الجمعة، 17 فبراير 2012

الرحلة المرصعة ببديع اللألإ في ترحال الشريف المنيف سيدي محمد الخمال ووفوده على حضرة فاس لزيارة طيب الأنفاس يتيمة الجوهر النفيس أبي العلاء سيدنا و مولانا إدريس, محمد بن محمد الرايس الفاسي


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان: الرحلة المرصعة ببديع اللألإ في ترحال الشريف المنيف سيدي محمد الخمال ووفوده على حضرة فاس لزيارة طيب الأنفاس يتيمة الجوهر النفيس أبي العلاء سيدنا و مولانا إدريس
المؤلف: محمد بن محمد الرايس الفاسي
المحقق:
الناشر:
الوصف:
رمز الوثيقة: المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط محفوظة تحت عدد 5467.
التحميل: من هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بدر الدين الخمالي

للمغاربة باع طويل في أدب الرحلة و تدوين الرحلات ، بل يمكن القول أنهم تفوقوا على المشارقة في هذا  الباب على الرغم من طول باعهم وحسن تأليفهم في هذا الفن وصنوفه، فيكفي أن رحلة ابن بطوطة تعد من عجائب الأدب العربي و الإسلامي ، حتى أن شهرته طافت الأفاق و اخترقت الأرجاء و بقيت مضرب المثل في المشارق و المغارب لما ضمت من كنوز و عجائب ، ومشاهدات و ملاحظات و أوصاف يقف عندها الدارس لأدب الرحلة والباحث في التاريخ وعلم الاجتماع بكثير من الاهتمام لما تحمله من معلومات قيمة و إضافات جليلة عن حالة الأمصار التي زارها في ذلك العصر وعادات أهلها وطباعهم و طرائق عيشهم ومعتقداتهم .

فقد كانت رحلة الحج في كثير من الأحيان محفزاً لعدد من الحجاج المغاربة و خاصة الفقهاء و العلماء و الأدباء على تدوين رحلاتهم و مشاهداتهم للأمصار التي يمرون بها في طريقهم إلى الحج أو عند رجوعهم منه ، بل و السفر الى الأمصار البعيدة بعد قضاء مناسكهم كالهند و بلاد فارس للتجارة ، كما أن الرحلة داخل المغرب حازت بنفس القدر كذلك  شطراً كبيراً من مجال التأليف الأدبي للعصور الوسيطة ، حيث لم يكن الانتقال من مدينة إلى أخرى يخلو من مغامرة بسبب الأوضاع الأمنية الغير مستقرة التي سادت ببعض فترات التاريخ المغربي ، كما لم يكن يخلو من إثارة و متعة بسبب المشاهدات و اللقاءات التي تجمع بين مؤلف الرحلة و أشخاصها و القبائل و الحواضر التي يمر بها ، وقد كانت تأخذ الرحلة في كثير من الأحيان الطابع الديني و النفس الصوفي لكثرة تعلق المغاربة بدينهم و تشبثهم بالعمق الروحي الذي يربطهم ببعضهم ، فضمت الرحلات وصفا للأولياء و ذكراً لأخبار الأتقياء و الأشراف و القبائل و المواسم و غيرها وكثيرا من الأشعار و الزجل و المنظومات، ونقف هنا على رحلة فريدة من نوعها كتبت في نهاية القرن التاسع عشر ، تؤرخ لزيارة الشريف سيدي محمد الخمال الطنجي إلى ضريح مولاي إدريس بفاس .

١ ـ صاحب الرحلة الخمالية

هو الشريف سيدي محمد الخمال العمراني الطنجي من أعيان و كبراء مدينة طنجة ، ولد على الأرجح في  العقد الرابع من القرن التاسع عشر أي حوالي سنة 1841 ميلادية ، وهو ينتمي إلى فرع أسرة الشرفاء الخماملة العمرانيون  بطنجة التي استقروا بها في نهاية القرن السابع عشر بعد تحريرها من الاحتلال الانجليزي ، قادمين إليها من بادية الخطوط ببني جرفط  و قد اتصفوا بالوجاهة و الثراء و عرفوا لدى الخاصة و العامة من أبناء طنجة وغيرها من الأنحاء بحب العلم و أهله و الشعر و الأدب  ، فكانوا بذلك محط وفادة الشعراء و الأدباء إلى حضرتهم بطنجة خاصة سيدي محمد الخمال الذي عرف بسخائه و كرمه ، حتى ترجم له الزر كلي في الأعلام بقوله مثر من أهل طنجة كما وصفه الأديب محمد الرايس بقوله في وصف سيدي محمد الخمال بأنه من أعظم الناس في الامتثال وأسرعهم لنيل الأفضال الشريف المنيف اللوذعي الغطريف الحائز قصب السبق في مضمار الكرم والجود وراثة عن أباء كرام وجدود نجل الرسول وبضعة مولانا علي وسيدتنا البتول العاقل الماهر الذكي الفاضل الذاكر الألمعي الجامع لأصناف الكمال والجمال أبي عبد الله سيدي محمد العمراني المدعو بالخمال.

يقول الأستاذ عبد الله المرابط الترغي في موسوعة معلمة المغرب (…كان هذا الشريف قد أعمل الرحلة من طنجة إلى فاس سنة 1300 هجرية لزيارة جده المولى إدريس الأزهر وذلك في ركب كبير صحب معه جماعة من أعيان طنجة وغيرهم من العلماء والوجهاء والأدباء وحظي باستقبال كبير في الطريق التي مر منها وفي فاس أثناء إقامته بها حيث خصه أدباء فاس بقصائد في مدحه والثناء عليه.

٢ ـ كتاب الرحلة الخمالية

الرحلة الخمالية عبارة عن مخطوطة بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط محفوظة تحت عدد 5467.

وهي في الحقيقة تنقسم إلى جزأين أو رحلتين بالمعنى التقني أي إلى مؤلفين منفصلين و إن ضمتهما نفس المخطوطة وكلاهما يخصان ترحال الشريف سيدي محمد الخمال العمراني

الأولى بقلم الأديب محمد الرايس الفاسي وقد سماها الرحلة المرصعة ببديع اللألإ في ترحال الشريف المنيف سيدي محمد الخمال العمراني الطنجي .

والثانية  للشاعر محمد الفاطمي الصقلي  وهي المسماة بالنفحة الشمالية العاطرة الأنفاس في الرحلة الخمالية لزيارة قطب فاس ويوجد بمقدمة المخطوطة قصيدة للشيخ ابن الأمير العلوي الشنجيطي يمدح فيها سيدي محمد الخمال وأجداده وجده المصطفى صلى الله عليه وسلم

يقول فيها : الفلك تمخر والظلام مدوح & محمد الخمال ذو السما سماء

من مجد إسناده متواتر & يمليه عليك الجيران والغرباء

تربى فترعرع في المعالي يافعا & حتى انتهى للغاية القصواء

لازال موضع رفعة قد نالها & يسمو على الجيون والجوزاء

و هذه القصيدة التي ضمت حوالي تسعون بيتا ليست من الرحلة و لا تدخل في مضمونها ، إلا أن الكاتب آثر أن يجمعها في مضمومة المخطوط لتعلق غرضها بمدح الشريف الخمال

أ ـ الرحلة المرصعة ببديع اللألإ في ترحال الشريف المنيف سيدي محمد الخمال ووفوده على حضرة فاس لزيارة طيب الأنفاس يتيمة الجوهر النفيس أبي العلاء سيدنا و مولانا إدريس

التأليف الأول كتبه الفقيه الأديب محمد الرايس وسماه الرحلة المرصعة ببديع اللألإ ـ وقد ذكره الزركلي في الأعلام وعبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس ـ وهو يعد بحق مزجا رائعا بين الأدب والتأريخ لكثرة ما ذكر بها من أشعار والوصف للأماكن والديار ولذكره للأنساب كما أن المؤلف بالإضافة إلى تأريخه للرحلة يعد كذلك ترجمة لسيدي محمد الخمالي العمراني الحسني

حيث ذكر نسبه وحسبه ومكانته الاجتماعية المرموقة في مدينة طنجة العالية ؛ ولا يخفى على أحد أن الرحلة من طنجة إلى فاس لم تكن فقط مجرد رحلة داخلية أوسفرعادي كما هو الأمر اليوم بل كانت محفوفة كذلك بالمغامرة نتيجة لما كانت عليه الأوضاع الأمنية في مغرب نهاية القرن التاسع عشر نتيجة لتمرد عدد من القبائل على سلطة المخزن و فرض بعضها للإتاوات على الطرق التجارية و تنقل القوافل ؛ لكن ذلك لم يكن مانعا أمام المغاربة بشتى تكويناتهم الاجتماعية وانتماءاتهم من صلة الرحم بأقربائهم في شتى ربوع الوطن أو من زيارة الأولياء و الزوايا كما هو الحال هنا في مقصد المترجم له في الرحلة الخمالية حيث خرج قاصدا زيارة المولى إدريس الأزهر كما هي عادة الشرفاء الادارسة في زيارة جدهم رضي الله عنه .، وقد تمت هذه الرحلة خلال عهد السلطان مولاي الحسن الأول أي ما بين 1300 إلى سنة 1301 هجرية .

و الرحلة المرصعة عبارة عن مخطوط من أربعة كراريس موجودة ضمن المجموعة الكتانية بالمكتبة الوطنية بالرباط ، حيث تم فهرستها خطأً تحت عنوان رحلة داخل المغرب والأصل هي الرحلة المرصعة ببديع اللألإ في ترحال الشريف المنيف سيدي محمد الخمال ووفوده على حضرة فاس لزيارة طيب الأنفاس يتيمة الجوهر النفيس أبي العلاء سيدنا و مولانا إدريس، جاء في كتاب الأعلام للزركلي الجزء الأول في خضم الترجمة للأديب محمد الرايس مؤلف الرحلة الخمالية المسماة بالرحلة المرصعة ببديع اللآلئ. ..محمد بن محمد الرايس: أديب مغربي كانت له صلة بمثر من أهل طنجة يدعى محمدا العمراني الخمال الحسني، وسافر هذا إلى فاس (سنة 1300 ه‍) فصنف له صاحب الترجمة رحلة سماها (الرحلة المرصعة  - خ) نحو أربعة كراريس، في الخزانة الكتانية بفاس.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق