الاثنين، 30 يناير 2012

الرحلات الحجازية لأبي العباس أحمد الهشتوكي




الرحلة الحجازية الأولى لأبي العباس أحمد الهشتوكي
     أحزي[1] (ت 1127)
وهي الرحلة الحجازية التي سجل فيها وقائع رحلته إلى الحجاز عام 1096. وأسماها[2]: "هداية الملك العلام إلى بيت الله الحرام، والوقوف بالمشاعر العظام، وزيارة النبي عليه الصلاة والسلام. وكانت رحلته برفقة الشيخ أحمد بن ناصر، ووفد الزاوية الناصرية.
وهي رحلة كبيرة أفاض الحديث فيها أحمد أحزي. واستطرد في ذكر ما يناسب كل موضوع، من إيراد النصوص والنقول والأوصاف وغيرها. فكانت شبيهة برحلة أبي سالم العياشي في هذا المجال الاستطرادي، لأنها تجري على منوالها، فتحتفظ بالعديد من النصوص التي أسهم بها علماء الفترة في المغرب من شيوخه، وغيرهم. وبخاصة في القضايا التي عايشها أحزي أو جرت على عهده.

الرحلة الثانية الحجازية لأبي العباس أحمد الهشتوكي
        أحزي (ت 1127).
وهي الرحلة الحجازية الثانية[3] التي سجل بها أحداث ووقائع رحلته إلى الحجاز عام 1119. وهي تجري على نفس نمط الرحلة الأولى. غير أنها تهتم أكثر بالجانب الفهرسي.
والملاحظ أن صاحب الدرر المرصعة يقتصر في ترجمة المذكور على ذكر رحلة واحدة: "وله رحلة إلى الحج، وقفت عليها بخطه. ذكر فيها بعض من اجتمع به في طريقه من الأئمة، وبعض أسئلة سئل عنها، وغير ذلك. إلا أنه بقي فيها بياض كثير عاقه الحِمام عن إتمامه"[4].
فهل يعني هذا أن إحدى الرحلتين المذكورتين مدخول فيها على أحزي. وهل يمكن أن يغيب عن صاحب الدرر وجود رحلتين للرجل، وهو أدرى به، وبمؤلفاته، وبالكتب الواقعة في خزانة زاويتهم الناصرية بتامكروت. أظن أن الأمر ما يزال في حاجة إلى تحقيق نسبة الرحلتين معا إلى الرجل، رغم ما هو واقع في النسبة الصريحة للرحلتين إلى أحزي الهشتوكي عند من تحدث عن الرحلتين من المُحْدَثين، أو مما ورد في فهارس المخطوطات[5].
ومن حسن الحظ فإن الرحلتين ما تزال نصوصها بين أيدينا سالمة بخط أحزي نفسه. وفي الدرر المرصعة نقل من رحلة أحزي، يتناول وصية أبي العباس بن ناصر، وقد أوصى بها في رحلته عند العودة وقد لدغته عنكبوت عام 1122. مما يدل أن قصده من رحلة أحزي هي الرحلة الثانية[6].

الرحلة الحجازية الأولى لأحمد بن ناصر الدرعي (ت 1127)
وهي النص الذي سجل فيه أحداث ووقائع الرحلة التي أعملها إلى الحجاز عام 1096. وقد وصفها في الدرر المرصعة حين تحدث على حجته في عام 1096. فقال: "وله فيها رحلة جليلة صغيرة الحجم، غزيرة، حسبما وقفت عليه بخط الإمام أبي العباس الجزولي رحمه الله"[7]. وقد أحال عليها في غير موضع، فذكر أنه ألفى بخط أبي العباس الهشتوكي أحزي ناسخها، "على هامش رحلة الشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن ناصر، رحلة حجة سنة ست وتسعين، وهو ما صورته:
رحلة الشيخ إلى البيت الحرام


ومقام المصطفى بدر التمام"[8]

  وهي مقطعة لأحزي في مدح هذه الرحلة وتقريظها.
وقد عاد إلى النقل عنها في غير موضع[9]. فأثناء حديثه عن اليوسي، ذكر ما نصه: "وفي رحلة الشيخ أبي العباس ابن ناصر، حجة سنة 1096 ما نصه: رحلنا إلى فجيج. وفيه جماعة وافرة من أصحاب سيدنا الوالد، نفعنا الله به، رجالا ونساء، وجماعة من أصحاب تلميذه الساقي من بحره الزاخر، ما لم يسقه غيره من الأكابر، أبي علي الحسن بن مسعود اليوسي..."[10].
ولاشك أن رحلته هاته، من جهة أولى، ظلت رحلة صغيرة مستقلة بذاتها، بجانب الرحلة الكبيرة كما تثبت هذه النقول منها، كما أنه، من جهة ثانية، قد أدمج موادها ضمن رحلته الكبرى الشهيرة حين عمد إلى إنجاز صياغتها. وهو ما عبّر عنه صاحب الدرر المرصعة حينما تحدث عن رحلة أحمد بن ناصر الكبيرة الشهيرة التي تقع في سفرين. وقد وقف على نسخة منها بخط والده الشيخ موسى بن ناصر. هاته جمع فيها مؤلفها بين رحلتيه الأولى والثانية، وبين مواد رحلته الأخيرة عام 1121 إلى الحجاز[11]. وهذا ما عبر عنه أيضا صاحب الدليل وغيره، حينما تحدث عن رحلات أحمد بن ناصر[12].




[1]  - تقدمت الإحالة على مظان ترجمته.
[2]  - يوجد نصها الأصلي بخط الؤلف مخطوطا بالخزانة العامة بالرباط: ق 190 حيث تم نقلها من خزانة تامكروت الناصرية. راجع عن هذه الرحلة: المصادر للمنوني 1/188. وراجع الدرر المرصعة: 35.
[3]  - منها نسخة مخطوطة بخط المؤلف أيضا بالخزانة العامة بالرباط: ق 147.
[4]  - الدرر المرصعة: 35.
[5]  - راجع المصادر للمنوني 1/188 – ودليل بنسودة 2/345-370.
[6]  - راجع الدرر المرصعة: 99-101، وهو تحدث عن أحداث عام 1122 حيث حجته الأخيرة.
[7]  - الدرر المرصعة: 66 – ولا أعرف حسب علمي نصا موجودا لهذه الرحلة.
[8]  - الدرر المرصعة : 35.
[9]  - راجع الدرر المرصعة: 24-147.
[10]  - الدرر المرصعة : 39.
[11]  - راجع الدرر المرصعة 66.
[12]  - راجع دليل بنسودة 2/344.

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ماذا عن تحقيق الكتاب الرحلة لأبي العباس أحمد بن محمد أحزي الهشتوكي التملي 1127هـ

    ردحذف