الاثنين، 30 يناير 2012

رحلة القاصدين ورغبة الزائرين لعبد الرحمن الغنامي الشاوي



رحلة القاصدين ورغبة الزائرين لعبد الرحمن
          الغنامي الشاوي [1] (كان حيا 1141):

1/ يفتتح الغنامي رحلته هاته بتحديد الدوافع لتسجيل مواد رحلته، وتعيين العناصر التي سيعمد إلى الكتابة عليها، والغايات التي يقصدها من وراء ذلك بقوله "... أردت أن أعلق ما وقع لي من الزيارات، في سفري هذا من الملاقاة، مع المشايخ، الذين لهم في العلم والدين (القدم) الراسخ، وما حصل لي منهم من البركات، وصالح الدعوات، وكذا ما صدر مني من زيارة أنظارهم الأموات، وما اقتنصته من زيارات السادة الصحابة رضي الله عنهم، ومن العلماء والأولياء والصالحين، وحشرنا في زمرتهم أجمعين، ليكون تذكرة وتفكرة وتلذذاً بهذه النعم، وتهييجاً لإقبالنا، وإخواننا، ولجميع المسلمين لهذا المقام السعيد..."[2].
وهي في ذاتها تتجمع في غايات ثلاثة:
أولها: تسجيل ما يتعلق بزيارة للعلماء والصلحاء والاستفادة منهم.
ثانيها: تسجيل ما يتعلق بزيارة أضرحة السادات، من الصحابة والعلماء والأولياء والصالحين، والتبرك بهم.
ثالثها: تهييج شوقه من جديد، وشوق القارئين لعلمه هذا، إلى الرحلة والذهاب إلى الحج. وقد بان أثر هذا واضحاً في نص الرحلة الموجود بين أيدينا، إذ أصبح اهتمامه بزيارة الرجال، الأحياء منهم والأموات في مختلف الجهات التي زارها، والأماكن التي نزل بها، المادة الأكثر حضوراً في رحلته.
2/ وتبتدئ أحداث الرحلة والحديث عليها منذ لحظة الإحرام من رابغ، فيذكر أنهم لما قدموا "إلى ميقات الإحرام من رابغ، تجردنا من الثياب المخيطة والمحيطة، وأحرمنا ولبّينا... إلى أن قدمنا إلى مكة الشريفة، وشاهدنا تلك المقامات الجليلة المنيفة، صبيحة يوم الأحد سادس شهر ذي الحجة، متم سنة إحدى وأربعين ومائة وألف"2.
وتتم هذه البداية على غير المعتاد مما تعرفناه في باقي رحلات المغاربة قديما وحديثا، إذ يغيِّب الغنامي الحديث عن مراحل رحلته الأولى، منذ خروجه من المغرب إلى محل الإحرام في ميقات رابغ. فلا تعرف كيف كانت ظروف هذه الرحلة، وكيف قطع المؤلف مراحلها، وما هو الوقت الذي استغرق ذلك، وهو ما يمكن أن يمثل نصف مواد الرحلة في الأغلب.
وقد كنت أعتقد أن اقتصار الغنامي على بدء رحلته من ميقات الإحرام، إنما جاء لكونه كان قديم الرحلة إلى المشرق، وأنه قد مرت سنوات على وجوده به، في مصر أو غيرها. فحين فكّر في تسجيل رحلته، لم يجد مرحلة تستحق بجاية التسجيل، مثل مرحلة الإحرام في رابغ للقادمين من جهة الغرب. إلا أن ما تلا من حديث عن مصر، أثناء العودة، يكشف أن الرجل غريب عنها، وأنه لا يعرف عن أزقة مدنها، ولا أحوال مجتمعها، ولا عن نظام الحياة فيها شيئا. وهو مما يتعرف عليه بنسبة معينة من أقام مدة بها، أو سبق له زيارة مطولة إليها، مما يؤكد أن الرجل إنما هو في قدومه الأول إليها، أو أنه إنْ سبقت له زيارة إليها، فإنما كانت زيارة عابرة لم تغنه في التعرف على شيء مما يحتاج إليه القادم إلى بلد من البلدان.
3/ ويحتفل الغنامي بالحديث عن المعالم المقدسة في الحرمين الشريفين، وهو يواجهها بالمشاهدة، إما أثناء تأدية مناسك الحج، أو مجرد الزيارة والتبرك بها، فيتأثر بمشاهدها، وينفعل لمواقفه تجاهها، فيتحدث بنوع من الشوق والوجد عن البيت العتيق، ويسبح الله الذي شرف هذا البيت الذي غدا ملجأ للمكروب، وخلاصاً للناجي. ولذلك يتذكر أشعاراً قيلت في هذا الموقف[3]
يا كعبة الحسن كم من عاشق قتلا
قد يتمت بعده الأولاد حين سرى
وأنتم معشر الزوار قربكم
فلا تخافوا فأنتم في ضيافته


شوقا إليك، ورام الوصل ما وصلا
وصار يبكي بدمع فاض منهلملا
إلى مقام به أمن لمن دخلا
فهْوَ الكريم الذي بالجود ما بخلا
 
ونفس الموقف ينتابه وهو يتوجه إلى عرفات، للموقف الأكبر، والمشهد الأنور، فيصف المشهد في لحظة الوقوف. "وبقينا هناك إلى أن تحقق غروب الشمس خاضعين مفتقرين طالبين منه الدعاء"[4]. ويزاحمه الوجد لهول الموقف فينشد متمثلا[5]:
إلى بابكم سعيي وإني مقصر
فإن تطردوا فليس لي غير بابكم


فقير إليكم، فارحموا ذلة العبد
وإن قد رضيتم عليَّ فيا سعدي
 
ويتكرر نفس الموقف الانفعالي حين القدوم على المدينة المنورة. "ثم دخلناها على غاية السرور، قاصدين إلى ذلك المقام العالي، والنور الظاهر المتلالي..."[6] ويزداد أثر هذا الموقف عند الزيارة واستقبال قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فيغشى المؤلف حالة من الخشوع والإجلال، ويستحضر عظمة المزار وعظمة صاحبه صلى الله عليه وسلم، فيتذكر بذلك آداب الزيارة، ويتمثلها كما نصت عليها الآثار، وكتب الأئمة[7].
4/ والغنامي وهو يمارس مناسكه وزياراته، يستحضر معه تلك الخلفية الثقافية بواجهتيها الفقهية والتاريخية، ليتعرف على المعالم التي يتم فيها حج الناس، والآثار التي يقدمون على زيارتها، في مكة، والمدينة، وما بينهما، لتكتمل له صورتها الواقعية بما يحمله من صورتها التاريخية والفقهية. ولذلك فما يكاد يواجه البيت العتيق، حتى استحضر من تواريخه ما قيل في الكتب المنزلة، والمؤلفات القديمة، وما ورد في فضله من حديث وآثار، وما قيل في مدحه والطائفين به من أشعار[8]. ويستحضر ولو بإيجاز ما تحمله السيرة النبوية، وكتب التاريخ، من حديث وخبر، عند زيارته بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، ودُور الصحابة بمكة[9]، وبعض المعالم الأخرى وبخاصة قبور بعض العلماء المشاهير، كأبي طالب المكي، والإمام الطبراني[10] وغيرهما.
ومع استحضار الحدث التاريخي كما تحمله كتب السيرة النبوية، لإكمال قدسية الصورة التي تمثلها الأماكن المشرفة، والآثار الجليلة في مكة والمدينة، يتم استحضار الوجه الفقهي لبعض المناسك، وآداب الزيارة لبعض هذه المعالم. وهكذا كان الحديث عن الإحرام، وحكمته، وأهميته، وموقعه في مناسك الحج، إذ هو تجربة الخروج من الدنيا، وذنوبها، والتجرد من مظاهرها، للولوج إلى عالم الصفاء والنقاء[11]. ويتحدث أيضا عن الاغتسال، وحكمته، وعن التلبية، وأثرها، وما قيل فيها من حديث وأثر[12]. وفي كل مرة يضيف إلى التحليل الفقهي ما يحضره من أشعار في الموضوع، مثل قول من قال في حكمة الإحرام[13]
تجردْ من الدنيا فإنك إنما
وتبْ من ذنوب موبقات جنيتها


خرجت من الدنيا وأنت مجرد
فما أنت في دنياك – هذا – مخلد
 
وفي قول من قال في حكمة الاغتسال والتطهر[14]
تطهر من الدنيا يا مذنب
وكن راضيا بالذي يرتضى


إذا شئت من بابه تقربُ
فإن رضى الحِبِّ يُستقربُ
 
5/ ويهتم الغنامي بالحديث عن نشاط جماعة الحجاج القادمين من المغرب، فيتحرك معهم، ويسير برفقتهم لزيارة المعالم المقدسة، والآثار الشاهدة على عهد الإسلام في مكة والمدينة. وينفرد في رحلته عن بقية رحلات المغاربة الأخرى بإثارة النشاط العلمي لهذه الجماعة، وما تعقده من جلسات تعليمية هنا وهناك. فقد كان في هذه الجماعة من العلماء، أعداد كثيرة في مثل محمد بن زكري الفاسي، ومحمد بن عبد السلام بناني، ومحمد بن محمد بن عبد الرحمن الدلائي وغيرهم[15]. بالإضافة إلى من انضم إليهم، وإلى رفقتهم من علماء المغرب وأهله المجاورين بالحرمين الشريفين[16]. وهكذا كانت الجماعة تتحرك برفقة علمائها لأداء المناسك والسنن، والقيام بالزيارات.
وكانت مجالس الحديث والسيرة النبوية تقام في كل لحظة وحين. ففي نزولهم ببدر أثناء رحلتهم إلى المدينة، يحلق الشيخ محمد بن زكري بمجلس، يتناول فيه السيرة والمغازي النبوية[17]. وفي إقامتهم بالمدينة يعقد الشيخان محمد بن زكري، ومحمد بناني، مجالس متعددة في السيرة، يتخيران موقع إقامتها في الفسحة القائمة بين قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، "ومنبره، التي هي روضة من رياض الجنة"[18]. ويغتنم الغنامي فرصة هذه المجالس بهذا المحل المبارك فيطلب من شيخيه المذكورين، الإشهاد على قراءته عليهما بهذا المقام. وهكذا يذكر عن ابن زكري أنه تصافح معه، "ويشهد لي بالقراءة والرواية والمصافحة في ذلك المقام العالي... ثم بعد أخذنا عليه، أخذنا على شيخنا... الحاج محمد ابن عبد السلام بناني شيئا من السير"[19].
وكانت هذه المجالس في السيرة – وهي تقام في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، أو في الأماكن المقدسة التي شهدت بزوغ أحداث السيرة النبوية، ومواقف الرسول صلى الله عليه وسلم – تستأثر باهتمام الجماعة، وتشغلها عقلا ووجداناً، فينفعل الشيخ المدرس لأحداثها ويغمره شوق الحب إلى صاحبها.
ويذكر الغنامي في بعض زيارته لمسجد الرسول r أنه وجد الشيخ ابن زكري يتحدث في جمع من أهل فاس على النبي عليه الصلاة والسلام، فأصابه وجد شديد وتغير كثير، بقي مألوما به، حتى وهم راجعون بمصر[20].
وضمن اهتمامه بالحديث عن هذه الجماعة، ورفقته إياها، يسجل الغنامي وفاة الشيخ العلامة الأديب محمد بن محمد بن عبد الرحمن الدلائي في إحدى زياراتهم لضواحي مكة، قبل القدوم إلى المدينة[21]. وقد كان وقع الوفاة شديدا على الغنامي وعلى جميع رفقته من المغاربة. ولذلك كان للغنامي حديث في رحلته عن خسارة فقدان العلماء، وموتهم[22].
6/ ويبرز اهتمام الغنامي بالجانب العلمي، وذلك بتتبعه مجالس العلم وحضور حلقات الشيوخ والاستفادة منهم.
والملاحظ أن الغنامي لم يكن رجل الرواية والإسناد، ولم يكن العالم المتخصص الذي يُلحّ على لقاء العلماء، وجمع الإجازات، واستكثار المشيخة. وإنما كان يعجبه أن يحضر هذا المجلس أو ذاك، وأن يستفيد في هذه المادة أو تلك، وأن يتصل بهذا الشيخ أو ذاك، ليس بهدف توسيع المشيخة، أو تركيز قواعد علم، كما نعهده عن غيره من المغاربة الراحلين، ممن يكون دافعه إلى الرحلة، أخْذَ العلم وملاقاة الأشياخ. وإنما لمجرد الاستطلاع أولاً، والتبرك بشيوخ العلم والصلاح ثانيا. وهكذا كانت لائحة شيوخه المستفادة من رحلته قليلة الأسماء، مع العلم أن مصر، وخاصة القاهرة كانت تعج بأسماء علمية كبيرة. وحتى الذين أجرى ذكرهم، لم يفصح عن استفادته منهم، أو استجازتهم، أو الاتصال بروايتهم، رغم أنهم كانوا مقصد معاصريهم في ذلك من المغرب والمشرق. وكان حديثه عن نشاطه العلمي في مجالس الشيوخ لا يكشف ذلك الإلحاح العلمي الذي يتميز به من يكون همه في رحلته هو العلم ولقاء رجاله. ورغم ذلك فقد كانت أحاديثه عن العلم وأهله، إضاءات مهمة تكشف جانباً من حب العلم وأهله عنده، وتصور نشاط بعض الشيوخ ومجالسهم واهتماماتهم وغير ذلك.


وهكذا كان حديث الغنامي على الشيخ سليمان الحيني[23]، وقد كان مدرساً بالمسجد النبوي  بالمدينة، فحضر عليه مجلسه، وأخذ عنه. وعقد معه صداقة، فجرى بينهما حديث، أطلعه الشيخ المذكور على عمله التأليفي بصنع حاشية على الاكتفاء للكلاعي في السير والمغازي[24]. وقد حدثه كثيرا عن المؤلفات والكتب الموجودة بمكة.
وفي مصر يقصد الأزهر فيجد الكثير من مجالس العلم به. تدور حلقاتها على النحو والتفسير والفقه والحديث وغيرها. "ورأيت هناك علماء يقرئون مختصر سيدي خليل. وبعد القراءة يسردون كتاب الإمام الخرشي رضي الله عنه، مثل الشيخ سالم النفراوي، والشيخ أحمد العماوي، وغيره من علماء المالكية[25]. وقد حضر مجلس الشيخ سالم النفراوي فوجده يقرأ مختصر خليل، " بلغ فيه إلى باب العتق، وهو رجل ضرير، وله صوت جهير، يجلس بوسط المجلس تدور عليه الحلقة... وهو الآن شيخ الجماعة بمصر عند المالكية. وإليه ترجع الفتوى بجامع الأزهر"[26]. وقد عقد علاقة صداقة مع هذا الشيخ. فكان كثيرا ما يسأله عن الشيخ محمد بن زكري، وعن مستواه العلمي، وطريقته في التدريس. فكان يجيبه بأن "العلم الذي يتوجه إليه بالتدريس، يكون فيه آية من آيات الله، لا يجارى ولا يبارى. فيقول، سبحان الله، فقهاء الغرب لهم الفقه التام، والفهم الكثير كذلك"[27]...
وقد كان رفيقه في زيارته للأزهر الفقيه المدرس به الشيخ عمر الطحلاوي[28]، وقد حدثه عن الشيخ أحمد العماوي، وأنه مشتغل بتصنيف تفسير للقرآن الكريم، وبلغ فيه لإلى قوله تعالى: ) ولقد وصلنا لهم القول (. وذكر له أنه لو أكمل هذا التفسير، فسيكون أحسن من تفسير البيضاوي، وأنه يشتغل أيضا بشرح مختصر خليل، وقد وصل عمله فيه إلى باب الصلح[29].
ومن الطرائف التي سجلها في زياراته للأزهر ما شاهده في حلقة أحد شيوخ الحنفية، وكان يقرئ العربية، ويفسر المشاكل بالتركية. فاقترب الغنامي من سارية حلقته، فانتبه إليه الشيخ، وسأله: ما حاجتك ؟ فلما أجابه بأنه لا حاجة له، ضحك الشيخ، وقال: ويخلق ما لا تعلمون[30].
7- ولم تدم إقامة الغنامي بمصر اثنين وعشرين يوما، وزعها بين حضور مجالس الأزهر، وزيارة أضرحة ومقابر العلماء والأولياء في قرافة مصر، وغيرها في مدينتي رشيد والإسكندرية. وقد سمى عددا وافرا من أسماء العلماء الصالحين، ممن زارهم وتبرك بهم. وخاصة منهم علماء المالكية مثل الشيخ خليل صاحب المختصر[31] (ت 776)، وخليل اللقاني[32] (ت 1105) ومحمد الخرشي[33] (ت 1102) والزرقاني عبد الباقي[34] (ت 1099) وولده محمد بن عبد الباقي الزرقاني (ت 1128) وأبي الحسن المالكي شارح رسالة بن أبي زيد القيرواني[35] (ت 939) وابن القاسم[36] (ت 191)، وأشهب[37]، وعلي الأجهوري[38] (ت 1066) وغيرهم.
ومن غير المالكية مثل ابن حجر[39] (ت 852) وابن أبي جمرة[40] (ت 699).
والفخر الرازي[41] (ت 606) والقسطلاني[42] (ت 923)، والجلال السيوطي[43] (ت 911) وغيرهم كثير.
8- وحينما عمد الغنامي على العودة إلى المغرب في البحر استشار شيخه سالم النفراوي فأشار عليه بالنزول إلى الإسكندرية، وحبب إليه الرحلة في المركب، وحمله رسالة إلى أحمد بن عاشر الحافي السلوى، ومحمد صلاح بسلا وأقرأهما السلام[44].
وهكذا كان النزوح إلى مدينة رشيد، ومن هناك في مركب صغير انتقل إلى الإسكندرية[45].
وفي سقالة مرساها بدأت عملية تفتيش القادمين، وحجزت منهم أمتعتهم، وحوائجهم، ليأخذوا منهم ثمنا معلوما، يسمونه الكرمك. وبعد محنة ولأي يتخلص الغنامي من هذه الشدة، ويخلص أمتعته[46].
وهناك في الإسكندرية بدأت زيارة قبور علمائها وصلحائها. فزار الطرطوشي، وابن الحاجب، وغيرهما[47].
ولم يكن من السهل على الغنامي أن يحسم أمر ركوبه في البحر عند عودته إلى المغرب. إذ يظل السفر في البحر مغامرة غير مأمونة العواقب، بما يحمله هذا البحر من هول كبير، في هيجانه، وأخطاره. فيبعث في نفوس القادمين على الرحيل فيه كل مركبات الخوف والرهبة والفزع.
لذلك كان لابد للغنامي قبل ركوب البحر أن يبحث عن ضمانة تبعث في نفسه الاطمئنان اتجاه هذا البحر، والرحلة فيه. وهكذا وقبل أن يقرر الركوب في البحر، يزور الشيخ محمد الصواف، وكانت له كرامات. فلما زاره، قال له بديهة: "اركب البحر، إنك من الآمنين، فقلت يا سيدي، نخاف منه. وهذا فصل الشتاء. فقال: لا تخف دركا ولا تخش. فأطعمني تمرا وحليبا. وقال لي: اركب الآن، فقلت له: يا سيدي، غدا إن شاء الله. فقال لي اركب الآن، ولا تجلس ولو ساعة واحدة. فامتثلت أمره، وركبت في الحين[48].
9- ويوم الثامن والعشرين من جمادى الأولى عام 1142 تبدأ رحلة العودة في البحر، فتغادر السفينة التي أقلته مرسى الإسكندرية، قاصدة جهة الغرب. وبذلك تبدأ مصاعب رحلة البحر ومحنها[49].
وقد تميزت هذه الرحلة البحرية بمرحلتين: الأولى تبدأ منذ الخروج من الإسكندرية، لتكون نهايتها في مدينة الحامة التونسية. وخلالها يتحرك المركب الكبير فيمر بجزيرة كندية، فجزيرة جربة، فصفاقس، فالمهدية، فالمنستير، إلى الحامة. وفي كل هذه المراسي كان الغنامي ينزل إلى البر، فيزور صلحاء البلد، ويتصل برجاله من العلماء، كما فعل في جربة حينما نزل ضيفا على أبي فحص الجمني[50]، وكان قد خلف عمه إبراهيم الجمني في القيام بالتدريس والإشراف على مدرسته. وقد وجده يقرئ منظومة التلمساني، وموطأ مالك. كما فعل أيضا في صفاقس، والمنستسر وغيرها[51].
وتمثلت صعوبة هذه المرحلة فيما عاناه المركب وراكبوه من هيجان البحر، وهبوب الرياح العاصفة. وقد حاول الغنامي أن ينقل وصفا حيا لهذه المحنة التي أنسته ما وعده به الشيخ الصواف من السلامة قبل إقباله على ركوب البحر. وهكذا حينما قطع المركب اليوم التاسع من السفر، تحرك ريح من ناحية الغرب، وهاج البحر... وكانت السفينة تميل يمينا وشمالا... واشتد الحال بالليل، "وهاج الظلام، واشتغلت السفينة تدور كدورات الرحا، ودهشت الناس. وبقينا على هذه الحالة إلى نصف الليل... زاد البحر على ما كان عليه، وكثر الريح، حتى كان البحر يكسر في السفينة مع كبر جرمها، وبعد أن أخذ النصارى زاد الحجاج ورموه في البحر، وحوائجهم، وشيئا من السلعة. والناس يودعون بعضهم بعضا، بعد أن قطعوا إياسهم من الدنيا. وانقطعت بهم الحيل... ولا زلنا في شدة وكرب إلى أن ألهمنا الله..."[52] إلى ذكر صلاة الفرج، والاستغاثة بها. فكان الفرج من الله، وسكنت الأرياح وهدأ الحال.
أما المرحلة الثانية فهي التي تمت بين تونس، ومرسى مدينة تطوان. وقد أعقبت تلك المدة الطويلة التي بلغت خمسة وستين يوما. قضاها الغنامي في مدينة تونس بين مجالس العلم بالزيتونة وبين زيارة معالم تونس المدينة، وخاصة قبور العلماء والصلحاء والأولياء.
وقد استغرقت هذه المرحلة قرابة شهر. فكان الخروج من مرسى تونس في اليوم السادس والعشرين من شهر رمضان. وكان النزول بمرسى مدينة تطوان في الرابع والعشرين من شوال عام 1142.
ويميز هذه المرحلة مجموعة من الأشياء:
أولها: أنها ترسم الطريق التي مر منها المركب منذ إقلاعه من مرسى تونس في اتجاه الغرب. وهي طريق تبتعد عن شاطئ البحر من جهة الجنوب لتمر محاذية للجزر الواقعة في وسط البحر الأبيض المتوسط، مثل سيردانية، وميورقة[53] ويابسة. قبل أن تنحاز إلى بر شبه الجزيرة الإبيرية لتسير بمحاذاته، حيث تتراءى الجبال والأشجار، والأراضي المجاورة للعمائر المسكونة، وحيث تتبدى معالم القلاع، و أبراج المدن، و أسوارها، وحصونها.
والغنامي وهو يتحدث عن هذه الطريق يصف المدن التي تتراءى له، فيسميها بأسمائها، ويذكر حصانتها، وكيف كانت للمسلمين الأندلسيين قبل أن تتحول للنصارى. وهكذا يذكر عند مروره بجزيرة يابسة: "وتصاحبنا مع مدينة يابسة. وهي مدينة حصينة بطرف البحر. ولها صور حصين، وأبراج كانت قديما للأندلس، وهي الآن للنصارى"[54]. ويذكر أيضا مرورهم بمدينة مرسية، ويصفها بقوله: "وتصاحبنا مع ألقنت، وسرنا معه نحو عشرين ميلا إلى أن وصلنا مدينة مرسية بشاطئ البحر، وحوله من البساتين ما لا يوصف. كانت قديما للأندلس. ورأينا في طرف البحر شجر نابت لا يحصى. ذكروا لنا أنه شجر الزيتون"[55].
ويظل يسمي الثغور والمدن التي مر بها المركب، ويصف معالمها، رغم بعده منها، إلى حين وصوله إلى جبل طارق، حيث كان النزول بمرساها، في انتظار الانتقال إلى مرسى تطوان، كآخر مرحلة في هذه الرحلة البحرية.
وتبدو مزية رحلة القاصدين في هذا السياق، حينما تنفرد بذكر حديث لم تتعود أن تمر منه وفود الحج المغربية. وخلالها تتم الإطلالة على أرض الأندلس، ويتم التعرف على مراسيه وثغوره المعمورة، وقد كانت من قبل مرافئ أندلسية زاهرة في ظل دولة الإسلام في الأندلس.
ورغم أن الغنامي لم ينزل بهذه المراسي فيكون وصفه لها أدق وأشمل، إلا أن مروره بها عن قرب، ومعاينته لمعالمها، ووصفه لها في تلك الصورة، قد فجر فيه إحساسا بالأسف عليها، وذلك بالدعاء لها في بعض الأحيان بالإخلاء، وجعل عاقبتها للإسلام[56].
ثانيها: تصوير هاجس الخوف عند الراحلين في البحر من القرصان وغيره، وخاصة عند لقاء المراكب الغربية ومواجهتها في وسط البحر. ورغم أن الطريق الذي يتحرك فيه المركب الذي أقل الغنامي، وغيره من الحجاج، بانحيازه إلى بر شبه الجزيرة الإيبيرية كان أكثر أمنا من غيره –وإن لم يكن كل الأمن- إلا أن المغامرات البحرية، وما تحمله من تسيب بعض المراكب الخارجة عن سلطة النظام، ورغبة استيلائها على ما تصادفه من غنائم البحر، مما تمثله سفن البضائع والمسافرين- تظل هاجسا يقلق الراكبين، وربان السفينة على السواء.
وهكذا لا يداخل هؤلاء الراكبين علامات الفزع والهلع عند ظهور بعض المراكب الغريبة. وهو ما عبر عنه الغنامي، وقد اعترض المركب الذي كان به قبيل وصولهم إلى مالقة، مركبان صغيران صغيران، وقصدانا. وخفنا منهما كثيرا. فلما أن حانت صلاة العشاء وصلوا إلينا، ونادوا على رئيس المركب وسألوه من أي جنس هو، ومن أي مدينة أتى، وما وسقك، وما معك، بعد أن أدخلنا رئيس المركب بقامرة السفينة... إلى أن سلكنا الله سبحانه وتعالى منها[57]. ويحدث لهم أيضا بعد اجتيازهم مالقة أن غل عليهم الريح، "وجمد البحر. وبقينا هناك إلى أن ورد علينا مركبان من جنس النصارى استنبول بدد الله شملهم، وخاف رئيس السفينة منها، وأتى بفلوكته، واشتغل يقذف، ويجر السفينة. ولازال النصارى في كرب عظيم... إلى أن دخلنا تحت جبل الطر. وفرح النصارى بوصولهم لذلك الموضع..." [58].
ثالثها: تصوير مخاطر البحر في هيجانه، وعتو أمواجه. وهي مخاطر تتفاوت حسب نسبة هياج البحر، ومدته، وحجم المركب به، والقرب أو البعد من مرسى يمكن الالتجاء إليه، والحماية به.
وقد صادف الغنامي خطر هياج البحر في هذه المرحلة أيضا، وأوقع في نفسه ونفوس الركاب معه الفزع. ويتحدث عن ذلك هول الموقف بقوله: "فلما كان اليوم الثامن من سفرنا عند غروب الشمس، تحرك ريح من ناحية الغرب، وهاج البحر، وكثر الظلام، وقوي الريح حتى كان البحر يفزع في السفينة وهي تميل يمينا وشمالا، وتكسر الصاري، وسقط القلع في البحر. وبقي البحر يكسر في السفينة، ونحن في شدة وكرب، وبقينا على هذه الحالة من صلاة المغرب إلى  صلاة الصبح. ففرج الله علينا، ورأينا جزيرة سردانية..."[59].
وهكذا كان الحديث عن البحر ومخاطره ميزة تقدمها رحلة القاصدين، مما يجعلها ضمن الصنف الفرعي الذي يميز الرحلة الحجازية التي تتخذ طريقة السفر في البحر.
ولم تخل رحلة القاصدين من نصيبها الأدبي، رغم طابع الإيجاز الذي ميز عرض موادها، ووصف أحداثها. يبدو ذلك من خلال النصوص الشعرية التي أوردها الغنامي –وهي لغيره- بالمناسبة، واستحضر بها ما صعد من الموقف وهو يتحدث عن البيت العتيق، والإحرام والتلبية، وعرفات، وغيرها[60].
ويمكن أن يكون أسلوب الرحلة أكثر أدبية، ولو سلم بعض الهنات النحوية والتعبيرية التي تأخذ منه، أو تقربه إلى الأسلوب الدارجي، كما هو في صورة الحوار الذي دار بينه وبين الشيخ الصواف بالإسكندرية عندما أشار عليه بالركوب في البحر[61] وكما في الأسلوب الدارجي الذي وصف به المركب في واجهة المراكب التي اعترضته، مما قدمنا نصه أعلاه[62].
ويمكن أن يكون كل هذا الأثر الدارجي من فعل الناسخ. لسوء الحظ فإننا لا نملك نصا ثانيا للرحلة يمكن أن يقوم ما يخالط نصها الحالي من تحريف.
وفي أسلوب الرحلة العديد من الألفاظ التي أخذت معناها من العرف المحلي، وخاصة منها ما يتعلق بموضوع البحر، مثل لفظة "غل" الريح، و"يكسر" البحر في السفينة وغيرها.
وأخيرا تبقى رحلة القاصدين رغم المآخذ عليها –أحد النصوص الجيدة التي تمثل صنفا في الرحلة الحجازية فتحتفظ بكثير من المميزات التي تنفرد بها.


 يعرف من الرحلة نصان مختلفان: النص الأول، ويمثل أحداث الرحلة الحجازية. وينتهي فجأة حين الوصول إلى مرسى تطوان عند العودة. ومنه مخطوطة وحيدة – في علمي – بالخزانة الحسنية رقم 5656 في أربع وعشرين صفحة.

أما النص الثاني: فهو نقل من الرحلة أورده الصغير الافراني في كتابه نزهة الحادي: 268-269. وقد عين فيه مصدر النقل بالإحالة على رحلة بخط الغنامي المذكور قاضي تامسنا آنذاك. ويقتصر فيه الحديث على البريجة، وعمل المجاهد محمد العياشي في محاربة النصارى بها.
أما المؤلف فهو عبد الرحمن بن أبي القاسم الشاوي المزمزي الغنامي. ولا تعرف له ترجمة مفصلة. فمن شيوخه محمد بن زكري، ومحمد بن عبد السلام بناني. وقد تولى قضاء تامسنا. وكان حيا عام 1141 وهو تاريخ رحلته الحجازية/ تنظر ترجمته في: رحلة القاصدين: كلها، مخ خ ح 5656 – نزهة الحادي 268 – دليل بنسودة 2/343 – المصادر للمنوني 1/189.
[1]  - رحلة القاصدين: 2، مخ خ ح 5656.
[1]  - رحلة القاصدين: 3. 





[1]  - رحلة القاصدين: 5.
[2]  - رحلة القاصدين: 5.
[3]  - رحلة القاصدين: 8.
[4]  - رحلة القاصدين: 8.
[5]  - رحلة القاصدين: 3.
[6]  - رحلة القاصدين: 6.
[7]  - رحلة القاصدين: 6 / وأبو طالب المكي هو صاحب كتاب قوت القلوب. توفي 386. ترجمته في: وفيات الأعيان 4/303 والمراجع المذكورة – العقد الثمين 2/158 – أما الطبراني فالمعروف عنه أنه دفين أصبهان. وهو أبو القاسم سليمان الطبراني صاحب المعجم الكبير والصغير والمتوسط، توفي 360. ترجمته في: وفيات الأعيان 2/407 والمراجع المذكورة. ولعل كاتب الرحلة يقصد أحد أسرة الطبري الشهيرة بمكة. وفيها كثير من العلماء والمؤلفين.
[8]  - رحلة القاصدين: 4.
[9]  - رحلة القاصدين: 5.
[10]  - رحلة القاصدين: 4 / هكذا هو في الأصل. ولعل صوابه: ... خرجت إلى الدنيا ...
[11]  - رحلة القاصدين: 5.
[12]  - توفي ابن زكري عام 1144، ومحمد بن عبد السلام بناني عام 1163. وقد تقدمت الإحالة على مظان ترجمتهما./ وتوفي الدلائي عام 1141. تنظر ترجمته في: رحلة القاصدين: 7 – النشر 3/312 – الإكليل والتاج: 98 وجعل وفاته عام 1140 – البدور الضاوية 506، مخ خ ح: ز 11104 – الزاوية الدلائية لحجي: 242 – رسائل إلى المجاهدين بسبتة: 63 لمولاي إبراهيم الكتاني. مجلة الثقافة المغربية، عدد 4 – المصادر للمنوني 1/182.
[13]  - في مقدمة من اتصل بهم من هؤلاء المجاورين الشيخ محمد بن عبد الله السجلماسي. وقد كان مقصد الرحلة لعلمه وصلاحه. توفي 1141/ تنظر ترجمته في: رحلة القاصدين: 5 – فهرسة عبد المجيد الزبادي: 286، مخ خ ع: ك 1362 – التقاط الدرر 436 ولم يعين وفاته – ذيل بشائر الإيمان 147       =      = (ترجمة عريضة) – سلك الدرر: 4/60 – فهرس الفهارس 2/850 – التعريف بابن الطيب الشركي: 119 أثناء ترجمة ولده.
[14]  - رحلة القاصدين: 8.
[15]  - رحلة القاصدين: 9.
[16]  - رحلة القاصدين: 9.
[17]  - رحلة القاصدين: 10.
[18]  - راجع رحلة القاصدين: 7. وقد تقدمت الإحالة على مظان ترجمته منذ قليل.
[19]  - رحلة القاصدين: 8.
[20]  - رحلة القاصدين: 9. وينفرد بذكره والتعريف به.
[21]- رحلة القاصدين: 9.
[22]- رحلة القاصدين: 11/ توفي سالم النفراوي عام 1168. ترجمته في نزهة الأنظار للورثيلاني: 295 وعجائب الآثار 2/88 – فهرس الفهارس 2/978 - التعريف للودغيري: 88 والمراجع المذكورة بالهامش / وتوفي العماوي 1155. ترجمته في: فهرسة العثماني: 212 - فهرسة إدريس العراقي: 17 - فهرسة الحضيكي: 76 - فهرس الفهارس 2/830 – التعريف بابن الطيب الشركي للودغيري 97 والمراجع المذكورة.
[23]- رحلة القاصدين: 11.
[24]- رحلة القاصدين: 16.
[25]- توفي 1181. ترجمته في: فهرسة العثماني: 211 – نزهة الأنظار: 294 - سلك الدرر 3/193 - عجائب الآتار للجبرتي 1/288 - فهرس الفهارس 1/468 - ورحلة القاصدين: 15، 11.
[26]- رحلة القاصدين:11
[27]- رحلة القاصدين:11
[28]- ترجمته في الدرر الكامنة 2/86 - نيل الابتهاج: 168 –  توشيح الديباج: 92 -  شجرة النور233.
[29]- تنظر ترجمته في: شجرة النور.
[30]- رحلة القاصدين: 13 ترجمته في: المنح البادية للفاسي: 75 - النشر 3/18 - شجرة النور317 - الفكر السامي 2/284.
[31]- رحلة القاصدين: 13 ترجمته في المنح البادية 75 - خلاصة الأثر 2/287 - شجرة النور 304 - الفكر السامي 2/328.
[32]- رحلة القاصدين: 13 ترجمته في شجرة النور 304 – الفكر السامي 2/248 – عجائب الآثار للجبرتي 1/69 - سلك الدرر 4/32.
[33]- رحلة القاصدين: 13 له ترجمة في نيل الابتهاج 344 – شجرة النور: 272.
[34]- رحلة القاصدين: 14 ترجمته في ترتيب المدارك 3/244 والمراجع المذكورة.
[35]- رحلة القاصدين: 14 ترجمته في ترتيب المدارك 3/262 والمراجع المذكورة.
[36]- رحلة القاصدين: 14 ترجمته في النشر2/80 – الفكر السامي 2/279 – خلاصة الأثر 3/157.
[37]- رحلة القاصدين: 15 ترجمته في فهرس الفهارس 1/321 والمراجع المحال عليها.
[38]- رحلة القاصدين: 15 ترجمته في نيل الابتهاج 216 – وشجرة النور 199.
[39]- رحلة القاصدين: 15 ترجمته في وفيات الأعيان 4/248 – طبقات الشافعية للسبكي 8/81 – طبقات المفسرين للداودي 2/215 والمراجع المذكورة – مقدمة التحقيق لكتاب نهاية الإيجاز:7.
[40]- رحلة القاصدين: 15 له ترجمة في الفكر السامي 2/352 والمراجع المذكورة.
[41]- رحلة القاصدين: 15 ترجمته في فهرس الفهارس 2/1010 والمراجع المحال عليها.
[42]- رحلة القاصدين: 16 تقدم ذكر أحمد بن عاشر والإحالة على مظان ترجمته، وهو أحد الأدباء والمؤلفين في هذه الفترة. – أما محمد ملاح فلا تعرف له ترجمة مفصلة ويرد ذكره كثيرا في: فهرسة رفيقه الحافي السلوى ابن عاشر. وإليهما معا ترد مكاتبات بن زكري إلى طلبة سلا - ويرد ذكره أيضا في: نزهة الناظر للتستاوتي في غير موضع- وكان هو الناسخ لنسختي خزانة تطوان العامة، وخزانة الجامع الأعظم بوزان من كتاب نزهة الناظر.
[43]- رحلة القاصدين: 17.
[44]- رحلة القاصدين: 18. توفي الطرطوشي سنة 520. تنظر ترجمته في شجرة النور124 – وتوفي ابن الحاجب سنة 647. تنظر ترجمته في شجرة النور: 167.
[45]- رحلة القاصدين: 20.
[46]- رحلة القاصدين: 20.
[47]- رحلة القاصدين:21 توفي إبراهيم الجمني عام1134. تنظر ترجمته في ذيل بشائر الإيمان: 130 – وفي ذيل بشائر الإيمان 133 ترجمة لابن أخيه الذي خلفه في مدرسته. غير أن محل اسمه بقي بياضا في النسخة المطبوعة.
[48]- رحلة القاصدين: 22.
[49]- رحلة القاصدين: 21 ويلاحظ أثر الأسلوب الدارجي هنا في هذه الفقرة، وغيرها.
[50]- رحلة القاصدين: 24 وراجع عن جزيرتي ميورقة ويابسة: كتاب جزر الأندلس المنسية:18 تأليف الدكتور سالم بنسالم.
[51]- رحلة القاصدين: 24.
[52]- رحلة القاصدين: 24.
[53]- رحلة القاصدين: 24.
[54]- رحلة القاصدين: 24. واحتفظت بالأصل كما هو رغم طابعه الدارجي.
[55]- رحلة القاصدين: 24. وفي الأصل: ولازالوا النصارى،... وفرحوا النصارى...
[56]- رحلة القاصدين: 24.
[57]- رحلة القاصدين: 3 وما بعدها وراجع ما تقدم عند الحديث على تأدية المناسك.
[58]- راجع رحلة القاصدين: 20 وراجع ما تقدم.
[59]- رحلة القاصدين: 24 وراجع متا تقدم.
[60]- نشرة المطبعة الملكية بالرباط 1387 - 1987. وهي النشرة التي اعتمد عليها في هذه الدراسة.
[61]- نشر أزاهر البستان: 2.
[62]- نشر أزاهر البستان: 2.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق