الاثنين، 30 يناير 2012

الرحلة الحجازية: أحمد بن محمد بن احمد بن عبد القادر الفاسي الفهري



رحلة حجازية: أحمد بن محمد بن احمد بن عبد القادر الفاسي الفهري, ت 1214=1799
وكانت عام 1211
توجد منها نسخة في عدة مكاتب بالمغرب، وبخزانة البلدية بالإسكندرية، وبخزانة أحمد تيمور باشا رحمه الله، وهي من أمتع ما كتب في هذا الموضوع تمتاز بالتدقيق في إيراد المسافات بين المراحل بالساعات وبالاهتمام بكل الجزئيات التي وقعت له ولغيره أثناء السفر، وبأحوال البلاد الاجتماعية، فوصف عيد فيضان النيل بمصر حيث صادفه عند وصوله للقاهرة، وذكر أن أهل المشرق مولعان بشرب القهوة قائلا «بخلاف مغربنا في هذا الأوان فإنه عمت به البلوى أو كانت أن تعم بشرب أتاي وهو بأغلى ثمن في الغالب وقد جعل الناس كلهم يتكلفونه، ولا
يخلو مجلس منه، ولا غير ذلك بدونه وفيه من السرف مالا يخفي» وهو كثير الملاحظات لا تفوته دقيقة من الدقائق التي يقع عليها بصره أو تطرق سمعه من ذلك أنه رأى في مجلس تدريس بالأزهر طالبا أخذ «حق طباقو» التنفيحة من أحد رفاقه، وبعد أن شمه أفرغه في كراسه ورد له الحق خاويا فتضاحك الطلبة بمحضر من الشيخ، قال «ولا حول ولا قوة إلا بالله» ولما خرج الركب من القاهرة قال : وقعت غربية وهي أن رجلا سوسيا مرض فأوصى بماله لأحد رفقائه وله ورثة بالمغرب فلما توفي أخذ شيخ الركب المصري المال الذي تركه ذلك الشخص وعلق على هذا التعدي بقوله : «فانظر أيها الأخ هذه القضية وهل يصدر مثل هذا بمغربنا فحاشا وكلا» ولهذه الرحلة فائدة خاصة لتعرف أحوال بلاد المغرب العربي ومصر والحجاز في أوائل القرن الثالث عشر الهجري حيث أن الركب مر في رجوعه بكل المدن الطرابلسية والتونسية والجزائرية ولما كان بمدينة طرابلس أطلعه أحد أهاليها على نسخة صحيحة البخاري التي يخط أبي علي الصدفي بتاريخ 508 وهي أصح نسخة لهذا الأثر الجليل، وقد اشتراها صاحبها من اسطنبول فقال عند ذلك علماؤها «وقد أخليت اسطنبول» وقد وصفها أبو العباس الفاسي وصفا مدققا وذكر أنها أصل سماع القاضي عياض وعليها أعتمد الحافظ بتن حجر عند تأليفه فتح الباري في شرح البخاري، وعلى هذه النسخة أخذت رواية ابن سعادة وعنها نسخة الفاسيين التي تسمى بالمغرب «الشيخة».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق