الجمعة، 10 فبراير 2012

أنساب الأخبار وتذكرة الأخيار" رحلة المدجن الحاج عبد الله بن الصباح

  
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان: أنساب الأخبار وتذكرة الأخيار" رحلة المدجن الحاج عبد الله بن الصباح (النصف الثاني من القرن الثامن الهجري)
المؤلف: الحاج عبد الله بن الصباح (النصف الثاني من القرن الثامن الهجري)
المحقق: هذبها وأصلح خللها وعلق حواشيها: د. محمد بنشريفة
الناشر: دار أبي رقراق, الرباط
الوصف: 308ص
رمز الوثيقة:
التحميل: من هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  
أنساب الأخبار وتذكرة الأخيار
  رحلة المدجن الحاج عبد الله بن الصباح 
تعد رحلة "الحاج عبدالله بن الصباح"، من الرحلات الأندلسية الغنية بموضوعاتها ومعارفها ، فضلا عن مسارها المتسع الأطراف الذي سمح لصاحب الرحلة بمسح فضاءات شاسعة من المعمور، بدءا بالخروج من غرناطة- دون تحديد زمن الرحلة- مرورا ببلاد المغرب ، الجزائر، تونس، مصر، الحجاز،اليمن ، الشام، العراق، تركيا، فارس، ثم بلاد ما وراء النهر.وكل بلاد ، من هذه البلدان، حظيت بتوصيفات وسرود وتأملات متعددة، ربطت بين الماضي والحاضر، بين التاريخ والجغرافية، بمستوياتها المختلفة، من " كوزموغرافيا" ، وعلم الأطوال والعروض- بالرفع- وكتب الخطط ، ومعاجم البلدان، ومدح (فضائل) المدن، أو رثائها، وما يحيط بكل ذلك من علوم ومعارف واجتهادات التفسير والتأويل لامست العلوم المتعددة، من أنساب و" إناسة- وعنوان النص دال على ذلك- وقيافة وعيافة، ترسم فيها الرحالة آثار السابقين. و با لاضافة ،إلى هذا وذاك، لم يتردد الرحالة في ترميم رحلته بالمرجعية الدينية المؤطرة للنص ، من بدايته إلى نهايته، مشهرا إسلامه، كل وقت وحين،وسنعود إلى ذلك في ثنايا التحليل، علما أن هذه المرجعية قد افتقدها الشيخ/ الرحالة، في بلاد الأندلس المدجنة التي تعلم فيها ما تبقى من شيوخها عن طريق( النسخ والكتب وهي صماء بكماء.)2. ومن ثم ، أصبحت الرحلة فرض عين، بحثا عن الشيخ( الدليل) بالمعنين: المادي( العالم والفقيه) والرمزي( الفضاء الاسلامي مدعما بالمتن والذاكرة والوجدان). وفي الحالتين لاغنى عن الشيخ الذي تضرب ، من أجله أكباد الابل،بالرغم ? كما جاء في الموروث- من طبيعة السفر الذي( يعد قطعة من العذاب).
فلابد من شيخ يريك شخوصها 3 وإلا فنصف العلم عندك ضائع

-1 حول العنوان

القارئ للعنوان يتبادر إلى ذهنه ? بالرغم من الغاية الحجية الواضحة- مباشرة الجانب العلمي، أو التأليفي للكتاب، أو الرحلة.فالنص ( رسالة) في الخبر والأخبار. والخبر، عند العرب، رادف التاريخ.والأخباريون- بالفتح- هم رواة تواريخ الأمم والشعوب والممالك.. من هنا جاءت كلمة (الأنساب) التي انسحبت على الخبر، فأصبح هذا الأخير ممتلكا لنسبه، أي أصوله وجذوره. وللخبر، أيضا، نسبته، أي مصادره وأسانيده.وهذا مايبرر الهاجس العلمي- كما صرح الرحالة بذلك مرارا- المستبد بالرحالة بالرغم من القصد المباشر الذي كان وراء الرحلة- دون أن يمنع ذلك من التأكيد على جوهرها الذي يقوم على إخبار المتلقي- القارئ- ( بما في أرض الله من البلاد والعمائر والاسلام من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى جميع النبيين والحمد لله رب العالمين)4.
المتلقي، إذن، في هذا المؤلف، د يكون المفتقد للشيخ، وقد يكون المنكر لمنجزات الاسلام، وحضارته، وقد يكون أخيرا ، وليس آخرا، صاحب المعرفة المحدودة الملتبسة، لسبب أو لآخر، وسببها يعود إلى "بلاد الدجن" أثناء هذه الفترة.
في الشق الثاني من العنوان، نجد الجملة التالية التي لاتنفصل عن الجملة الأولى: تذكرة الأخيار). والتذكرة،في هذا السياق، تلعب دورا مزدوجا. فهي تذكرة بمعنى التذكير( وذكر، فإن الذكرى تنفع المومئنين).ومن ثم فالتذكرة ترادف العبرة واستخلاص الدرس.، وتأخذ بناء على ذلك، بعدها الأخلاقي والمعرفي والحضاري.
أما في ا لمستوى الثاني ف( التذكرة) ترتبط بالكتابة، أو الصياغة، التي جعلت النص الرحلي أقرب إلى المذكرات،أو اليوميات5،التي توزعت بين ضمير الغائب ، وضمير المتكلم،بين المؤلف الصريح النسب(الصباح/ الأصبحي.ص،141.) والصفة الرمزية ذات الدلالات المتعددة( الحاج.ص،101.).بين ضميرالمتكلم االمنقول عن قائل محدد( قال ابن الصباح: والله لقد دخلت مكة شرفها الله وهل علينا الهلال ونحن طائفون بالكعبة الشريفة..)ص،135، وضمير المتكلم الجمع الذي يجعل من رفقة الرحالة مجرد " كائنات نصية"، شاهدة على صدق المروي.فالجمع، في جوهره- كما هو متداول في الرحلة- تأكيد لسلطة الرحالة السارد، مادام المرافقون يفتقدون الملامح الجسدية والنفسية، والاكتفاء بالوجود النصي المنضوي تحت سلطة الرحالة السارد.5.
وخضوع الرحلة للعبة الضمائر، المشار إليها أعلاه، يؤكد على خصوصية الكتابة المنتسبة إلى "اليوميات"،والمستندة للتأليف المنجم الذي فرضته طبيعة الرح/ة عبر محطات السفر ومراحله.
يمكن إضافة مستوى ثالث في التعامل مع عنوان الرحلة عن طريق تغيير مواقع الكلمات للوصول إلى دلالات جديدة للرحلة، دون اعتداء على أبعادها النصية، وعلى هذا الأساس ، يصبح العنوان المقترح على الشكل التالي:
أنساب ألأخباروتذكرة الأخيار6
فالأخيار ، في الرحلة، لاعد لهم ولاحصر. وهم يطلون من الصفحة الأولى ، من خلال آل حمير ، إلى آخر صفحاتها، فقهاء وعلماء ومجاهدين. يقول الرحالة: ( وقصة انتقال أجدادنا من بلاد اليمن الطيبة قصة طويلة).7.وينهي الرحالة رحلته بالتأكيد على أن الأخياريرادفون كل من انتمى إلى ( عقيدة الاسلام وسورة الاخلاص..هم أهل المذاهب الأربعة).8.
هكذا تحولت الرحلة إلى "جينالوجيا"( سلالة) أمة محمد(ص) عبر أقاليم إفريقيا والشام والعراق والهند، وما تزخر به هذه البلدان من دلالات حضارية متعددة.
وللأخبار تذكرتها ?كما جاء في العنوان أعلاه- بالرغم من زخمها ، وشساعة مصادرها. وفي كل الأحوال ، تظل الرحلة بلاغا ( لمن ألقى السمع وهو شهيد)ص.69.
بموازاة العنوان الرئيس، وجد العنوان الفرعي الذي وضعه أستاذنا محمد بنشريفة، محققا الدلالات التالية:
أ-دلالة النوع الأدبي عن طريق وسمه بالارتحال. فهو رحلة ن مع سبق الاصرار، خاصة أن العنوان قد يخلق لدى القارئ نوعا من الارتباك، يدفع به إلى اعتباره كتابا في الأنساب والطبقات،أو-من جهة أخرى- كتابا صادرا عن الأخباريين والرواة.
ب- وهي رحلة مميزة بحكم صدورها عن كاتب معين عاش "وضعا اعتباريا"، بحكم انتما ئه إلى فئة المدجنين" المورسكيين"،التي حملت فيها صفة الدجن الدلالات التالية:
أ- الخاضع للترويض بهدف إخضاعه للأقوى.
ب- المدمر في لغته و نسبه وثقافته.(... وأنا الحاج عبد الله بن الصباح لاكتاب ولانسخة عندي مع ما أنا فيه من الغربة..ومن لم يكن له دليل من شيخ أوكتاب ينقل عن شيخ كان الشيطان شيخه.)ص.75،76.
ج- والدجن ، بناء على ذلك، يصبح مرادفا للظلام لغة ودلالة، إلى الحد الذي ماثل فيه الكفر.( ولما علم الحاج أن بلاد الدجن المغصوبة من يد المسلمين..)ص.76.
د- المدجن ،اخيرا، هو المنصر ،بالرغم عنه، كما كشفت عن ذلك مقاطع عديدة من الرحلة.

2- حول النوع الأدبي

قد لايحمل النص عنوانه الصريح الدال على انتمائه الأجناسي للرحلة. ومن ثم يصبح المتن ذاته دالا على هويته، عبر سنن محدد يجمع بين المرسل والمرسل إليه.فميثاق القراءة القائم بين الطرفين، يسمح بالتنصيص على صوى الطريق التي تجسدت في السفر والانتقال من مكان إلى آخر من جهة، والحكي ? من جهة ثانية- عن ذلك بأساليب متعددة.
يبدأ السفر،إذن، رمزيا عبر تاريخ السلالة، ليستمر ،لاحقا، في مسالك السفر عبر الأقاليم الخمسة، بعد أن اعتذر عن عدم زيارته للاقليمين المتبقيين تبعا للتقسيم السباعي السائد عن الرحالين والجغرافيين المسلمين في الثقافة التراثية.( ابن خلدون/ المقدسي..)
ولانكاد نعثر على مصطلح ( رحلة) إلا فيما ندر.(ص،68.230). وبالمقابل لم يغادر فعل الارتحال مقطعا من مقاطع النص، مع إصرار الرحالة الدائم على استعمال الحواس الخمس، والتركيز على الأداة المركزية في الرحلة مجسدة في العين.ف( ليس الخبر كالعيان)، و( ليس الرائي كالسامع)، وهما شعار الرحالة الذي لاتنازل عنه.
ودعم هذا المنظور ما عرفته أرض الاسلام من شساعة، فرضت عليه ( الرؤية بالعين ووطء القدمين)ص.68، وسمحت له ? من ناحية أخرى- بسبب هذه الشساعة- بالنظر من خلال عيون الرحالين والمؤرخين الذين ارتحلو ا في هذه الأمكنة، فضلا عن المصادر والمتون التي ساهمت في نسج الرحلة بالشكل الذي وصلتنا به.
بعودتنا إلى الجانب الأجناسي للرحلة، سنجد ما تميزت به- و هي خصيصة مشتركة بين الرحلات-من كونها ملتقى للخطابات المتعددة المرجعيات يتداخل فيها الأدبي بغير الأدبي، شريطة أن تهيمن فيها بنية ،ولا أقول الموضوع، السفر. فالبنية ،كما هو معلوم، تقضي وجود الثابت والمتغير. والثابت ، في الرحلة، يتجسد في السفر،أوالارتحال،ذهابا وإيابا، ماديا ورمزيا، في الماضي والحاضر، عن طريق الجسد والكتابة ، في آن واحد.أما المتغير، فيتجسد في الموضوع، بتجلياته المكانية والزمانية،فضلا عن طبيعة الرحالة ومكوناته النفسية والفكرية،وما يبدعه من طرائق وأساليب ورؤيات تتغير من رحالة إلى آخر.وفي كل الأحوال، تسمح هيمنة بنية السفربلحم أجزاء النص ،أفقيا، عبر مسار الرحلة ، وعموديا، عبر تركيب النص، من خلال محطات متعددة تقتضي الوصف والاستشهاد والتذكر والتأويل والاستطراد والتعليق والتبويب..
وبالاضافة إلى هذا وذاك، تنتسب الرحلة إلى المتن الحجي( الحجازي)، كما صرح بذلك الرحالة في مواقع مختلفة، دون أن يمنع ذلك من اعتبارها رحلة شاملة- على غرار رحلة ابن بطوطة- ضمت العلمي والزياري والفهرستي والعجيب والغريب والسير ذاتي، وسير الأمكنة...
وبالرغم من انتساب النص إلى المدونة الرحلية، فإن ذلك لايمنع من خضوعها لنمط محدد في الكتابة، عرفت به الثقافة العربية التراثية، مجسدا في " النثر التأليفي"الذي تمثل في مصطلح ( الرسالة)،أو الكتاب،التي تنسحب على ميدان التأليف في مختلف العلوم والمعارف.9
بعودتنا إلى بنية السفر في الرحلة، سنلمس طبيعة الارتحال التي ظلت مخلصة للمنظورالتراثي القائم على عنصرين:
أ- سفر الهرب بسبب انتشار البدع والكفر ، أو بدافع الجهاد..
ب- سفر الطلب،أي طلب الدين والدنيا، من معاش وحج وتجارة وصلة رحم..
والرحلة جمعت بين السفرين، من خلال المزج بين لحظات محددة عاش فيهاالرحالة السفرين بأساليب مختلفة.

3_خصائص الرحلة

من أهم خصائص الرحلة بناء وصياغة أسلوبية وجمالية،نذكر:
أ- تعدد أسماء السارد وصفا ته.فالقارئ للرحلة يلمس هذا التعدد في الاسم والصفة ، طوال الرحلة.والعينات التالية توضح ذلك:
قال ابن الصباح رحمه الله .ص.101.
قال الحاج رحمه الله وعفا عنه.ص106
" المؤلف الحاج ابن الصباح.""
قال الصباح رحمه الله.""
قال المؤلف ص. 64.
قال الراوي رحمه الله.ص.83.
قال ابن الصباح.ص110.
قال المؤلف ابن الصباح رحمه الله.""
قال الراوي.ص.110.
قال المؤلف الأصبحي.ص.141.
قال المؤلف الباحث العالم.ص.124.
قال:ص.99.
قال ابن الصباح رحمه الله.قال أصحاب التاريخ.ص.110.
واضح من النماذج السابقة، أن الرحلة ? كما جاء في مقدمة أستاذنا الجليل- كتبت،أو نسخت، بعد وفاة صاحبها بزمن معين. ومع ذلك، فالنسخ- كما حدث لابن بطوطة- في علاقته بابن جزي- أنتج نصا تكررت فيه جملة محورية دالة تجسدت في: قال الشيخ.وبالرغم من

وضعية الراوي الملتبسة التي توحي بها هذه الصياغة، فإن ذلك لايمنع من التأكيد على وضعية القائل الذي أصبح ساردا جديدا بعد السارد الأول الذي لايتردد في التعبير عن وجوده بالنص والحرف.هذا أولا. وثانيا،يقدم لنا هذا التعدد في اسم العلم وصفاته الملاحظات التالية:
-الافتخار بالنسب والسلالة الصباحية.فبالرغم من تخصيصه،أثناء خروجه إلى اليمن، سبع صفحات تقريبالآل الصباح،فإن الرحلة برمتها تنتشر فيها أوضاع الصباحيين في مقاطع عديدة ومواقف مختلفة.
-وانعكس ذلك بالضرورة، على هوية القائل وطبيعة المقول.فهوالقائل، عبر هذا التعدد،تتعزز عن طريق هذا التنويع لأوضاع القائل. وطبيعة المقول تستمد خصائصها الفكرية، والبيانية،عبرتقاطع أفقية مسار الرحلة ? خروجا من غرناطة نحو الفضاء الاسلامي-مع عمودية الحكي( المحكيات/ا لاستطراد/التذكر/البوح/ المقارنة..الخ)
- مصداقية المروي بحكم دور ضمير المتكلم في الشهادة والاشهاد.(وأنا اشترطت لك في الوصف الرؤية بالعين ووطء القدمين.). الرحلة. ص.68.
- الانتماء إلى فئة الكتاب والمؤرخين والمقيدين لحضارة الاسلام وفضائله.( وأنا الحاج عبد الله بن الصباح لاكتاب ولانسخة عندي مع ما أنا فيه من الغربة....ولاكن الحمد لله صبرنا ومن فضله كتبت هذا كله من ظهر قلبي ودماغي.)ص.75.
( ولولا هم الأولاد وهم الدنيا وقلة الموجود لكتبت بعون الله ديوانا من آدم إلى وقتنا هذا)ص.75.
-تعدد مستويات شخصية الرحالة مما مكنه من مقاربة الفضاءات المتعددة، من مواقع أدبية ودينية وتاريخية وأخبارية وجغرافية. وهذا التعدد هو الذي يجعل من الرحلة نصا غنيا يشبع فضول المرسل والمتلقس في آن واحد.
وتظل أهم خصائص النص، بالرغم من إصرارصاحبه على تسميته ب( كتاب مختصر من تاريخ الأندلس وما فيها من الخصائص والعادات..)ص.55، أقول إن أهم خصائص هذا النص الفكرية ، والأدبية، يمكن إجمالها في الآتي:
1-المزج بين المعارف المختلفة، والمصادر المتعددة، والخطابات المتوزعة بين الدينيةأحيانا، والتاريخية، أحيانا أخرى، بين الأطوال والعروض،أحيانا،وكتب الطبقات ،أحيانا أخرىأ بين فقه المناسك،أحيانا،ولحظات التأمل،أحيانا أخرى.(ولقد رأيت من فضائل هذا البيت وعجائبه أن الطير إذا جاع يأتي إلى ركن من أركان البيت ويقف حتى يأتي رزقه إليه. ولقد رأيت الطير لما يأتيه رزقه يصيح صيحة قوية ويمشي ويأخذ رزقه من الله.)ص.145.وتداخلت في النص أنساق معرفية عديدة، تمازجت فيها بنيات معرفية ، وأسلوبية من الجغرافية وتواريخ المدن، فضلا عن تمازج لحظات من السيرة الذاتية بلحظات سير الأحياء والأموات،واللغة الفصيحة باللسان الدارج..
2- غير أن هذا المزج- كما هو الشأن في الرحلة ? خضع لسيطرة بنية السفر التي جمعت بين السفرالمادي والسفر الرمزي، بين- كما سبقت الاشارة بين سفرالطلب( طلب الدين والدنيا) وبين سفرالهرب( الخروج من دار الكفر- الدجن- نحو دار الاسلام. ومن خضع الرحالة، أثناء رحلته، لرغبة جارفة، استبدت به، بهدف نخليد ما رآه ، أو سمعه ، أةو قرأه.
إنها رحلة في الماضي والحاضر، ركب فيها الرحالة جناح التاريخ، كما ركب وسائل الارتحال، برا وبحرا، عبر بلاد الاسلام في مرحلة _ منتصف القرن الثامن الهجري- حرجة من تاريخ الاسلام والمسلمين.
- برزت في الرحلة، أيضا، التوصيفات المفصلة للمواقع- بدءا بمكة المكرمة والحجاز عامة، الاسلامية ودورها الحضاري في مراحل مختلفة. ومن ثم لم يتردد الرحالة في تخصيص أزيد من عشر صفحات لتمجيد مصر وعلاماتها الممبزة.( من ص.118-127.).
- كتبت الرحلة بلغة ' وسيطة" ، إذا صح التعبير. وهذه اللغة جمعت بين الفصيح واللهجي، الشفهي والمكتوب، الأدبي والعلمي، بين البياني- على قلته- واللغة المباشرة العارية. ولاشك أن وضعية الرحالة من حيث كونه مدجنا( موريسكيا)كانت وراء مواقع الخلل التعبيري أسلوبا وإملاء.. غير أن ذلك لاينزع تالنص قيمته التوثيقية، فضلا عن جوانب معرفية من جهة، وجوانب المعاناة، اوالمغامرة الانسانية من جهة أخرى.

هوامش

أنساب الأخبار وتذكرةالأخيار. رحلة المدجن الحاجة عبدالله بن الصباح.( النصف الثاني من القرن الثامن الهجري).هذبها وأصلح خللها وعلق على حواشيها محمد بنشريفة. دار أبي رقراق. الرباط. 2008.
2-ص.68.
3-ص.75
4-ص.230.
5- وهذا من خصائص الرحلة التي تكون فيها الشخصيات المرافقة للرحالة، أو المستوحاة من المصادر المختلفة، مجردظل للرحالةبحكم سيطرة ضمير المتكلم ، مفردا أو جمعا.
6- وهم لاحصر لهم في النص.
7-ص.56
8- ص76.
9- برز ذلك جليا في المقدمة النمطية من بسملة وحمدلة وعرض لموضوزع الكتاب.. الخ، فضلا عن طريقة التبويب والتفصيل.. مما جعا منه رسالة- مؤلفا- مكتملة استندت إلى الأسلوب الرحلى ماديا ورمزيا.

هناك 3 تعليقات:

  1. جزاك الله خيرا هل هناك رابط لتحميل الكتاب ..؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. نسبة الأخبار وتذكرة الأخيار (رحلة حجازية) الحاج عبد الله بن الصباح الأندلسي

      حذف