤطرة بحدود ما أو إيدلوجيا ؛ إنها المكان المفتوح على أصوات من جغرافيات مختلفة توحدها القيم والأفق . من هنا يكتسي النهر والمترو... من خلال الوصف والتأمل خصائص وسمات غير آنية أو دائرية. هنا تنطرح باريس بين الوضوح والغموض ، بين المرئي واللامرئي في تخلقات تنطلق من المعلم وتذهب به في العمق الزمني . في نص " باريس السرية " من الكتاب ورد: " باريس مدينتان، مدينة العلن ومدينة السر. وإذا كانت باريس العلنية يعرفها ـ بشكل أو بآخر ـ القاصي والداني، فإن باريس السرية تظل مجهولة لدى الكثيرين. " . حسنا فعل القاص عبد الرحيم ، وهو يوجه نظرنا بشكل إشكالي إلى البعض من رجل قل نظيره ، يصنع نصا متعددا ، كما هو ،نص متعدد في التركيب والرؤيا . فيبدو النص محلقا بين النصوص دون حدود . الشيء الذي أخرج الرحلة من وثوقيتها إلى آفاق من الخلق والإبداع الذي يتخطى الآني والدائري ، ويبقى مشدودا لتك الآفاق كنقطة مرتعشة تلتقي فيها الأرواح التواقة لأفق آخر . قصد إبراز الأسئلة والإعلاء من شأن اللحظات المكتظة بشرط الحرية الذي يخلق مكانه في الإناء . شكرا للصديق عبد الرحيم، كأنك ترحمت على فقيد، ترحم فلعي قد يربك ويحرج السياسيين، الترحم على روح ستبقى محلقة بيننا في الحياة والوجود كرحلة أبدية.

رحلة الشيخ محمد محمود الأرواني الترجمان في تاريخ الصحراء والسودان وبلاد تنبكت وشنجيط وأروان في جميع البلدان



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان: رحلة الشيخ محمد محمود الأرواني الترجمان في تاريخ الصحراء والسودان وبلاد تنبكت وشنجيط وأروان في جميع البلدان
المؤلف: الشيخ محمد محمود الأرواني
المحقق: الدكتور الهادي المبروك الدالي
الناشر: الطبعة الأولى – بنغازي 2009م
الوصف:
رمز الوثيقة:
التحميل: من هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


رحلة الشيخ محمد محمود الأرواني
الترجمان في تاريخ الصحراء
والسودان وبلاد تنبكت وشنجيط
وأروان في جميع البلدان








تحقيق الدكتور الهادي المبروك الدالي




الطبعة الأولى – بنغازي 2009م








بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد الله الذي علم الإنسان ما لم يعلم وجعل العلم وسيلة لتحقيق أسمى الغايات وأنبل المقاصد.
أيها القارئ الكريم إليك أقدّم الكتاب السابع ضمن سلسلة من التاريخ الثقافي المشترك لإفريقيا فيما وراء الصحراء وشمالها، وهو دراسة وتحقيق لمخطوط: (الترجمان في تاريخ الصحراء والسودان وبلد تنبكت وشنقيط وأروان في جميع البلدان لمؤلفه محمد محمود الأرواني)، بعد أن صدر عن هذه السلسلة ستة كتب دراسة وتحقيق وتقديم جلها في علم التراجم لأعلام غرب أفريقيا الذي هو من أجلّ العلوم لما فيه من فوائد جمة تتمثل في إحياء مآثر العلماء وعلومهم، فالعلماء ورثة الأنبياء، وقيل في فضل العلماء: " من أحيا علماً فكأنما أحيا أمة ".
وها نحن نطرق باب مؤرخ من مؤرخي غرب أفريقيا لنحاوره ونستنطقه وندرس ونحقق ما كتبه في المخطوط عن رحلته العلمية الطويلة من منافع، ونستهجن ما صدر عنه من فتاوى خدمت أعداء الإسلام.


فالشيخ محمد الارواني عاش في بيئة علمية، ترك له أجداده إرثاً حضارياً، تمثل في مكتبة مليئة بنفائس المخطوطات التي تحمل شتى فروع العلم، وترعرع في حضن أبوين متعلمين فنهل من ينابيع ذلك الوادي ، وتكونت شخصيته العلمية، بالإضافة لهذا كانت لرحلاته المتكررة للمشرق العربي والمغرب وأفريقيا وفرنسا ولقائه بشخصيات فكرية وسياسية أثر كبير في تكوينه المعرفي فألف ما يزيد على ثلاثين مؤلفا من بينها: (كتابه الترجمان)، والذي أتبع فيه جزءاً من المنهج العلمي بأن قسمه إلى مقدمة وستة عشر باباً، واستند في بعضه لما كتب قبله من مؤلفات . فالمقدمة تطرق فيها إلى فضل علم التاريخ وأهمية معرفة أصول القبيلة وفروعها والوقائع الحربية التي وقعت بينهم ، وذكر العلماء والأولياء والصالحين والشرفاء والأنصار وقبائل البرابيش والطوارق والسودان ثم تعرض للمخطوطات المفقودة وأهميتها.
أما أبواب المخطوط فقد تعرض المؤلف في الباب الأول لذكر أروان والذين كانوا قاطنين فيها قبل الشيخ سيد احمد بن آد، ونسبهم وشيء من أخبارهم.
وفي الباب الثاني تناول الشيخ سيد أحمد بن آد، وسبب مجيئه لأفريقيا فيما وراء الصحراء.


وفي الباب الثالث والرابع عرّج على مدينة كُل السوق التي خرج منها ابن آد ووالده وأجداده ونسبه.


وفي الباب الخامس والسادس تطرق إلي خروج الباشا جودر من مراكش وصداقته مع الشيخ أحمد بن آد، وما جرى بينه وبين أسكيا إسحاق، من أمور، ثم رجوع ابن آد لأروان.


وفي الباب السابع والثامن كان الحديث عن ملوك تنبكت الذين تعاقبوا على حكمها وحكم أروان وإلى وفاة أحمد بن آد، و تطرق إلى ذكر الباشوات والأمراء من جودر إلي نهاية تاريخهم عام 1352هـ. ثم تطرق لبعض الوفيات و تناول الأحداث التاريخية من 1021وإلى 1044 وجاء الباب التاسع والعاشر متضمناً مجيء قبائل البرابيش لأروان وأول من قدم منهم ونهاية ملك أولهم وسببه. وتقسيمات أولاد أحمد بن آد، وبيان الأمراء والقضاة .سبهم


وخصص الباب الحادي عشر والثاني عشر لذكر معارك البرابيش وحروبهم ضد أعدائهم كأهل شنقيط والمغرب إلي سنة 1321هـ اضافة لهذا ذكر الذين وافتهم المنية من عام 1047هـ .


أما الباب الثالث عشر والرابع عشر : فقد تناول فيه مجيء الفرنسيين إلي تنبكت . وسرد حروب البرابيش الداخلية والخارجية من سنة 1311هـ وإلي 1352هـ أي إحدى وأربعين سنة ثم تناول في نهاية الباب فصل في الوفيات والتاريخ ، ثم أردفه بفصل ذكر فيه حال حكم الفرنسيين في المنطقة وبيان فائدته الكبرى التي لا يعقلها إلا العالمون، وما يتعلق بذلك ، ومن هنا تبدأ كبوة الفارس.


أما الباب الخامس عشر : فقد زودنا بمعلومات قيمة عن القبائل القاطنة بأزواد وما حولها، وأولاد حسان والذين جاءوا إلي اروان من غير قبائل البرابيش وشجرة كل قبيلة، وذكر أولاد حسان في ادرار وشنقيط ونواحيها وأصول قبائل السودان.


كما جاء الباب السادس عشر ليكون الباب الختامي لهذا العمل، وقد ذكر أروان ودخول البرابيش لها، وأمراءهم وطريقة أخذ الغفر وذكر تجاكنت وتاريخ بناء تندوف، وذكر قبيلة الركيبات وبطونهم والحراطين وعاداتهم.
ومن هنا فقد جال بنا الشيخ محمد الأرواني محاولاً أن يحصد كل ما وقع بيده دون أن يترك للآخرين شيئاً.
وقبل أن أختم المقدمة نفيدك أيها القارئ بأني أحجمت عن الدخول في شرح عدد من القضايا التاريخية الهامشية والغوص فيها:


مثل الحروب بين القبائل، والصراعات الفردية بين زعامات المنطقة لأنها تذكي النعرات القبلية ، ولا فائدة علمية ترجى من ورائها، كما أني أهملت متعمداً ترجمة عدد من أعلام النص نظراً لأنهم لم يكن لهم دور في صناعة تاريخ المنطقة فهم لا يخدمون النص بقدر ما يثقلونه، وأي شيء يراه المحقق لا يفيد القارئ فعليه تجنبه فالمقصود من التحقيق تقديم العمل في قالب جميل واضح بقدر المستطاع ، كما تدخلت في النص وذلك بوضع عناوين للكتاب لم تكن موجودة في المخطوط الأصل حتى تسهل المطالعة والاستفادة، وفي نهاية هذه المقدمة أقول اللهم أغفر لهذا الشيخ على ما وقع فيه من تمجيد لأعداء الملة والدين وقد صدق الشاعر حين قال:(من البحر الوافر)


وما مـن كاتـبٍ إلا سيـفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكـفك غـير شيء يسرك في القيامة ان تـراه
فإن خيرا فكـن عنه شكـورا وإن شـرا فقل ربي قضاه.


والله الموفق




المحقق
الهادي المبروك الدالي
طرابلس الغرب ـ 2007




تقديم أ. د . عباس الجراري عضو أكاديمية المملكة المغربية ومستشار الملك محمد الســادس
المقدمة
نسبه ومولده
مؤلفاته
مكتبته
رحلاته
وفاته
وصف نسخ المخطوط
خريطة أزوأد
النص المحقق
مقدمة المؤلف
فضل علم التاريخ
مدينة أروان
نسب صنهاجة.
بناء تنبكت
أحمد بن آد وقدومه لمدينة تنبكت
مدينة السوق ووصول عقبة بن نافع إليها.
الشيخ سيد أحمد بن آد اسمه ونسبه .
شجرة نسب سيد أحمد بن آد
وفد المنصور الذهبي لأسكيا اسحاق والرسالة المحمل بها
الباشا أحمد طابع يتولي قيادة جيش المنصور في المنطقة.
الشيخ سيد أحمد بن آد وتعميره أروان .
الحكام الذين حكموا تنبكت.
تاريخ وفاة بعض الحكام والعلماء من 1021 ـ 1044هـ .
قبائل البرابيش في أروان .
أولاد سيد أحمد بن آد .
قبائل البرابيش وحروبهم الداخلية والخارجية .
حروب البرابيش مع أولاد داود وغيرهم من القبائل
حروب البرابيش مع أولاد داود وغيرهم من القبائل
حروب كنته مع تجانت وبوسبع وأدو الحاج
غزوات السلطان عبد الله بن إسماعيل
السلطان علي بن مولاى إسماعيل وصراعه مع أهل أيت
دخول السلطان سيد محمد بن عبد الله في صراع مع أيت مال
غزوات السلطان سليمان لقبائل الصحراء.
غزوات السلطان عبد الرحمن بن هشام لقبيلة زمور.
غزوة السلطان مولاى الحسن إلى فزار
الوفيات والأحداث التي مرت بها المنطقة من سنة 1047هـ/ 1321م
الإرهاصات الأولي لطلائع الأوربيين على المنطقة.
جهاد أهالي تنبكت وأروان والبرابيش ضد للفرنسيين
قبائل البرابيش وحروبهم الداخلية والخارجية من (1311 ـ 1352هـ).
صراعات قبائل الركيبات مع البرابيش والأطراف الأخرى
الوفيات والأحداث التي مرت بها المنطقة من (1311-1352هـ)
محمد الأرواني يمجد أعداء الدين الفرنسيين
قبائل أفريقيا فيما وراء الصحراء القاطنين بأزواد ونواحيه
شجرة نسب سيد عيش.
شجرة نسب أولاد إدريس.
شجرة نسب أولاد إدريس
شجرة نسب سيدي عالي .
شجرة نسب سيد المختار الكنتي الوافي
قبائل أروان.
نزول الشرفاء بأرض أروان .
شجرة نسب مولاى الطائع .
شجرة نسب مولاى إبراهيم
شجرة نسب مولاى الزين
شجرة نسب الطالب سيد أحمد
شجرة نسب سيد محمد بك بن الحبيب
شجرة نسب محمد أك أنق
العلماء الذين قدموا على أروان .
سكان أروان ووضعهم مع البرابيش
محمد الأروانييمدح الفرنسيين
أمير البرابيش يأخذ الغفر.
تعاقب الحكام عن المنطقة .
القيادة في تودني ..
قصر أروان ..
الصراعات الداخلية والخارجية لقبيلة تجكانت وبناء بلدة تندوف
قبيلة الركيبات (أفخاذها وعشائرها)
نظام القضاء في أروان
أخلاق أهل أروان
أحياء المولد النبوي عند أهالي أروان .
عاداتهم في الختان
عاداتهم في الطعام والشراب
الخطبة والزواج عند أهالي تنبكت وأروان
فهرس الترجمان كما وضعه مؤلفه


الفهارس
فهرس الأعلام.
فهرس القبائل.
فهرس الأماكن..
فهرس الكتب
المصادر و المراجع
فهرس المحـقق




بسم الله الرحمن الرحيم


لا يخفى على كل مهتم بالتاريخ السياسي والفكري للممالك والإمارات التي نشأت في البلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء، ما كان لها من دور حضاري وثقافي ؛ انطلاقاً من الإسلام واللغة العربية، في ارتكاز على العقيدة الأشعرية والفقه المالكي والتصوف السني، وفي علاقات وطيدة مع الدول الإسلامية الأخرى، ولا سيما المغاربية.
والأسف أن معظم الذين كتبوا عن هذه الأقاليم، هم من الرحالة والدارسين الغربيين الذين كانت كتاباتهم في الغالب غير موضوعية ولا نزيهة، يوجهها منظور سلبي، وتحركها أهداف استعمارية صليبية ؛ إذ أن الباحثين العرب لم يولوها ما هي جديرة به من عناية في الدرس والتأليف. وربما كان من بين أسباب هذا الإهمال، ما يواجه كل من يحاول ذلك، من عوائق تتمثل في الوضع الذي تعانيه، وعسر السفر إليها، والتنقل داخلها، فضلاً عن الإقامة فيها وما يتطلب ذلك كله من رغبة واستعداد وإمكانات، إلى جانب قلة الوثائق وضياع بعضها أو تعرضها للبتر، وغير ذلك مما لا يشجع على خوض غمار مثل هذا المجال، رغم كبير أهميته وعظيم جدواه.
والحق أن من يطلع على تاريخ هذه الأقاليم وما كان لها على الصعيد العربي الإسلامي، لَتأخذه الغيرة عليها بعد ما آلت إليه، أمام الزحف الأوروبي ؛ مما يحث على ضرورة تقوية الأواصر وتمتين عرى التعاون معها، عبْر مختلف الميادين، وخاصة منها الثقافية والاقتصادية ؛ مما قد يزيل العوائق الفكرية والنفسية، ويخفف من أثر الحواجز الحدودية التي حاول الاستعمار فرضها للفصل بين الشمال والجنوب، ولإيجاد كيانات وهمية عميلة له.
وذلكم ما ينهض به الأخ الكريم الأستاذ الدكتور الهادي المبروك الدالي، المدير العام للمعهد العقائدي التابع لأكاديمية الفكر الجماهيري بالجماهيرية الليبية الشقيقة. فقد اختار لدراساته وبحوثه أن ترتبط بهذا الحقل العلمي، على ما فيه من صعوبات، في تحمل لها بجد وصبر ومثابرة. من ذلك أنه رحل مرات عديدة إلى معظم هذه البلاد، وأقام فيها، وزار قبائلها، واحتك بأهلها، وتعرَّف إلى أعلامها من سياسيين وعلماء وغيرهم، واطلع في مكتباتها الخاصة والعامة على ما تضمه من نفائس المخطوطات وغميس الوثائق ؛ إلى جانب التقاطه للروايات الشفوية.
وتسنى له بذلك أن ينجز حولها دراساته الجامعية، وأن يصدر مؤلفات توثيقية نفضت الغبار عن أخبار تلكم القبائل، على نحو ما كتب عن البرابيش والفلان والهوسا والطوارق، وكذا عن الإمبراطوريات التي قامت فيها، كإمبراطورية سنغاي. كما نشر بحوثاً عامة عن "إفريقيا ما وراء الصحراء"، وعن بعض ممالكها الإسلامية، كمملكة غانة ومالي الإسلامية التي كانت لها علاقات متينة مع ليبيا والمغرب الأقصى، في اهتمام بالحواضر التي عرفت ازدهاراً كبيراً، كتَمْبكْتُو، وجاو، وكوبر، ومينو، وغيرها.
وفي هذا السياق، أود ألاَّ أغفل الإشارة إلى السلسلة الغنية التي تناول فيها التاريخ الثقافي لهذه المناطق، في علاقتها بأقاليم الشمال ؛ إذ كتب عن عاداتها وتقاليدها، وعن تراثها وإبداعاتها، وعن علمائها ومؤلفيها، من أمثال أحمد بابا التمبكتي، ومحمد أقيت، وأحمد الأرواني، وما كان لهم من رحلات، كرحلة أبي سالم التكروري، وغير ذلك مما يكشف النقاب عن أصالتها، وعن الدور الذي قامت به في خدمة الإسلام واللغة العربية التي يقول عنها الزميل الفاضل السيد الدالي في بعض دراساته، إنها كانت سابقة على الفتح الإسلامي وممهدة له ؛ إلى جانب اللغات واللهجات المحلية التي توسلت في كتابتها بالحرف العربي.
** ** **
ويعتبر هذا السفر الجليل الذي يسعدني أن أقدم له، سابع أسفار تلكم السلسلة. وهو يندرج في نطاق الرحلات التي وضعها علماء ينتمون إلى هذه الأقاليم. ويتعلق الأمر برحلة كتبها الشيخ محمد محمود الأرواني، المنسوب إلى مدينة أروان الواقعة شمال تمبكتو، والبعيدة عنها بحوالي خمسين ومائتي كيلومتر. وهي بعنوان: "الترجمان في تاريخ الصحراء والسودان وبلاد تنبكت وشنجيط وأروان في جميع البلدان".
وقد قام العلامة السيد الهادي المبروك الدالي بتحقيق نصها، وإنجاز دراسة تمهيدية له بدأها بتحرير ترجمة لمؤلفها الأرواني الذي ولد سنة عشر وتسعمائة وألف، ونشأ في بيئة علمية أتاحت له ثقافة عربية إسلامية موسوعية، مكنته من التصدي للتدريس، واعتلاء منصب القضاء في تمبكتو، ووضع مؤلفات كثيرة في التوحيد والفقه وتفسير القرآن الكريم واللغة والنحو والأدب وغيرها من العلوم المتداولة يومئذ. وكان صاحب مكتبة غنية نقلها من بلدته أروان إلى تمبكتو، قبل أن تلحقها حكومة مالي بالعاصمة باماكو. وتسنى له أن يقوم برحلات متعددة إلى الأقطار المغاربية وغيرها من البلدان العربية، قبل أن ينتقل إلى رحمة الله عام ثلاثة وسبعين وتسعمائة وألف.
ومن جوانب أهمية هذه الرحلة، ما تزخر به من معلومات متصلة بأروان وتمبكتو والقبائل العربية التي عاشت فيهما كالبرابيش، ومن كان فيهما من ملوك وحكام، مع ذكر الحروب وما إليها من الوقائع والأحداث التي عرفتها هذه الأقاليم ؛ في عناية خاصة بوفيات الأعلام، وتتبعها حسب السنوات والأعلام، وغير ذلك من الفوائد التاريخية والاجتماعية.
ومع ذلك، فقد أُخذ على المؤلف الرحالة ميله القوي إلى الاحتلال الفرنسي لهذه البلاد، في إبراز لفائدته الكبرى التي "لا يعقلها إلا العالمون" وفق ما ذكر في فصل خاص بهذا الموضوع. وقد وقف المحقق عند هذه القضية، وكتب هوامش على ما حرره المؤلف الأرواني، تظهر موقفه الرافض لما جاء به صاحب الرحلة. ولعل هذا ما جعله يستغفر له ويسوق الأبيات المشهورة التي تنصح الإنسان ألاَّ يكتب إلا ما يسره يوم لقاء ربه.
هذا، وقد اعتمد المحقق في إخراجه للكتاب على نسخة المؤلف التي رجع إلى صورتيها الموجودتين في مركز أحمد بابا التمبكتي، ومركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية. ولا يخفى أن مما يزيد
في صعوبة التعامل مع أي نص عدم توافر نسخ له مساعدة، وإن كانت النسخة المعتمدة في هذا التحقيق تعتبر أصلاً للكتاب، طالما أنها منسوبة للمؤلف.
وإذا كان المحقق لم يتمكن بسبب ذلك من أن يقوم بمقابلات أساسية لإخراج النص، وإن تدخل فيه أحياناً لتصويب بعض الأخطاء، فإنه قد أغناه بهوامش مستفيضة علق بها على الأعلام البشرية والجغرافية والفقهية والاجتماعية وغيرها مما لم يكن من السهل القيام به. وكان من الممكن أن يزيد في غناه، لو أنه ذيل تحقيقه ببعض الفهارس الميسرة للاستفادة من المتن، وخاصة فيما يتصل بالأعلام التي تكمن في إيرادها أهمية له.
أما بعد، فإني أود أن أجدد التعبير عن فائق سعادتي بقراءة هذا الكتاب القيم بنصه وتحقيقه، وأن أعرب عن عميق تقديري للصديق العزيز البحاثة الكبير الأستاذ الدكتور الهادي المبروك الدالي، ولمشروعه الهام الذي وفقه الله للنهوض به ومواصلة إنجازه ؛ مع تقديم خالص التهنئة وصادق الدعاء له بدوام التوفيق واطراد السداد.


والله من وراء القصد.


الرباط في 29 ذي القعدة 1428ﻫ
الموافق 10 دجنبر 2007م

الأربعاء، 14 مارس 2012

أبو الخطاب ابن دحية الكلبي السبتي: الحافظ الرحال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان: أبو الخطاب ابن دحية الكلبي السبتي: الحافظ الرحال
المؤلف: أنس وجاج
المحقق:
الناشر: الرباط :مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث ,2010
الوصف: 1 مج. (190 ص.) ;17 سم
رمز الوثيقة:
التحميل: من هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صدر عن مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء-الرباط كتاب أبو الخطَّاب ابن دحية الكلبي السبتي: الحافظ الرَّحَّال(ت633هـ)، تأليف د. أنس وجَّاج، سلسلة مشاهير علماء الغرب الإسلامي(3)، الطبعة الأولى: 1431هـ/2010م، في كتيب صغير يتكون من (190 صفحة).
يتصّل هذا البحث بسلسلة البحوث العلمية التي تعنى بالتعريف والاحتفاء بمحدثي الغرب الإسلامي الذين لم يحظوا حتى الآن بالقدر الكافي من البحث والدّرس سواء فيما يتعلق بسيرهم الذاتية أو جهودهم العلمية.
وما من شك في أن هذا التوجه لا يزال في حاجة إلى كثير من أهل الحرص من الباحثين، ينهضون لتمكينه وإتمامه حتى نبرّ بعلمائنا الأسلاف، ونتمكن من كشف القناع عن بعض عطائهم ومجهودهم في دائرة العلوم الإسلامية بعامة، والحديث وعلومه بخاصة،سواء في المغرب أو المشرق.
ويعد الحافظ أبو الخطاب ابن دحية السبتي من أبرز المحدثين المغاربة الذين هاجروا إلى المشرق خلال القرنين السادس والسابع الهجريين، واختاروا المقام هناك، ورُزقوا التقدم في الحديث على أهل تلك البلاد، واستطاعوا أن يردوا دين المغرب والأندلس للمشارقة.
وفي إطار الرسالة العلمية والثقافية المنوطة بالرابطة المحمدية للعلماء سعى المؤلف إلى إخراج هذا البحث المركز في التعريف بهذا الحافظ، مستخلصا فيه سيرة موجزة عنه، ومنتخبا فيه ما رآه منسجما مع الآفاق الموضوعية المرجوة من التعريف، وقد اكتفى فيه بالإجابة عن مجموعة من الأسئلة المحددة لمدخلات البحث في علاقة المترجم بالحديث وعطائه فيه، مع استطراد نسبي في الحديث عن رحلات المترجَم العلمية المتعددة التي أهلته ليكون حافظ العصر ويتولى مشيخة الكاملية التي تعتبر أهم مدرسة حديثية وقتئذ.
ومخرجات هذا البحث تطمح إلى تقديم ابن دحية للدارسين مثالا لعطاء المحدث المغربي الأندلسي في المشرق، وتقديم صورة ناصعة وافية عن حياته وسيرته العلمية، مع إبراز بعض المعطيات النفيسة المتصلة بالمدرسة الكاملية الدِّحْيَوية الحديثية، وذلك في سياق تسلسلي موضوعي يعتمد القصد والاختصار.
والمؤلف يعتبر هذه الدراسة مولودا علميا جديدا في سياق تحقيق التوصيات العلمية التي أكدها في أطروحته مع ابن دحية منذ سنين، توصيات تنسجم كلّيا مع أهداف سلسلة مشاهير علماء الغرب الإسلامي التي يعنى بإخراجها مركز الدراسات والأبحاث بالرابطة، ويبقى الكتاب في صيغته الراهنة محاولة علمية تتسع لمزيد تتبع واستدراك.



استيبانيكو الأزموري- مغامر مغربي في أرض الهنود الحمر - أبكر رحلة شرقية إلى أميركا 1539

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان: استيبانيكو الأزموري- مغامر مغربي في أرض الهنود الحمر -
أبكر رحلة شرقية إلى أميركا 1539
المؤلف: سعيد بن حدو الأزموري
المحقق: حققها وقدم لها د. مصطفى وعراب
الناشر: دار السويدي للنشر والتوزيع ـ أبو ظبي ـ
(2009)
الوصف: 
رمز الوثيقة:
التحميل: من هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مغامرة إستيبانكو في أرض الهنود الحمر
من أزمور إلى أريزونا
أول رحلة شرقية إلى أميركا الشمالية 1539
مصطفى واعراب (المغرب)
---------------------------------
يعيد هذا الكتاب، استناداً إلى عشرات الوثائق الأميركية، بناء رحلة فريدة من نوعها، هي رحلة أول إنسان اسود من شمالي إفريقيا إلى أميركا الشمالية سنة 1539. ففي سنة 1513 بعيد الاحتلال البرتغالي لمدينة أزمور المغربية وقع كثير من المغاربة في الأسر وبيعوا في أسواق النخاسة بشبه الجزيرة الأيبيرية. كان بينهم فتى أزموري اشتراه أحد نبلاء البلاط الأسباني، وعمده باسم نصراني "استيبانيكو" أو استيبان الصغير، ليصير عبده و وصيفه و خادمه الشخصي.
وفي صيف العام 1527 أوفد الإمبراطور شارل الخامس بعثة استكشافية إلى العالم الجديد، قوامها 600 مغامر كان استيفانكو الأزموري واحداً منهم وهدفت البعثة استكشاف أدغال شبه جزيرة فلوريدا تمهيدا لاستيطانها. تعرضت البعثة لمحن وكوارث، ولم ينج من أفرادها إلا أربعة أشخاص، كان الأزموري أحدهم.
الكتاب يروي حكاية هذا المغامر كأول أجنبي تطأ قدماه أراضي جنوب الولايات المتحدة الحالية، ويتصل بحضارة الهنود الحمر (زوني) ويعبر ما يسمى اليوم بأريزونا، وتكساس، ونيو مكسيكو.
وقد منحت جائزة ابن بطوطة لهذا الكتاب وعومل معاملة مخطوط قديم، لكونه عملاً يمزج ببراعة بين الوثيقة التاريخية والمخيلة الأدبية، ويعيد، بلغة مشوقة، تركيب سيرة هذا الشاب الشمال إفريقي في أول محاولة عربية لكتابة السيرة المجهولة لاستيبانيكو الأزموري، وهو عمل رأت فيه لجنة التحكيم كشفاً عن سلف رائد خرج من بيئة عربية إسلامية، كتبت عليه ظروف لم يخترها أن ينال شهرة أمريكية لم يسع وراءها، و يظل في وطنه المغرب غريب الاسم والقبر قروناً خمسة هي عمر وقائع قوضت نهضة الأندلس، وافتتحت مكانها حضارة الغزو والإبادة التي صنعت أميركا.




سعيد بن حدو الأزموري - استيبانيكو - ابن الشمس


حكاية سعيد بن حدو الأزموري
ابن الشمس الخالد
استيبانيكو
إعداد:
شعيب حليفي


أصبحت المعلومات حول سعيد بن حدو - استيبانيكو جزءا من السيرة المختصرة المتداولة وفي كل مرة تضاف معلومات قليلة، وهي كفيلة بإغراء الباحثين والمبدعين من المغرب وأمريكا والبرتغال واسبانيا للمزيد من تقصي آثار رحلة تجمع كافة مكونات التحول الذي كانت أوربا تسير في اتجاهه
ـــــــــــــــــــ
حوالي سنة 1503ولد سعيد بن حدو بمدينة أزمور والتي كانت تشكل إلى جانب سهول أخرى شريطا غنيا على نهر أم الربيع وساحل المحيط الأطلسي.كما اشتهرت أزمور بوفرة سمك الشابل الشهير والذي كانت تُحمل منه عدة سفن إلى مملكة البرتغال.
ــــــــــــــــــــــ


في العام 1513 سقطت مدينة أزمور في أيدي جيش ملك البرتغال. وبين عامي 1520-1521 ضربت البلاد مجاعة دفعت بالأهالي إلى بيع أبنائهم. وبيع سعيد بن حدو إلى برتغالي ورحل إلى أوروبا، على متن أحد المراكب الخمسين التي كانت تغادر ميناء أزمور يومياً محمّلة بالعبيد.


في كاديس اقتنى أندريس دورانتيس الشاب المغربي الأزموري الذي نسب إليه فيما بعد، ليحمل اسم إستبيان دي دورانتيس. رحل أندريس دورانتس القشتالي مع عبده إلى العالم الجديد بحثاً عن الذهب والثروة والشهرة. وهناك في جزر الكاريبي المستعمرة الإسبانية توطّدت علاقة العبد بسيده الذي بات قائداً لفيلق مشاة، مما فتح له ولعبده الأزموري باب المشاركة في أول حملة استكشافية لمناطق فلوريدا الحالية، والمناطق العذراء التي تزخر بالذهب والحجارة الكريمة في مخيّلة الكونكيسادوريس الأسبان والبرتغال.
ــــــــــــــــــــــ


ضمّت أول حملة استكشافية للمناطق المسمّاة حالياً بولاية فلوريدا في العام 1527 حوالي 400 رجل، لم يصمد منهم أمام الجوع والعطش والمرض وسهام الهنود سوى أربعة رجال، كان قائدهم إستيفانيكو المغربي (الأزموري).


انطلقت الحملة في العام 1527 بقيادة بانفيلودي نارفاييز الذي خدم العرش الإسباني لمدة عشرين عاماً ولعب استكشاف إستفانيكو دوراً محورياً في اكتشاف جنوب ولايات المتحدة الحالية، ومات هناك في مدينة سيبولا الأسطورية، إحدى مدن الذهب السبع لدى الهنود الحمر. يعتبر إستفانيكو أول أجنبي وطئت قدماه أرضها. وقد عين الملك كارلوس الأول، القائد نارفاييز حاكما اسبانيا على ولاية فلوريدا المفترضة، وشاءت الأقدار أن تواجه سفن الحملة المتوجهة إلى نهر ميسيسيبي عواصف قوية حطمت إحدى البواخر وألحقت الأضرار بالأخريات مما اضطر البعثة إلى قضاء فصل الشتاء في كوبا .


في شهر فبراير من عام 1528 انطلقت سفن الحملة الأربعة الأصلية بالإضافة إلى أخرى خامسة اشتراها ( بانفيلو دي نارفاييز) لكن الحملة واجهت الأعاصير قبل الرسو يوم 12 ابريل من نفس السنة في فلوريدا ،وبالضبط من شمال خليج بامبا حيث لمح هنود حمر- وكانوا إحدى قبائل الصيادين- السفن الخمسة والأربعمائة رجل تنزل علي اليابسة برفقة جيادهم الاثنين والأربعين ،فاهدي السكان الأصليون للوافدين الجدد سمكا وطرائد برية عربونا على المسالمة قبل أن يتبخروا في جنح الليل مخلفين شباك صيدهم التي عثر بها رفاق سعيد بن حدو (استيفانيكو ) على قطع ذهبية مما كان عربونا حاسما على وجود الذهب بوفرة في هذه المناطق.
انقسم أفراد الحملة إلى قسمين القسم الأول سيظل في عين المكان يحرس السفن الخمس والقسم الثاني سيحمل راية العرش الأسباني ليكتشف اليابسة بحثا عن مناجم الذهب. هكذا انطلقت رحلة ثلاثمائة رجل داخل فلوريدا. رجال يقودهم ذي نالافاييز نفسه. لكن الواقع المرعب لهذه الرحلة جعل القائد يقرر الرجوع إلى خليج بامبا للعودة في مراكبه والفرار من موت أكيد؛ لكن المفاجأة الكبرى انه لم يجد مراكبه وفريقه الأول الذي تركه على الساحل والذي فر إلى المكسيك هروبا من ارض أحسوا بعدوانيتها تجاههم.


لم يتبق خيار أمام القائد ورجاله سوى إنقاذ أنفسهم وذلك بصنع قوارب بديلة للرحيل ،فعمد استفانيكو ومن معه الى بناء قوارب مسطحة بمواد بدائية مما توفر لهم وظلوا يعملون طوال ستة أسابيع حتى لم يبقى لديهم سوى حصان يتيم لأنهم كانوا يقتاتون من لحومها، وحينذاك قاموا بخياطة قمصانهم لتصبح أشرعة وأبحروا. سار سعيد بن حدو مع سيده دورانتيس وحوالى خمسين رجلا من ضمنهم الونزو ديل كاستيو مالدونالدو على نفس المركب المسطح. لكن بعد يوم او يومين تعفن الماء المخزون في القِرب المصنوعة من جلد الجياد ،ولم يعد في حوزتهم سوى قليل من الشعير لسد الرمق. ظلت مياه الميسيسيبي تتلاعب بهم وتهددهم بالموت وهم يعانون الجوع والعطش وحرارة الشمس ؛لكن حظهم كان أفضل من حظ الآخرين الذين غرقت قواربهم –باستثناء واحد كان يقوده( كابيزا دي فاكا).


التقى الناجون من ركاب القاربين وعددهم ثمانين فردا من ضمنهم قائد الحملة بانفيلودي نارفييز في شاطئ تكساس .بجزيرة أطلقوا عليها اسم ((مالهادوا)أي التعاسة ،في حين تمكن مركبان من السير على سواحل لويزيانا طيلة أربعة أيام لكن زوبعة عنيفة فرقتهما وانتهى أمر مركب الأزموري إلى جزيرة "كاليفسطون "وكان ذالك في 1528اما الباقون فذهبوا ضحية الجوع والعطش أو قتلوا على يد الهنود .لم ينج سوى أربعة منهم الأزموري.


أخذ الهنود الأزموري ورفاقه الثلاثة .عامل السكان الأصليون الأربعة بطيبوبة ،حيث بقوا أسرى خمس سنوات،وفي شهر ابريل 1534قرر الأربعة وهم :استيفانيكو،دورانتيس،كاستيو،كابيزادي فاكا الفرار منتهزين فرصة غياب أهل القرية لتنطلق رحلة جديدة للرجال الأربعة من جديد،من الشرق إلى الغرب عبر تكساس وفلوريدا واتفق أن عالج الأربعة بعض الهنود المرضى مرتلين بعض الأدعية باللغة اللاتينية.كما انقدوا من الموت أحد المرضى .ليفقدوا من زاوية نظر البويبلوس صفة الغزاة الغرباء وينالوا لقب أبناء الشمس ،وقد ساعدهم في ذلك إتقان استيفانيكو المغربي الأزموري لست لهجات محلية على الأقل وربطه لمجموعة علاقات أهلته للحصول على التواصل والانسجام مع الهنود .


وفي 1535 توجه الأربعة محور المكسيك فقطعوا بلاد تكساس وعبروا النهر الكبير وقد شاع خبر معجزات الأسود والبيض الثلاثة في إنقاذ الناس من الموت مرضا .فبدأت قوافل الهنود ترافقهم من قرية إلى أخرى وتهديهم الأكل والشراب وجلود الغزلان وأغطية القطن ولالئ المرجان وقطع الفيروز والزمرد ومنحوتات نحاسية. هكذا تصف رسالة من تلك الحقبة سعيد بن حدو خلال رحلته الأولى هذه إلى فلوريدا: " أعضاؤه ضخمة مزينة بنياشين الزهر والأجراس، أما صندوقه الكبير فكانت التمائم تملؤه . ترافقه العديد من نساء الهنود اللواتي أهدتهن القبائل له ".


وتضيف رواية أخرى انه كان يزين رأسه بريشة قصيرة مرصعة بالجواهر أهداها له أحد زعماء الهنود، ويحمل معه دائما شيئا طبيا ". ذاع صيت الرجال الأربعة لدرجة أن من عجزوا عن علاجه، يُمسخ في نظر الآخرين ويصبح لعين "أبناء الشمس "لان القدر انتقم منه.


التحق استفانيكو بالحامية العسكرية الأسبانية المتواجدة في مرسى سان – ميغل دي كوليكان الذي سينطلقون منه للوصول إلى العاصمة المكسيكية. وأخبروا ممثل الملك الأسباني أن هناك مدنا ذهبية أهمها مدينة سيبولا الأسطورية بل إن استفانيكو أكد رؤيتها بعينه ،وهو ما أدى بنائب الملك الأسباني في المنطقة إلى تعيينه ضمن حملة أخرى ستنطلق في عام 1539 تحث قيادة المبشر الراهب الفرنسيسكاني فراي ماركوس لاكتشاف مدن الذهب سيكون مرشدها هو الأزموري.


انطلقت الحملة في شهر فبراير من سنة 1539 وانقسم أفرادها كالسابق إلى قسمين إلا أن هذه المرة تقدم فريق يقوده استيفانيكو، وبقي القسم الثاني يقتفي اثر القسم الأول والذي يتزعمه الراهب. وكان استيفانيكو ابن ازمور يخبر رئيسه باكتشافاته عن طريق رسل يحملون صليبا يدل حجمه على اقترابه من مدن الذهب الأسطورية. ونظرا لشهرة استيفانيكو التي اكتسبها في رحلته الأولى وجعلته ابن الشمس القادر على علاج المرضى. فقد رافقه المئات من الهنود ليرشدوه إلى أكبر وأشهر مدن الذهب السبع الأسطورية وهي مدينة سيبولا .


تقول وثيقة اسبانية تاريخية تعود إلى سنة 1540 " بعد أن انفصل استيبان –استيفانيكو-عن الراهب. ظن انه باستطاعته الاستحواذ على شرف اكتشاف مدن الذهب بمفرده وان ذلك سيجعل منه رجلا شجاعا ومقداما في نظر الآخرين. هكذا فقد ترك مسافة كبيرة بينه وبين باقي أفراد البعثة. وحل في سيبولا رفقة الهنود... وصل استيفانيكو إلى سيبولا محملا بكمية من أحجار الفيروز الكريمة التي أهداها له البويبلوس. بالإضافة إلى عدد هائل من النساء الجميلات التي وهبه إياها الهنود المرافقون له. وقد كان هؤلاء يلتحقون بركبه كلما عبر قبيلة معتقدين انه سيحميهم من كل الأخطار.


لكن سكان سيبولا كانوا أكثر ذكاء من أبناء فصيلتهم المرافقين للمغربي. ولهذا فرضوا عليه الإقامة الجبرية في كهف خارج المدينة .واستنطقه حكماؤهم وشيوخهم لمدة ثلاثة أيام لمعرفة أسباب وفوده عليهم قبل أن يجتمعوا لتقرير مصيره. قال استفانيكو لمستنطقيه بأن رجلين من البيض سيلتحقان به وبأنهما موفدان من طرف نبيل يعرف ما في السماوات وأضاف بأن الراهبين مكلفان بتلقين الهنود أصول الدين .


لم يصدق زعماء سيبولا المغربي وظنوه جاسوسا لقبيلة تريد غزو أراضيهم كما لم يتقبلوا أن يكون رسول البيض ذو بشرة سوداء. إضافة إلى كل هذا أغاضتهم طلباته المتكررة بالحصول على الفيروز والنساء فقرروا قتله. وهذه هي الرواية الاسبانية لنهاية سعيد بن حدو.


لهنود المنطقة روايات أخرى مغايرة يرددونها حول مقتل سعيد الأزموري. تقول إحدى الروايات الخاصة بقبيلة تسمى زوني التي تعتقد أن البومة طائر الموت ونذيره لأن جِرابه الطبي كان مصنوعا من ريش البوم فرأى الأهالي في ذلك نذير شؤم وقرروا قتله. كما أن هناك رواية مشابهة تقول بأن الأزموري أرسل إلى صاحب مدينة - سيبولا - رسولين حاملين آنية تحتوي على بعض الخيوط وريشتين، واحدة بيضاء والأخرى أرجوانية اللون .ولما مثل الرسولان أمام صاحب المدينة وقدما له الآنية رماها أرضا حينما شاهد محتواها وأمر الرسولين بالرجوع من حيث أتيا وانذرهما بأنه سيقتل جميع أصحابهما إن هم دخلوا المدينة. لكن الأزموري تجاوز هذا الأمر واقترب من المدينة فأُلقي القبض عليه هو وأصحابه. وفي اليوم التالي حول الأزموري الفرار مع رفاقه غير أن حماة المدينة طاردوهم وقتلوا عددا منهم وسقط الأزموري بعد أن أصابه هو الآخر أحد السهام .


وتقول رواية أخرى أن زعيم قبيلة سيبولا أمر بقطع أطراف استيفانيكو وأرسل قطعة منها إلى زعماء القبائل حتى يتأكدوا بان المغربي مجرد إنسان وليس ابنا للشمس . الرحالة المغربي سعيد بن حدو
في ندوة بمدينة ازمور


التثاقف وتقاطعات الخيالي والواقعي




على نهر أم الربيع ووسط جو ممطر سرعان ما تراجع لتشرق شمس تدفئ لحظة نادرة في حياة مدينة أزمور المغربية. لحظة لقاء ثقافي يستعيد رمزية رحلة شخصية مغربية ، شاب في أقل من العشرين من عمرهأسمر اللون لم يستطع الحياة ولم يعد أمامه إلا الهلاك جوعا ومرضا، خلال سنتين من المجاعة القاتلة وفي ظل احتلال برتغالي أدهشه السهل والنهر والبحر والشابل، بيع سعيد بن حدو إلى برتغالي سيحمله ليبيعه بدوره الى مغامر اسباني. ثم تبدأ رحلاته إلى أمريكا بأريزونا، وتكساس، ونيو مكسيكو، ما بين سنة 1527 الى السنة التي سيقتل فيها 1540.


بقاعة بلدية أزمور، في صبيحة يوم السبت31 يناير2009 افتتح شعيب حليفي أشغال اللقاء الذي نظمه مختبر السرديات والجمعية المغربية للبحث في الرحلة وبتعاون مع بلدية أزمور فتحدث عن أسئلة هذا اللقاء حول رحلة سعيد بن حدو /استيبانيكو الأزموري والسياق الثقافي والحضاري وهو ما يعزز رغبة الجميع في جعل اللقاء تمهيديا للقاء دولي سيلتئم في ربيع 2011 بمشاركة باحثين من فلوريدا وأريزونا والبرتغال واسبانيا والمغرب للوقوف على تقاطعات الحضارات وعلى التخييل الذي يصبح إرثا مشتركا يبني هوية إنسانية.


تناول الكلمة بعد ذلك السيد عبد اللطيف البيدوري باسم بلدية أزمور، مذكرا بالدور الإشعاعي للمدينة، وخصوصا في انفتاحها على الجانب الثقافي منذ سنوات التسعينات؛ إذ فتحت أبوابها لمختلف أرباب الفنون، وأعرب عن أمله في أن تسترجع المدينة ذلك التألق، وهنا أشار إلى أن البلدية تثمن مثل هذه اللقاءات العلمية. ثم تلاه تدخل بعد ذلك رئيس الجمعية المغربية للبحث في الرحلة الأستاذ عبد الرحيم مؤدن، مشيرا إلى أن هذا اللقاء هو في عمق اهتمامات الجمعية التي تكرس أنشطتها للبحث في جنس الرحلة الغني بتقاطعاته النصية والحضارية والخطابية، تماما كما هي شخصية استيبانيكو الذي ظل مجهولا لدى المثقفين، بالرغم من أنه بقي محافظا على هويته وإنسانيته، معبرا عن امتلاء تجربة سفر لم يختره.


انطلقت جلسة الورقات المقدمة بمداخلة عبد الرحيم مؤدن وقد ركزت على كون رحلة الازموري في هذا التركيب لوقائع هذه حياته المثيرة، نلمس تشظيات رحلة استيبانيكو التي تشكلت من رحلات عديدة على الشكل التالي:


- رحلة الغربة والاغتراب بعد اقتلاعه من الأرض )الوطن( والقذف به في المجهول أو ما يسمى ب"العالم الجديد" لتركيز النفوذ البرتغالي ب " جزيرة فلوريدا" التي شيدت – كما تردد على الألسنة- من الذهب وأحجار الماس والزمرد وأبوابها صنعت من الخشب الثمين، وسمرت بمسامير من الذهب الخالص، وزخرفت بقطع من الحجارة الكريمة.


- رحلة الانتقال من الإنسان إلى الأسطورة، الانتقال من سلالة البشر إلى سلالة أبناء الشمس، أو سلالة الآلهة التي مجدها الهنود الحمر، بعد أن، ساهم استيبانيكو ومن بقي معه، وبمحض الصدفة، في علاج بعض الهنود الحمر من أمراض مميتة! - وانضواء النص تحت إطار الرحلة، برا وبحرا، يسمح بقراءته من مداخل مختلفة سواء كانت معرفية مست الحقيقة أو الوهم، الواقع والأسطورة...


وقد يقرأ النص، أيضا- يقول عبد الرحيم مؤذن - من منظور الإثنوغرافيا الوطنية وبالإضافة إلى هذا وذاك، قد يقرأ النص من موقع الحكاية، بحكم ارتباطه بأدب المغامرات الذي يحقق المتعة والإمتاع مادام القانون المتحكم في بنائه هو الإجابة عن سؤال: ماذا حدث؟ وليس كيف حدث؟
وختم عبد الرحيم مؤدن ورقته بمقارنة طريفة بين الأزموري والحسن الوزان /ليون الإفريقي والقواسم المشتركة بينهما وقد تجسدت في:


1- تدمير إسم العلم لكل من الشخصيتين. فالحسن الوزان يصبح "ليون الإفريقي"، و الأزموري" يصبح "استيبانيكو" .


2- تعميد كل منهما من قبل الصليب، أي من قبل مرجعية ثقافية، مغايرة للمرجعية الأصل مع احتفاظ كل منهما، بهويته الدينية والثقافية، سرا إلى اللحظة الأخيرة من العمر.


إنها مرحلة بداية نفي الآخر من خلال منظور التفوق الدموي، والسيادة العسكرية، والتحكم الرأسمالي، في العالم الذي لا ينضوي تحت إطار الغرب. وتحويل كل من الشخصيتين إلى مجرد وسيلة للوصول إلى الذهب [الثروة]..وهذا - في رأي الباحث - مرتبط بلحظات التحول الاستعمارية التي لم تعد ترى في العالم إلا الصوت الواحد، والسلطة الواحدة، والعلم الواحد.


الورقة الثانية قدمها الحبيب الدائم ربي بعنوان "متخيل المتخيل في رواية "تاسانو لسعيد علوش "،في نفس محور تمثلات الروائيين المغاربة لرحلة استيبانيكو ، معلقا أن الرواية تقوم على تخييل مؤسس على وقائع لا يمكن التأكد من صحتها، وذاك ما يعني أن الحكاية مبنية على أنقاض حكايات أخرى، وما يعني كذلك، وهذا هو الأهم، تجلي مبدأ تناصي، قائم على حوارية النصوص، ومنبن عن رواية الرواية، التي كانت أشبه بفسيفساء من الحكايات لصوغ أسطورة تسانو المتحقق في التاريخ، وقد جعلت هذه الدينامية السرد يتراجع لاستجماع الأمكنة والأزمنة والخطابات والأحداث والتفاصيل في الرواية، حالت دون القبض على صورة واحدة لاستيبانيكو.


إن رواية "تسانو" - يقول الحبيب الدايم ربي- تصنع متخيلا يجمع بين الممكنات السردية، ممكن سردي قائم وآخر مفترض، إنها كتابة مختلفة قوامها البحث عن المختلف، وجوهر الاختلاف ذاك جعلها تتطلب أكثر من فعل قرائي؛ حتى تتم مقاربتها من زوايا متعددة.


استمع الحاضرون بعد ذلك إلى مساهمة(باللغة الفرنسية) للأستاذة سميرة دويدر بعنوان: " ابن الشمس، أوديسا استيبانيكو الأزموري" قدمت من خلالها قراءة في رواية حمزة بن إدريس العثماني: "ابن الشمس (Le fils du soleil)" ذاكرة أن جنس هذه الكتابة يتموقع بين الواقعي والتخييلي، هدفه التعريف بهذه الشخصية في اختلافها المتناهي عن الآخرين.


لقد كان استيبانيكو في الرواية، وربما في الواقع أيضا ،محط اهتمام وإثارة إناث الهنود الأمريكيين بفعل فتنة الجسد واللون. هذه كانت أولى قسمات السارد عن شخصية استيبانيكو، إضافة إلى أخرى كان أهمها أنها شخصية منفتحة؛ تريد التعرف على ثقافة الآخر، والتقرب منه، حيث تعلم استيبانيكو لغة الهنود الحمر؛ مما اكسبه شعبية كبيرة بينهم.


كما يبدو بين مرافقيه رجلا مبادرا، ومتحملا أداء مجموعة من المهام. هكذا يستثمر حمزة بن إدريس هذه الشخصية في روايته، ويتعالى بها إلى الشخصية المثالية دون نقائص أخلاقية. وحده الموت في مدن سيبولا الذي وضع حدا لهذه الأسطورة.


إن كل هذه الأشياء جعلت من الرواية كتابا جديرا بالقراءة والاهتمام.
جاء بعد هذه المساهمة دور الصحفي الفرنسي ميشيل أمنكوال الذي قدم ورقة أعاد فيها سرد السيرة المختصرة للأزموري بأسلوب مبسط ومشوق، معرفا باستيبانيكو وبمسار رحلته، وذاكرا أن لهذه الشخصية دور حضاري، إذ يجمع بين قارات وديانات وثقافات ولغات ثلاث: إفريقية وأوروبية وأمريكية. وهذا الدور التاريخي لمغربي من رجال القرن السادس عشر يحتم على المغاربة أن يعتزوا بتاريخهم؛ إذ هناك من بني جلدتهم من قدم أشياء كثيرة للتاريخ الإنساني، منهم استيبانيكو الذي كان أول مغربي عبر المحيط الأطلسي إلى ضفة الهادي. وسمي ابن الشمس لأنه ولد حيث تشرق الشمس.


آخر مساهمة كانت للأستاذ أحمد لمشكح الذي ذكر أنه كان أول من أشار في المغرب إلى هذه الشخصية وعرف بها، وكان ذلك منذ التسعينات من القرن الماضي؛ عندما كتب مقالة عن شخصية هذا الرحالة الأزموري.
كما أشار أحمد لمشكح إلى أهمية مدينة أزمور، وضرورة ربط علاقات مع المؤسسات الثقافية بالبرتغال على الخصوص لتوثيق التاريخ المشترك، خصوصا أن هذه الدولة تتوفر على أرشيف أزموري جد مهم.
وقال: "أتمنى أن يكون هذا اللقاء العلمي للنبش في شخصية استيبانيكو بداية لتنمية أزمور التي يجب أن تراهن على الرأسمال الثقافي."
لينهي مساهمته بسؤال حالم: استيبانيكو ابن الشمس، والشمس روح، فهل يمكن أن تكون أزمور هي روح العالم ؟


ثم جاءت إضافات في الموضوع ساهم بها عدد من الحضور، كما كان لحضور البعد الرمزي في هذا اللقاء نكهة فنية تجلت في اللوحة التي أهدتها الجمعية المغربية للبحث في الرحلة لبلدية أزمور وهي تمثل صورة زيتية لاستيبانيكو . وسط حضور مميز لفنانين تشكيليين من أبناء المدينة.


وقد انتهى هذا اللقاء العلمي الهام باستصدار توصيات الملتقى، تلاها شعيب حليفي وهي:


توثيق تراث المدينة، وتوثيق كل ما كتب عن استيبانيكو.
ربط علاقات ثقافية مع مؤسسات أجنبية تهتم باستيبانيكو وبتراث أزمور.
عقد ندوة دولية في ربيع 2011 حول استيبانيكو، بمشاركة باحثين من البرتغال وأمريكا وإسبانيا والمغرب.
المطالبة بإنشاء مركز ثقافي تاريخي بمدينة أزمور.
حكاية أول مغربي وصل إلى القارة الأمريكية.




جريدة المساء -
كان الأزموري أول رجل، من خارج قبائل الهنود، يكتشف المكسيك الجديدة وأريزونا بعد عبوره صحراء سونورا القاحلة. وعلى إثر ذلك، بدا أن ما عُرف بـ«مدن الذهب السبع» في «سيبولا» لم تكن سوى وحي من الأسطورة؛ إلا أن الأزموري فضل المكوث إلى جانب هنود «زوني» المجاورين، متمتعا بأرقى وضع شرفي؛ وهو الوضع الذي احتفظ به حتى وفاته الغريبة في قرية «هاويكوه» القديمة، التي تقع اليوم بالمكسيك الجديدة.


مما لاشك فيه أن الكثير من المغاربة لم يسمعوا قط باسم مصطفى الأزموري رغم أنه ليس أقل شأنا وإبهارا من سلفه ابن بطوطة.


صادفتُ اسمه قبل بضع سنوات عندما كنت ألقي درسا في موضوع اكتشاف العالم الجديد، فاكتشفت أنا وطلبتي الأزموري، المستكشف المغربي المتحدر من مدينة أزمور، تحت أسماء مختلفة من قبيل «إستيبانيكو، إستيبانو، المورو، متكلم العربية أو ستيفن الأسود». وقد كانت دهشتنا كبيرة حين علمنا بأن الأزموري قد يكون أحد أول مستكشفي فلوريدا وتكساس وأريزونا والمكسيك الجديدة. لا، بل إن الأزموري، بالنسبة إلى الكتاب والفنانين السود، على الخصوص، هو أول رجل «إفريقي» يكتشف العالم الجديد. صحيح أن الحكاية مرت عليها 5 قرون، لكنها لم تكشف عن معناها إلا مؤخرا.


وُلد في مرفأ أزمور حوالي سنة 1500. وكان مراهقا بعد عندما قبض عليه البرتغاليون وباعوه ضمن العبيد لقائد إسباني اسمه أندريس دولورانتس. وفي سنة 1527، التحق القائد وخادمه الصغير برحلة «بانفيلو دو نارفاييز» برفقة 600 بحار آخرين لاستكشاف فلوريدا والأراضي القريبة.


انطلق الأزموري الشاب، ضدا على رغبته، في تلك المغامرة الخطيرة واستطاع أن ينجو، ليس فقط من مخاطر تلك الرحلة الإسبانية، بل نجح في أن يحول وضعه الضعيف كعبد إلى وضع قوي كوسيط ومترجم ورجل سلام بين الغزاة الأوربيين وهنود أمريكا.


وقد كانت السنوات الإثنتي عشرة التي قضاها متنقلا بين الكارايبي وتكساس والمكسيك وأريزونا والمكسيك الجديدة كافية لتجعل منه أحد أكبر مستكشفي الولايات المتحدة الأمريكية الحالية، بل إن أهم الشهود الذين عايشوه، انطلاقا من كابيزا دي باكا وكورونادو إلى بيدرو دي كاستينيدا وفراي ماركوس، انبهروا بقدرته الخارقة على التكيف مع مختلف الظروف بفضل نزاهته الإنسانية وميله الكبير إلى الاطلاع والمعرفة. في هذا السياق، كتب «كابيسا دي باكا» يصف الأزموري سنة 1542: «كان إستيبانيكو رجلا طويل القامة، قوي البنيان، يتمتع بذهن متقد وذكاء ثاقب».


بين سنتي 1527 و1539، كان على الأزموري أن يواجه عراقيل كبيرة انتصبت أمامه. فقد واجه الجوع والمرض والعواصف البحرية، إلا أنه انتصر عليها ونجح في تقديم الكثير من الإسهامات المتعلقة بجغرافية وتاريخ العالم الجديد. كما أنه كان شاهدا على موت نصف أعضاء الرحلة البحرية، وعلى موت مستكشفين آخرين نتيجة للعواصف البحرية والجوع؛ وقضى سنوات عديدة في العمل الشاق بعد وقوع مركبه بين يدي هنود أمريكا.


وفي مطلع عام 1534، قضى جميع أعضاء رحلة «نارفاييز» باستثناء الأزموري وكابيسا دي باكا وإسبانييْن آخريْن. ومن أجل الحفاظ على حياتهم، اضطر الأربعة إلى إخفاء هوياتهم الحقيقية من خلال لعب أدوار مختلفة بينما كانوا يعبرون تكساس وشمال المكسيك طولا وعرضا. وقد برز الأزموري، على الخصوص، في القيام بدور «الشافي بعطية من الرب» قبل أن يذيع صيته كالنار في الهشيم بين قرية هندية وأخرى.
ومن خلال استحضار الطقوس الثقافية للمغرب، الذي وُلد وترعرع فيه، استطاع الأزموري أن يجالس الهنود، رجالا ونساء وأطفالا، أياما مديدة، ويواسيهم بكلماته الحكيمة وهو يمرر يديه على وجوههم وأجسادهم لتخفيف آلامهم ولملمة جراحهم النفسية.


وفضلا عن مواهبه الشفائية، عُرف الأزموري كخبير في اللغات الهندية. وقد كتب زميله كابيثا دي باكا يقول: «كان الرجل الأسود يتحدث دائما إلى الهنود ويستخبر حول الطرق والقرى وكل شيء كنا نريد معرفته».
مؤرخون آخرون من نفس الحقبة قالوا إن الأزموري كان يتكلم عدة لغات، كما أنه كان يتكلم أكثر من 6 لغات أمريكية هندية أخرى، بل إنه تعلم البعض منها في ظرف سنتين فقط. وبفضل كفاءاته اللسانية، أنقذ حياة عدد من الأبرياء في بيئة كانت مطبوعة بالخوف والحذر والعنف. كما أن دوره كمترجم أضاف بعدا إنسانيا وسلميا لوظيفة الاستكشاف، التي كانت حتى ذلك الوقت مطبوعة بهيمنة العرق الأوربي والجشع والنفوذ.


وفضلا عن هذا وذاك، عرف الأزموري كيف يستغل هويته الأجنبية لمصلحته ويتخذ موقفا محايدا بين الغزاة الأوربيين وهنود أمريكا باعتباره مفاوضا وداعية سلام. وبالاصطلاح السياسي الحديث، كان الأزموري «دبلوماسيا حقيقيا». وكلما سنحت له فرصة الكشف عن مواهبه الكبيرة، كان ينجح في إبهار رؤسائه، الذين يخبرنا واحد منهم، كابيسا دي باكا، بأنه لم يكن أمامهم من خيار آخر إلا أن يعينوه «ناطقا باسمهم» و«دليلهم» في تنقلاتهم.


كان للأزموري من الذكاء ما جعله يدرك أن الود الذي يبديه أسياده تجاهه لا يعني، بالضرورة، استعادة حريته. كان يتمنى، في قرارة نفسه، أن يقوده عبوره إلى حدود جديدة نحو الحصول على حريته التي فقدها في سن مبكرة. وعندما أدرك سادته قيمة الأعمال التي قام بها وما أسداه من خدمات إلى إسبانيا حققوا له مبتغاه الغالي، فمنحوه حريته سنة 1536.
ثلاث سنوات بعد ذلك، وبينما كان نائب ملك مكسيكو يبحث عن رجل قوي ونزيه وخبير بحياة وعادات الهنود ليقود رحلة استكشافية في المكسيك الجديدة والأريزونا في وقت شاعت فيه أخبار بوجود ثروات كبيرة من الذهب فيها، لم يكن من شخص قادر على القيام بهذه المهمة إلا الأزموري، لأنه الرجل المثالي لها، ولأنه لم يكن ليتردد في السير إلى حيث لا يقدر رفاقه الإسبان أن يسيروا. وفي ذلك كتب «بيدرو دي كاستنيدا» أن الأزموري «كان يرى أنه يمكنه أن يكسب كل الشهرة والشرف من خلال اكتشافه لتلك المناطق».


كان الأزموري أول رجل، من خارج قبائل الهنود، يكتشف المكسيك الجديدة وأريزونا بعد عبوره صحراء سونورا القاحلة. وعلى إثر ذلك، بدا أن ما عُرف بـ«مدن الذهب السبع» في «سيبولا» لم تكن سوى وحي من الأسطورة؛ إلا أن الأزموري فضل المكوث إلى جانب هنود «زوني» المجاورين، متمتعا بأرقى وضع شرفي؛ وهو الوضع الذي احتفظ به حتى وفاته الغريبة في قرية «هاويكوه» القديمة، التي تقع اليوم بالمكسيك الجديدة.


فهل كان مقامه في قرية هاويكوه مؤشرا على تحول مفاجئ حدث في آخر لحظة، وثورة ضد النظام الإسباني الذي حوله من رجل حر إلى عبد؟ هل قُتل على يد الهنود بسبب خطإ في التكتيك السياسي؟ متى وكيف مات؟ كلها أسئلة ظلت دون إجابات من قبل المصادر الإسبانية وستبقى مفتوحة أمام علماء الأركيولوجيا والمؤرخين المعاصرين.


ومما لا شك فيه أن قراء اليوم كانوا سيحصلون على صورة أوضح للأزموري لو أن الأخير كتب بنفسه قصته الشخصية (الكتابة آنذاك كانت امتيازا نادرا لا يمنح إلا للذين حصلوا على مباركة أمير أو ملك إسباني). إلا أن النزر القليل من الأخبار التي بقيت بين المصادر الإسبانية التي أعطت أو لم تعط للـ«مورو» القيمة التي يستحقها، أحيل عليه في الكثير من السياقات الأكاديمية، بما فيها الدراسات الأمريكية، وتاريخ إسبانيا، والأدب الأفرو أمريكي وكل المجالات الأخرى المتعلقة بتجارة العبيد الأطلسية والشتات والهجرة. وإذ أصبحت الحكاية المبهرة للأزموري تدرس في الجامعات عبر تراب الولايات المتحدة الأمريكية كله، فإن تفاصيلها تنتمي إلى ثلاث قارات على الأقل.


«إن إرث إستيبانيكو، يحكي خبير أكاديمي أمريكي، من حق الجميع، رجالا ونساء، ممن تمخضت هويتهم عن التفاعل والتوترات بين تقاليد العالم القديم وتجارب العالم الجديد».


لقد تجاوز إرث مصطفى الأزموري الدوائر الجامعية والمتاحف ليمنح رواد الأنترنيت، هم كذلك، مرجعا للبحث في التجارب الأولى للسود والأفارقة في أمريكا.


الكتاب الأفروأمريكيون والنشطاء ومغنو الـ "هيب هوب" جميعهم يعتبر الأزموري «الإفريقيَّ» الأول الذي استكشف وسافر إلى العالم الجديد. وقد خصص له يوم تكريمي في المكسيك للتذكير بإنجازاته، كما أن بعض المواقع الإلكترونية تشهر صورته إلى جانب صور شخصيات عصرية كبيرة إفريقية، مثل باراك أوباما وفرانز فانون ومحمد علي. أما كلمات موسيقى الـ«هيب هوب» فتتغنى بالأزموري باعتباره «المورو الأزموري» الشاب، والمستكشف البطولي «الموهوب في الديالكتيك» رغم أن «الاسم الذي كان يدعى به لم يكن اسمه».


مصطفى الأزموري لم يكن مصيره النسيان، لأن اسمه ارتبط بأسماء الكثير من «الرواد». لكن، إذا كان الأزموري حاز كل ذلك الاعتراف الدولي، فإنه، للأسف، لم يلق نفس الاعتراف في بلده الأصلي، المغرب. ولو كان سي مصطفى على قيد الحياة، اليوم، لكان سيكون سعيدا لو عرف أن اسمه اعتُرف به في بلده باعتباره «أول» مغربي، عربي، أمازيغي أو مسلم مستكشف لأمريكا الشمالية.


الآن، وقد مر نصف ألفية على ولادة الأزموري، حان الوقت كي تكرم بلادنا أحد وجوهها الأكثر شهرة في العالم؛ أي ذلك المواطن الأسطوري الذي ترك بصمته المغربية على الأرض الأمريكية.


ولعل ما يمكن القيام به من أجل التعريف بما قام به الأزموري وكشفه أمام أجيال الحاضر والماضي هو بناء تماثيل تؤرخ له في مدينته الأصل أو في الولايات الأمريكية التي كان الأزموري أول من استكشفها. فلوحة تذكارية تخلد اسمه في أزمور وتمثال في المكسيك الجديدة أو في أريزونا سيكونان مزارين متعددي الثقافات للمهاجرين والمثقفين والسياح ولكل الذين يؤمنون بأهمية مد الجسور في عالم اليوم المتوتر.


إرث الأزموري ينبغي أن يكون باعثا للأمريكيين والمغاربة على إيجاد وسائل خلاقة أخرى لتكريم الرموز التي يشتركان فيها، مثل جورج واشنطن والسلطان محمد الثالث، تخليدا للتوقيع على معاهدة الصداقة التي تؤرخ لحدث كون المغرب هو أول بلد يعترف باستقلال الولايات المتحدة؛ ومثل السيناتور الأمريكي في القرن التاسع عشر يولي بن دايفد، الابن ليهودي مغربي ينحدر من مدينة الصويرة، الذي أسهم في صياغة دستور فلوريدا، وكل الشخصيات المشهورة التي يمكن أن يكون طواها النسيان في ثنايا التاريخ. فمتى سيلبي الجامعيون والباحثون والمؤرخون والدبلوماسيون، في المغرب وفي الولايات المتحدة، هذا النداء؟.


ترجمة: سعيد الشطبي

المغني عن الأسفار في معرفة أحكام وآداب الأسفار, أبي عبد الله حماد بن أحمد المراكشي


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان: المغني عن الأسفار في معرفة أحكام وآداب الأسفار
المؤلف: أبي عبد الله حماد بن أحمد المراكشي
المحقق:
الناشر:
الوصف: (150ص)
رمز الوثيقة:
التحميل: من هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حديقة التعريس في بعض وصف ضخامة باريس, عبد الله بن عبد السلام الفاسي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان: حديقة التعريس في بعض وصف ضخامة باريس أو الغصون الكاسية بأزهار وصف الديار الباريسية
المؤلف: عبد الله بن عبد السلام الفاسي
المحقق:
الناشر: المطبعة البلدية بفاس 1334=1919
الوصف: 40 ص. ;22 سمرحلة سفارية قام بها الفاسي, موفدا من طرف السلطان عبد الحفيظ إلى رئيس الجمهورية الفرنسية فليار, وذلك سنة 1327=1909
رمز الوثيقة:
التحميل: من هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجمعة، 9 مارس 2012

العلامة .. رواية, بنسالم حميش


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان: العلامة .. رواية
المؤلف: بنسالم حميش
المحقق:
الناشر: بيروت : دار الآداب , 1997
الرباط: مطبعة المعارف الجديدة ,2006 ط. جديدة ومنقحة
الوصف: 1 مج. (374 ص.) ;20 سم
رمز الوثيقة:
التحميل: من هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ